Facebook Pixel
مقدمة عن كتاب مشكلات في طريق الحياة الإسلامية
1072 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

فى هذا الكتاب نماذج لقضايا خاضها أو سيخوضها العاملون فى الحقل الإسلامى أحببت أن أشرحها على ضوء ما بلوْتُ من تاريخنا الحاضر والغابر، لعلها تعصم من مزالق ، وتنبِّه إلى حقائق وتقود إلى الخير

كتاب : مشكلات في طريق الحياة الإسلامية - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 2 ] مقدمة الطبعة الأولى

أتابع النشاط الإسلامى المعاصر بحب وخوف . حبّى له لأننى مسلم أريد للحقِّ الذى أعتنقه أن يسود ، وأن يقوم من عثرته التى طالت ! وخوفى عليه لأن الأعداء أقوياء أغنياء يريدون الإجهاز على الدين الجريح ، وانتهاز الفرص التى لاحت بعد طول انتظار أو طول تدبير ...!

إن المدافعين لا ينقصهم غالباً الحماس والإخلاص وإنما ينقصهم عمق التجربة وحسن الفقه.

إنهم يحسبون أن حال المسلمين اليوم وليد علل عارضة ، ومن السهل إزالتها فى أيام معدودات ، أوعلى الأكثر فى بضع سنين من حياتهم هم .. ثم يعود المسلمون إلى مجدهم الأول أيَّام الصحابة والتابعين .

وما على الشباب إلاَّ أن يُقْدِم ويقاتل ويحطم ما أمامه من عوائق ، وسوف يبتسم له النصر بعد مرحلة أومرحلتين!! .

وهذا الاستعجال كان وراءه متاعب كثيرة وخسائر ثقيلة للدعوة الإسلامية بل ربما زاد خصومها تمكيناً وضراوة.!

إن حالة المسلمين اليوم تخالف حالة الألمان الذين خاضوا حرباً عالمية ثانية بعد هزيمتهم فى الحرب العالمية الأولى ، ولمَّا تمرّ على هذه الهزيمة عشرون سنة!

إننا نحن المسلمين نتقهقر من عدة قرون ، وكأننا فى معركة انسحاب من أوائل القرن الثالث عشر للهجرة ، وقد قاوم الأجداد والآباء والأعقاب ، وورثنا نحن هذه المقاومة الباسلة النبيلة ، وكسبنا مواقع وخسرنا أخرى.

وأرى أنه لابدَّ من دراسة شاملة لأسباب تقهقرنا المدنى والعسكرى ، وما هى العناصر الحيوية التى فقدناها حتى دهانا ما دهانا ؟ لابد من بصيرة فاحصة متعمقة تتدبَّر ثقافتنا وتُنفِّى منابعها! وتنقذ مستوانا الحضارى الأخير ، وتستكشف أسباب هبوطه !.

أكنَّا حقّاً على الفطرة التى فطر الله الناس عليها ، أم غلب علينا داء الأمم الأولى فشردنا عن الصراط المستقيم؟ وعندما نريد العودة فما أرشدُ الوسائل؟

إن إقامة دين الله شىء ومجرد الاستيلاء على الحكم بطريقة أو بأخرى شىء آخر..

إن إقامة دين الله تعنى قبل كل شىء تأسيس علاقة زاكية بين المرء وربِّه ، منزهة عن طلب الدنيا والتَّشبُّع من لذائذها، والاستعلاء فى أرجائها . (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا)

كما تعنى الإسهام فى بناء مجتمع عالمى يعرف المعروف ، وينكر المنكر ، ويحترم الحقوق ، ويوقِّر رب العالمين ..

وفى تاريخنا الثقافى والسياسى زادٌ كافٍ لمن كان له قلب ، غير أن هزائم شتى تصيب المجاهدين فى سبيل الله لضعف التجربة وقلة الخبرة ، أو لفقر شديد فى العلم الصحيح بكتاب الله وسنة رسوله .

وفى هذا الكتاب نماذج لقضايا خاضها أو سيخوضها العاملون فى الحقل الإسلامى أحببت أن أشرحها على ضوء ما بلوْتُ من تاريخنا الحاضر والغابر، لعلها تعصم من مزالق ، وتنبِّه إلى حقائق وتقود إلى الخير.

وقد تتشابه الموضوعات فى بعض ما أكتب ! ومع ذلك ففى الجديد مزيد من سعة العرض ووفرة الحجج . (ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير * ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم)

محمد الغزالى

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالى
#مشكلات_في_طريق_الحياة_الإسلامية
كلمة حرة
نشر في 06 تموز 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع