3237 مشاهدة
3
0
مقال للكاتب محمد الغزالي من كتاب حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة، يتكلم فيه عن البيان العالمي عن حقوق الإنسان في الإسلام
كتاب : حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [ 18 - الأخيرة] : ملحق (2) البيان العالمى عن حقوق الإنسان فى الإسلام
• تقديم : الحمد لله ٬ والصلاة على رسول الله ٬ سيدنا محمد بن عبد الله ٬ وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ٬ وبعد : فهذه هى الوثيقة الإسلامية الثانية ٬ يعلنها "المجلس الإسلامى الدولى" للعالم .. متضمنة حقوق الإنسان فى الإسلام . ومن قبل أصدر المجلس الوثيقة الأولى ` البيان الإسلامى العالمى ` - في أبريل 1980م - عن النظام الإسلامى متضمنة الأطر العامة لهذا النظام .
وإنه لمن دواعى التفاؤل أن ييسر الله صدور الوثيقتين فى مستهل القرن الخامس عشر الهجرى ومع تصاعد الحركة الإسلامية ٬ التى تؤذن بصحوة الأمة ٬ والتقاء شعوبها على كلمة جامعة.. دعوة صادقة للعودة إلى منهاج الله تعالى ٬ وسعيا حثيثا لإعادة صياغة المجتمع الإسلامى على أصول هذا المنهاج .
إن حقوق الإنسان فى الإسلام ليست منحة من ملك أو حاكم ٬ أو قرارا صادرا عن سلطة محلية أو منظمة دولية ٬ وإنما هىحقوق ملزمة بحكم مصدرها الإلهى ٬ لا تقبل الحذف ولا النسخ ولا التعطيل ٬ ولا يسمح بالاعتداء عليها ٬ ولا يجوز التنازل عنها.
ووثيقة حقوق الإنسان فى الإسلام التى نعلنها اليوم ثمرة طيبة لجهد مخلص أمين ٬ توافر له ٬ وتعاون عليه نخبة صالحة من كبار مفكرى العالم الإسلامى ٬ وقادة الحركات الإسلامية فيه ٬ وقد ارتفعوا بها فوق الواقع الراهن ٬ بما يلابسه من اعتبارات الزمان والمكان والأشخاص الخاصة ببيئة أو شعب ٬ فجاءت بحمد الله وتوفيق منه معبرة عن تمثل صحيح وشامل لحقوق الإنسان ٬ مستمدة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله ` صلى الله عليه وسلم ` .
إن المجلس الإسلامى الدولى وهو يعلن للعالم كله هذه الوثيقة ليأمل أن تكون زادا للمسلم المعاصر ٬ فى جهاده اليومى ٬ وأن تكون دعوة خير لقادة المسلمين وحكامهم: أن يتواصوا بالحق فيما بينهم وبين أنفسهم ٬ وفيما بينهم وبين غيرهم تواصيا ينتهى بهم إلى مراجعة جادة لمناهج حياتهم ٬ وطرائق حكمهم ٬ وعلاقاتهم بشعوبهم وأمتهم ٬ وإلى احترام ` حقوق الإنسان ` التى شرعها الإسلام ٬ الذى لا يقبل من مسلم أن يتجاهله ٬ أو يخرج عليه.
كما يأمل المجلس: أن تلقى هذه الوثيقة ما هى جديرة به من عناية المنظمات المحلية والدولية ٬ التى تعنى بحقوق الإنسان ٬ وأن تضمها إلى ما لديها من وثائق ٬ تتصل بهذه الحقوق ٬ وتدعو إلى إقرارها فى حياة الإنسان حقيقة واقعة.
والله تعالى أسأل: أن يجزى خيرا كل من شارك فى إعداد هذه الوثيقة ٬ وأن يفتح لها القلوب ٬ والضمائر ٬ والعقول ٬ بما يحقق ما نرجوه من التجديد الحق لحياة المسلمين.
باريس - 21 من ذى القعدة 1401 ه - 19 سبتمبر “أيلول” 1981 م
الأمين العام : سالم عزام
• مدخل :
شرع الإسلام منذ أربعة عشر قرنا` حقوق الإنسان ` فى شمول وعمق ٬ وأحاطها بضمانات كافية لحمايتها ٬ وصاغ مجتمعه على أصول ومبادئ ٬ تمكن لهذه الحقوق وتدعمها.
والإسلام هو ختام رسالات السماء ٬ التى أوحى بها رب العالمين إلى رسله عليهم السلام ليبلغوها للناس ٬ هداية وتوجيها ٬ إلى ما يكفل لهم حياة طيبة كريمة ٬ يسودها الحق والخير والعدل ٬ والسلام.
ومن هنا كان لزاما علي المسلمين أن يبلغوا للناس جميعا دعوة الإسلام ٬ امتثالا لأمر ربهم “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر” ٬ ووفاء بحق الإنسانية عليهم ٬ وإسهاما مخلصا فى استنقاذ العالم مما تردى فيه من أخطاء ٬ وتخليص الشعوب مما تئن تحته من صنوف المعاناة.
ونحن معشر المسلمين على اختلاف شعوبنا وأقطارنا انطلاقا من: عبوديتنا لله الواحد القهار...
ومن : إيماننا بأنه ولى الأمر كله فى الدنيا والآخرة ٬ وأن مردنا جميعا إليه ٬ وأنه وحده الذى يملك هداية الإنسان إلى ما فيه خيره وصلاحه بعد أن استخلفه فى الأرض ٬ وسخر له كل ما فى الكون..
ومن : تصديقنا بوحدة الدين الحق ٬ الذى جاءت به رسل ربنا ٬ ووضع كل منهم لبنة فى صرحه حتى كمله الله تعالى برسالة صلى الله عليه وسلم فكان كما قال صلى الله عليه وسلم : “ أنا اللبنة الأخيرة وأنا خاتم النبيين.. ` .
ومن : تسليمنا بعجز العقل البشرى عن وضع المنهاج الأقوم للحياة ٬ مستقلا عن هداية الله ووحيه...
ومن : رؤيتنا الصحيحة فى ضوء كتابنا المجيد لوضع الإنسان فى الكون ٬ للغاية من إيجاده ٬ وللحكمة من خلقة...
ومن : معرفتنا بما أضفاه عليه خالقه ٬ من كرامة وتفضيل على كثير من خلقه...
ومن : استبصارنا بما أحاطه به ربه جل وعلا من نعم ٬ لا تعد ولا تحصى...
ومن : تمثلنا الحق مفهوم الأمة ٬ التى تجسد وحدة المسلمين ٬ على اختلاف أقطارهم وشعوبهم.
ومن : إدراكنا العميق ٬ لما يعانيه عالم اليوم من أوضاع فاسدة؟ ونظم آثمة…
ومن : رغبتنا الصادقة ٬ فى الوفاء بمسئوليتنا تجاه المجتمع الإنسانى كأعضاء فيه..
ومن : حرصنا على أداء أمانة البلاع ٬ التى وضعها الإسلام فى أعناقنا... سعيا من أجل إقامة حياة أفضل :
تقوم على الفضيلة ٬ وتتطهر من الرذيلة...
يحل فيها التعاون بدل التنكر ٬ والإخاء مكان العداوة...
يسودها التعاون والسلام ٬ وبديلا من الصراع والحروب...
حياة يتنفس فيها الإنسان معانى: الحرية ٬ والمساواة ٬ والإخاء ٬ والعزة والكرامة... بدل أن يختنق تحت ضغوط: العبودية ٬ والتفرقة العنصرية ٬ والطبقية ٬ والقهر والهوان...
وبهذا يتهيأ لأداء رسالته الحقيقية فى الوجود: عبادة لخالقه تعالى. وعمارة شاملة للكون تتيح له أن يستمتع بنعم خالقه ٬ وأن يكون بارا بالإنسانية التى تمثلب النسبة له أسرة أكبر ٬ يشده إليها إحساس عميق بوحدة الأصل الإنسانى ٬ التى تنشى رحما موصولة بين جميع بنى آدم.
انطلاقا من هذا كله: نعلن نحن معشر المسلمين ٬ حملة لواء الدعوة إلى الله فى مستهل القرن الخامس عشر الهجرى هذا البيان باسم الإسلام ٬ عن حقوق الإنسان ٬ مستمدة من القرآن الكريم و ` السنة النبوية ` المطهرة.
وهى بهذا الوضع حقوق أبدية ٬ لا تقبل حذفا ٬ ولا تعديلا... ولا نسخا ولا تعطيلا...
إنها حقوق شرعها الخالق سبحانه فليس من حق بشركائنا من كانأن يعطلها ٬ أو يتعدى عليها ٬ ولا تسقط حصانتها الذاتية ٬ لا بإرادة الفرد تنازلا عنها ٬ ولا بإرادة المجتمع ممثلا فيما يقيمه من مؤسسات أيا كانت طبيعتها ٬ كيفما كانت السلطات التى تخولها.
إن إقرار هذه الحقوق هو المدخل الصحيح لإقامة مجتمع إسلامى حقيقى...
1 - مجتمع : الناس جميعا فيه سواء ٬ لا امتياز ولا تمييز بين فرد وفرد على أساس من أصل ٬ أو عنصر ٬ أو جنس ٬ أو لون ٬ أو لغة ٬ أو دين.
2 – مجتمع : المساواة فيه أساس التمتع بالحقوق ٬ والتكليف بالواجبات... مساواة تنبع من وحدة الأصل الانسانى المشترك. “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى”. ومما اسبغه الخاق جل جلاله على الإنسان من التكريم “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا” .
3 – مجتمع : حرية الإنسان فيه مرادفة لمعنى حياته سواء ٬ يولد بها ٬ ويحقق ذاته فى ظلها ٬ آمنا من الكبت ٬ والقهر ٬ والإذلال ٬ والاستعباد.
4 – مجتمع : يرى فى الأسرة نواة المجتمع ٬ ويحوطها بحمايته وتكريمه ٬ ويهيئ لها كل أسباب الاستقرار والتقدم.
5 – مجتمع : يتساوى فيه الحاكم والرعية ٬ أمام شريعة من وضع الخالق سبحانه دون امتياز أو تمييز.
6 – مجتمع : السلطة فيه أمانة ٬ توضع فى عنق الحاكم ٬ ليحقق ما رسمته الشريعة من غايات ٬ وبالمنهج الذى وضعته لتحقيق هذه الغايات.
7 – مجتمع : يؤمن كل فرد فيه أن الله وحده هو مالك الكون كله... وأن كل ما فيه مسخر لخلق الله جميعا ٬ عطاء من فضله ٬ دون استحقاق سابق لأحد ٬ ومن حق كل إنسان أن ينال نصيبا عادلا من هذا العطاء الإلهى: “وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه” .
8 – مجتمع : تقرر فيه السياسات ٬ التى تنظم شئون الأمة ٬ وتمارس السلطات التى تطبقها وتنفذها ` بالشورى ` “ وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون “ .
9 – مجتمع : تتوافر فيه الفرص المتكافئة ٬ ليتحمل كل فرد فيه من المسئوليات بحسب قدرته وكفاءته ٬ وتتم محاسبته عليها دنيويا أمام أمته ٬ وأخرويا أمام خالقه “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته” .
10 – مجتمع : يقف فيه الحاكم والمحكوم على قدم المساواة أمام القضاء ٬ حتى فى إجراءات التقاضى.
11 – مجتمع : كل فرد فيه هو ضمير مجتمعه ٬ ومن حقه أن يقيم الدعوىحسبة ضد أى إنسان يرتكب جريمة فى حق المجتمع ٬ وله أن يطلب المساندة من غيره... وعلى الآخرين أن ينصروه ولا يخذلوه فى قضيته العادلة.
12 - مجتمع: يرفض كل ألوان الطغيان ٬ ويضمن لكل فرد فيه: الأمن ٬ والحرية ٬ والكرامة ٬ والعدالة ٬ وبالتزام ما قررته شريعة الله للإنسان من حقوق ٬ والعمل عل تطبيقها ٬ والسهر على حراستها... تلك الحقوق التى يعلنها للعالم هذا ` البيان ` :
بسم الله الرحمن الرحيم
حقوق الإنسان فى الإسلام
[ 1 ] - [ حق الحياة ] :
أ - حياة الإنسان مقدسة... لا يجوز لأحد أن يعتدى عليها: “مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” . ولا تسلب هذه القدسية إلا بسلطان الشريعة وبالإجراءات التى تقرها.
ب - كيان الإنسان المادى والمعنوى حمى ٬ تحميه الشريعة فى حياته ٬ وبعد مماته ٬ ومن حقه الترفق والتكريم ٬ فى التعامل مع جثمانه: `إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه ` ٬ ويجب ستر سوءاته وعيوبه الشخصية: ` لا تلبسوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا ` .
[ 2 ] - [ حق الحرية ] :
أ - حرية الإنسان مقدسة كحياته سواء وهى الصفة الطبيعية الأولى التى بها يولد الإنسان : ` ما من مولود إلا ويولد على الفطرة ` . وهى مستصحبة ومستمرة ٬ ليس لأحد أن يعتدى عليها: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا “ . ويجب توفير الضمانات الكافية لحماية حرية الأفراد ٬ ولا يجوز تقييدها أو الحد منها إلا بسلطان الشريعة ٬ وبالإجراءات التى تقرها .
ب - لا يجوز لشعب أن يعتدى على حرية شعب آخر ٬ وللشعب المعتدى عليه أن يرد العدوان ٬ ويسترد حريته بكل السبل الممكنة : “ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل” ٬ وعلى المجتمع الدولى مساندة كل شعب يجاهد من أجل حريته ٬ ويتحمل المسلمون في هذا واجبا لا ترخص فيه: “الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر”
[ 3 ] - [ حق المساواة ] :
أ - الناس جميعا سواسية أمام الشريعة : ` لا فضل لعربى على عجمى ٬ ولا لعجمى على عربى ٬ ولا لأحمر على أسود ٬ ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى`. ولا تمايز بين الأفراد فى تطبيقها عليهم: ` لو أن فاطمة بنت محمد سرقت
لقطعت يدها` `ألا إن أضعفكم عندى القوى حتى آخذ الحق له ٬ وأقواكم عندى الضعيف حتى آخذ الحق منه ` .
ب - الناس كلهم فى القيمة الإنسانية سواء : ` كلكم لآدم وآدم من تراب `. وإنما يتفاضلون بحسب علم لهم: ` وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا ` ٬ ولا يجوز تعريض شخص لخطر أو ضرر بأكثر مما يتعرض له غيره: ` المسلمون تتكافأ دماؤهم `. وكل فكر وكل تشريع ٬ وكل وضع يسوغ التفرقة بين الأفراد على أساس الجنس ٬ أو العرق ٬ أو اللون ٬ أو اللغة ٬ أو الدين ٬ هو مصادرة مباشرة لهذا المبدأ الإسلامى العام.
ج - لكل فرد حق في الانتفاع بالموارد المادية للمجتمع من خلال فرصة عمل مكافئة لفرص غيره: “فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه” ٬ ولا يجوز التفرقة بين الأفراد كما وكيفا: “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ٬ ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره” .
[ 4 ] - [ حق العدالة ] :
أ - من حق كل فرد أن يتحاكم إلي الشريعة ٬ وأن يحاكم إليها دون سواها: “فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول” . “وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم” .
ب - من حق الفرد أن يدفع عن نفسه ما يلحقه من ظلم: “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم” . ومن واجبه أن يدفع الظلم عن غيره بما يملك: `لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما: إن كان ظالما فلينهه وإن كان مظلوما فلينصره `. ومن حق الفرد أن يلجأ إلى سلطة شرعية تحميه وتنصفه ، وتدفع عنه ما لحقه من ضرر أو ظلم ٬ وعلى الحاكم المسلم أن يقيم هذه السلطة ٬ ويوفر لها الضمانات الكفيلة بحيدتها واستقلالها: ` إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ٬ ويحتمى به.
ج - من حق الفرد ومن واجبه أن يدافع عن حق أى فرد آخر ٬ وعن حق الجماعة `حسبة ` : ` ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذى يأتى بشهادته قبل أن يسألها` يتطوع بها حسبة دون طلب من أحد .
د - لا تجوز مصادرة حق الفرد فى الدفاع عن نفسه تحت أى مسوغ: ` أن لصاحب الحق مقالا ` . ` إذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر ٬ كما سمعت من الأول ٬ فأنه أحرى أن يتبين لك القضاء ` .
هـ - ليس لأحد أن يلزم مسلما بأن يطيع أمرا يخالف الشريعة ٬ وعلى الفرد المسلم أن يقول ` لا ` فى وجه من يأمره بمعصية ٬ أيا كان الأمر: ` إذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة `. ومن حقه على الجماعة أن تحمى رفضه تضامنا مع الحق: `المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ` .
[ 5 ] - [ حق الفرد في محاكمة عادلة ] :
أ - البراءة هى الأصل: “ كل أمتى معافى إلا المجاهرين “. وهو مستصحب ومستمر حتى مع اتهام الشخص ما لم تثبت إدانته أمام محكمة عادلة إدانة نهائية.
ب - لا تجريم إلا بنص شرعى: “وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا” ٬ ولا يعذر مسلم بالجهل بما هو معلوم من الدين بالضرورة ٬ ولكن ينظر إلى جهله متى ثبت على أنه شبهة تدرأ بها الحدود فحسب: “وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم” .
ج - لا يحكم بتجريم شخص ٬ ولا يعاقب على جرم إلا بعد ثبوت ارتكابه له بأدلة لا تقبل المراجعة ٬ أمام محكمة ذات طيعة قضائية كاملة: “إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا” ٬ “وإن الظن لا يغني من الحق شيئا” .
د - لا يجوز بحال تجاوز العقوبة ٬ التى قدرتها الشريعة للجريمة: “تلك حدود الله فلا تعتدوها” ٬ ومن مبادئ الشريعة مراعاة الظروف والملابسات ٬ التى ارتكبت فيها الجريمة درءاً للحدود: ` ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم ٬ فان كان له مخرج فخلوا سبيله ` .
هـ - لا يؤخذ إنسان بجريرة غيره: “وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى” ٬ وكل إنسان مستقل بمسئوليته عن أفعاله : “ كل امريء بما كسب رهين “ ولا يجوز بحال أن تمتد المساءلة إلى ذويه في أهل وأقارب ٬ أو أتباع وأصدقاء: “معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون”
[ 6 ] - [ حق الحماية من تعسف السلطة ] :
لكل فرد الحق فى حمايته من تعسف السلطات معه ٬ ولا يجوز مطالبته بتقديم تفسير لعمل من أعماله أو وضع من أوضاعه ٬ ولا توجيه اتهام له إلا بناء علي قرائن قوية ٬ تدل على تورطه فيما يرجه إليه: “والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا” .
[ 7 ] - [ حق الحماية من التعذيب ] :
أ - لا يجوز تعذيب المجرم فضلا عن المتهم: “إن الله يعذب الذين يعذبون الناس فى الدنيا “ . كما لا يجوز حمل الشخص على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها ٬ وكل ما ينتزع بوسائل الإكراه باطل: ` إن الله وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ` .
ب - مهما كانت جريمة الفرد ٬ وكيفما كانت عقوبتها المقدرة شرعا ٬ فإن إنسانيته ٬ وكرامته الآدمية تظل مصونة.
[ 8 ] - [ حق الفرد في حماية عرضه وسمعته ] :
عرض الفرد ٬ وسمعته حرمة لا يجوز انتهاكها: ` إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا `. ويحرم تتبع عوراته ٬ ومحاولة النيل من شخصيته ٬ وكيانه الأدبى “ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا “ ٬ “ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب” .
[ 9 ] - [ حق اللجوء ] :
أ - من حق كل مسلم مضطهد أو مظلوم أن يلجأ إلى حيث يأمن ٬ فى نطاق دار الإسلام . وهو حق يكفله الإسلام لكل مضطهد ٬ أيا كانت جنسيته ٬ أو عقيدته ٬ أو لونه ٬ ويحمل المسلمين واجب توفير الأمن له متى لجأ إليهم: “وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه” .
ب - بيت الله الحرامبمكة المشرفة هو مثابة وأمن للناس جميعا لا يصد عنه مسلم: “ومن دخله كان آمنا” ٬ “وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا” ٬ “سواء العاكف فيه والبادي” .
[ 10 ] - [ حقوق الأقليات ] :
أ - الأوضاع الدينية للأقليات يحكمها المبدأ القرآنى العام: “لا إكراه في الدين”.
ب - الأوضاع المدنية ٬ والأحوال الشخصية للأقليات تحكمها شريعة الإسلام إن هم تحاكموا إلينا: “فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط” ٬ فإن لم يتحاكموا إلينا كان عليهم أن يتحاكموا إلى شرائعهم ما دامت تنتمى عندهم لأصل إلهى: “وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك” ٬ “وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله” .
[ 11 ] - [ حق المشاركة في الحياة العامة ] :
أ - من حق كل فرد فى الأمة أن يعلم بما يجرى فى حياتها ٬ من شئون تتصل بالمصلحة العامة للجماعة ٬ وعليه أن يسهم فيها بقدر ما تتيح له قدرته ومواهبه ٬ إعمالا لمبدأ الشورى: “وأمرهم شورى بينهم” ٬ وكل فرد فى الأمة أهل لتولى المناصب ٬ والوظائف العامة ٬ متى توافرت فيه شرائطها الشرعية ٬ ولا تسقط هذه الأهلية ٬ أو تنقص تحت أى اعتبار عنصرى أو طبقى: ` المسلمون تتكافأ دماؤهم ٬ وهم يد على من سواهم ٬ يسعى بذمتهم أدناهم ` .
ب - الشورى أساس العلاقة بين الحاكم والأمة ٬ ومن حق الأمة أن تختار حكامها ٬ بإرادتها الحرة ٬ تطبيقا لهذا المبدأ ٬ ولها الحق فى محاسبتهم وفى عزلهم إذا حادوا عن الشريعة: ` إنى وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتمونى على حق فأعينونى ٬ وإن رأيتمونى على باطل فقومونى. أطيعونى ما أطعت الله ورسوله ٬ فإن عصيت فلا طاعة لى عليكم ` .
[ 12 ] - [ حق حرية التفكير والاعتقاد والتعبير ] :
أ - لكل شخص أن يفكر ٬ ويعبر عن فكره ومعتقده ٬ دون تدخل أو مصادرة من أحد ما دام يلتزم الحدود العامة التى أقرتها الشريعة ٬ ولا يجوز إذاعة الباطل ٬ ولا نشر ما فيه من ترويج للفاحشة أو تخذيل للأمة : “لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ٬ ملعونين أين ما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا” .
ب - التفكير الحر بحثا عن الحق ليس مجرد حق فحسب ٬ بل هو واجب كذلك: “قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا” .
ج - من حق كل فرد ومن واجبه: أن يعلن رفضه للظلم ٬ وإنكاره له ٬ وأن يقاومه ٬
دون تهيب من مواجهة سلطة متعسفة ٬ أو حاكم جائر ٬ أو نظام طاغ: وهذا أفضل أنواع الجهاد: ` سئل رسول الله ` صلى الله عليه وسلم ` : أى الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حق عند سلطان جائر ` .
د - لا حظر على نشر المعلومات والحقائق الصحيحة ٬ إلا ما يكون في نشره خطر على أمن المجتمع والدولة: “وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم” .
هـ - احترام مشاعر المخالفين فى الدين من خلق المسلم ٬ فلا يجوز لأحد أن يسخر من معتقدات غيره ولا أن يستعدى المجتمع عليه : “ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم” .
[ 13 ] - [ حق الحرية الدينية ] :
لكل شخص : حرية الاعتقاد ٬ وحرية العبادة وفقا لمعتقده: “لكم دينكم ولي دين”.
[ 14 ] - [ حق الدعوة والبلاغ ] :
أ - لكل فرد الحق أن يشارك منفردا ومع غيره فى حياة الجماعة: دينيا ٬ واجتماعيا ٬ وثقافيا ٬ وسياسيا ٬ الخ ٬ وأن ينشى من المؤسسات ٬ ويصطنع من الوسائل ما هو ضرورى لممارسة هذا الحق : “قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني” .
ب - من حق كل فرد ومن واجبهأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ٬ وأن يطالب المجتمع. بإقامة المؤسسات التى تهيئ. للأفراد الوفاء بهذه المسئولية ٬ تعاونا على البر والتقوى: “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر” ٬”وتعاونوا على البر والتقوى” ٬ ` إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب
[ 15 ] - [ الحقوق الاقتصادية ] :
أ - الطبيعةبثرواتها جميعاملك لله تعالى “لله ملك . ` السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير” ٬ وهى عطاء منه للبشر ٬ منحهم حق الانتفاع بها: “وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه” ٬ وحرم عليهم إفسادها وتدميرها: “ولا تعثوا في الأرض مفسدين”. ولا يجوز لأحد أن يحرم آخر أو يعتدى على حقه فى الانتفاع بما فى الطبيعة من مصادر الرزق “وما كان عطاء ربك محظورا” .
ب - لكل إنسان أن يعمل وينتج ٬ تحصيلا للرزق من وجوهه المشروعة: “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها” ٬ “فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه”.
ج - الملكية الخاصة مشروعةعلى انفراد ومشاركة ولكل إنسان أن يقتنى ما اكتسبه بجهده وعمله: “وأنه هو أغنى وأقنى” ٬ والملكية العامة مشروعة ٬ وتوظف لمصلحة الأمة بأسرها: “ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم”.
د - لفقراء الأمة حق ممرر فى مال الأغنياء ٬ نظمته الزكاة : “والذين في أموالهم حق معلوم ٬ للسائل والمحروم” ٬ وهو حق لا يجوز تعطيله ٬ ولا منعه ٬ ولا الترخيص فيه ٬ من قبل الحاكم ٬ ولو أدى به الموقف إلى قتال مانعى الزكاة: `والله لو منعونى عقالا ٬ كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه ` .
هـ - توظيف مصادر الثروة ٬ ووسائل الإنتاج لمصلحة الأمة واجب ٬ فلا يجوز إهمالها ولا تعطيلها: ` ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بالنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة ` . كذلك لا يجوز استثمارها فيما حرمته الشريعة ٬ ولا فيما يضر بمصلحة الجماعة.
و - ترشيدا للنشاط الاقتصادى ٬ وضمانا لسلامته ٬ حرم الإسلام :
1 - الغش بكل صوره: ` ليس منا من غش ` .
2 - الغرر والجهالة ٬ وكل ما يفضى إلى منازعات ٬ لا يمكن إخضاعها لمعايير موضوعية: ` نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن بيع الحصاة ٬ وعن بيع الغرر ٬ ` نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن بيع العنب حتى يسود وعن بيع الحب حتى يشتد ` .
3 - الاستغلال والتغابن فى عمليات التبادل : “ويل
للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ٬ وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون” .
4 - الاحتكار ٬ وكل ما يؤدى إلى منافسة غير متكافئة: ` لا يحتكر إلا خاطئ `
5 - الربا وكل كسب طفيلى ٬ يستغل ضوائق الناس: “وَأَحَلَّ اللَّهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا” 6 - الدعايات الكاذبة والخادعة: ` البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبيننا بورك لهما فى بيعهما ٬ وإن غشا وكذبا محقت بركة بيعهما ` .
ز - رعاية مصلحة الأمة ٬ والتزام قيم الإسلام العامة ٬ هما القيد الوحيد على النشاط الاقتصادى ٬ فى مجتمع المسلمين .
[ 16 ] - [ حق حماية الملكية ] :
لا يجوز انتزاع ملكية ٬ نشأت عن كسب حلال ٬ إلا للمصلحة العامة: “ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل” ٬ ومع تعويض عادل لصاحبها: `من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين` . وحرمة الملكية العامة أعظم ٬ وعقوبة الاعتداء عليها أشد ٬ لأنه عدوان على المجتمع كله ٬ وخيانة للأمة بأسرها: `من استعملناه منكم على عمل فكتمنا منه مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتى به يوم القيامة ` ` قيل يا رسول الله: إن فلانا قد استشهد ! قال: كلا ! لقد رأيته فى النار بعباءة قد غلها ثم قال: يا عمر قم فناد: إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون ثلاثا `.
[ 17 ] - [ حق العامل وواجبه ] :
` العمل `: شعار رفعه الإسلام لمجتمعه: “وقل اعملوا” ٬ وإذا كان حق العمل: الإتقان: ` إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه `. فإن حق العامل:
1 - أن يوفى أجره المكافئ لجهده دون حيف عليه أو مماطلة له: “ أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه “ .
2 - أن توفر له حياة كريمة تتناسب مع ما يبذله من جهد وعرق: “ولكل درجات مما عملوا” .
3 - أن يمنح ما هو جدير به من تكريم المجتمع كله له “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” ٬ ` إن الله يحب المؤمن المحترف ` .
4 - أن يجد الحماية ٬ التى تحول دون غبنه واستغلال ظروفه قال الله تعالى: ` ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بى ثم غدر ٬ ورجل باع حرا فأكل ثمنه ٬ ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ` .
[ 18 ] - [ حق الفرد في كفايته من مقومات الحياة ] :
من حق الفرد أن ينال كفايته من ضروريات الحياة.. من طعام ٬ وشراب ٬ وملبس ٬ ومسكن.. ومما يلزم لصحة بدنه من رعاية. وما يلزم لصحة روحه ٬ وعقله ٬ من علم ٬ ومعرفة ٬ وثقافة ٬ فى نطاق ما تسمح به موارد الأمةويمتد واجب الأمة فى هذا ليشمل ما لا يستطيع الفرد أن يستقل بتوفيره لنفسه من ذلك “النَّبِيُّ أَوْلى بِالمؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ” .
[ 19 ] - [ حق بناء الأسرة ] :
أ - الزواجب إطاره الإسلامى حق لكل إنسان. وهو الطريق الشرعى لبناء الأسرة وإنجاب الذرية ٬ وإعفاف النفسي “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء” . ولكل من الزوجين قبل الآخروعليه له حقوق وواجبات متكافئة قررتها الشريعة: “ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة” ٬ وللأب تربية أولاده: بدنيا ٬ وخلقيا ٬ ودينيا ٬ وفقا لعقيدته وشريعته ٬ وهو مسئول عن اختياره الوجهة التى يوليها إياها: ` كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ` .
ب - لكل من الزوجين قبل الآخرحق احترامه ٬ وتقدير مشاعره ٬ وظروفه ٬ فى إطار من التواد والتراحم “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة” .
ج - علي الزوج أن ينفق على زوجته وأولاده دون تقتير عليهم: “لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله” .
د - لكل طفل علي أبويه حق إحسان تربيته ٬ وتعليمه ٬ وتأديبه: “وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا” ولا يجوز تشغيل الأطفال فى سن باكرة ٬ ولا تحميلهم من الأعمال ما يرهقهم ٬ أو يعوق نموهم أو يحول بينهم وبين حقهم فى اللعب والتعلم .
هـ - إذا عجز والدا الطفل عن الوفاء بمسئوليتهما نحوه ٬ انتقلت هذه المسئوليه إلى المجتمع ٬ وتكون نفقات الطفل فى بيت مال المسلمينالخزانة العامة للدولة` أنا أولى بكل مؤمن من نفسه ٬ فمن ترك دينا أو ضيعة فعلى ٬ من ترك مالا فلورثته`.
و - لكل فرد فى الأسرة أن ينال منها ما هو فى حاجة إليه: من كفاية مادية ٬ ومن رعاية وحنان ٬ فى طفولته ٬ وشيخوخته ٬ وعجزه ٬ وللوالدين على أولادهما حق كفالتهما ماديا ٬ ورعايتهما بدنيا ٬ ونفسيا: ` أنت ومالك لوالدك.`
ز - للأمومة حق فى رعاية خاصة من الأسرة: ` يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتى ؟ قال: أمك ٬ قال السائل: ثم من ؟ قال: أمك قال: ثم من ؟ قال: أمك. قال: ثم من ؟ قال أبوك ` .
ح - مسئولية الأسرة شركة بين أفرادها ٬ كل بحسب طاقته ٬ وطبيعة فطرته ٬ وهى مسئولية تتجاوز دائرة الآباء والأولاد ٬ لتعم الأقارب وذوى الأرحام: ` يا رسول الله : من أبر؟ قال: أمك ! ثم أمك ! ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب ` .
ط - لا يجبر الفتى أو الفتاة على الزواج ممن لا يرغب فيه: ` جاءت جارية بكر إلى النبى صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهى كارهة فخيرها النبى صلى الله عليه وسلم ` .
[ 20 ] - [ حق الزوجة ] :
أ - أن تعيش مع زوجها حيث يعيش “أسكنوهن من حيث سكنتم”
ب - أن ينفق عليها زوجهابالمعروف طوال زواجهما ٬ وخلال فترة عدتها إن هو طلقها: “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم” ٬ “وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن” ٬ وأن تأخذ من مطلقها نفقة من تحضنهم من أولاده منها ٬ بما يتناسب مع كسب أبيهم “فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن” .
ج - للزوجة: أن تطلب من زوجها: إنهاء عقد الزواج وديا عن طريق الخلع: “فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به” ٬ كما أن النساء لها أن تطلب التطليق قضائيا فى نطاق أحكام الشريعة .
هـ - للزوجة حق الميراث من زوجها ٬ كما ترث من أبويها ٬ وأولادها ٬ وذوى قرابتها: “ولهن الربع مما تركتم “ .
و - على كلا الزوجين أن يحفظ غيب صاحبه ٬ وألا يفشى شيئا من أسراره ٬ وألا يكشف عما قد يكون به من نقص خلقى أو خلقى ٬ ويتأكد هذا الحق عند الطلاق وبعده : “ولا تنسوا الفضل بينكم” .
[ 21 ] - [ حق التربية ] :
أ - التربية الصالحة حق الأولاد على الآباء ٬ كما أن البر وإحسان المعاملة حق الآباء على الأولاد: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ٬ واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”.
ب - التعليم حق للجميع. وطلب العلم واجب على الجميع ذكورا وإناثا على السواء: ` طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ` . والتعليم حق لغير المتعلم : “وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون” ٬ ليبلغ الشاهد الغائب .
ج - على المجتمع أن يوفر لكل فرد فرصة متكافئة ٬ ليتعلم ويستنير: `من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين. وإنما أنا قاسم والله عز وجل يعطى ` ولكل فرد أن يختار ما يلائم مواهبه وقدراته : ` كل ميسر لما خلق له ` .
[ 22 ] - [ حق الفرد في حماية خصوصياته ] :
سرائر البشر إلى خالقهم وحده ` أفلا شققت عن قلبه ` وخصوصياته حمى ٬ لا يحل التسور عليه : “وَلا تَجَسَّسُوا” . ` يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه: ` لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم ٬ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم ٬ تتبع الله عورته ٬ ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو فى جوف رحله `
[ 23 ] - [ حق حرية الارتحال والإقامة ] :
أ - حق حرية كل فرد أن تكون له حرية الحركة ٬ . والتنقل من مكان إقامته وإليه ٬ وله حق الرحلة ٬ والهجرة من موطنه ٬ ولا عودة إليه دون ما تضييق عليه ٬ أو تعويق له: “هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه” ٬ “قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين” ٬ “ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها” .
ب - لا يجوز إجبار شخص على ترك موطنه ٬ ولا إبعاده عنه تعسفا دون سبب شرعى: “يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله” .
ج - دار الإسلام واحدة.. وهى وطن لكل مسلم ٬ لا يجوز أن تقيد حركته فيها بحواجز جغرافية ٬ أو حدود سياسية.. وعلى كل بلد مسلم أن يستقبل من يهاجر إليه أو يدخله من المسلمين استقبال الأخ لأخيه. “والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون” .
` وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. `
----------( انتهى )----------
#محمد_الغزالي #حقوق_الإنسان
نشر في 16 تموز 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع