Facebook Pixel
957 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن المراهقة في تعريف الآباء فهي (المرحلة الأسوأ في حياة ابني وحياتي!) ولكن لولا جهل الآباء والأمهات فيجب أن تمر بسلامٍ طبيعي

 

مصطلح المراهقة في اللّغة العربيّة هي (الإقتراب و الدنوّ من الشيئ دون إدراكه)، ومفهوم المراهقة في العلم هي (بلوغ الفتاة مرحلة الطمث، والفتى مرحلة الإحتلام).
أما المراهقة في تعريف الآباء فهي (المرحلة الأسوأ في حياة ابني وحياتي!)
إنَّما المراهقة عموماً هي مرحلةٌ عاديةٌ من الممكن أن تمرّ بسلامٍ طبيعي، لولا جهل الآباء والمجتمع المحيط بمتطلّبات التّغيير في تلك الفترة.
لكنّها بالمقابل، هي مرحلة التّبدّل في كلّ شيئ، والتغيير الدؤوب المستمر سواءً في الشكل أو المشاعر أو التفكير، فيتوجب عليك أَيُّهَا المربّي أن تكون أنت الثابت في مشاعرك ومبادئك وأفكارك حتى تمرّ هذه الحقبة بسلام.
فالمراهق يمرّ بصراعاتٍ عديدةٍ في داخله، تتمثّل في طموحه السريع لجني الأموال ليقتني ما يريد، وبين كتبه التي تقيّد طموحه لأنّه لم ينه دراسته بعد.
بين الدافع الجنسي في تلك الفترة، وبين كونه من الباكر الحديث عن تكوين بيت و أسرة.
بين محاولته الإستقلال عن أسرته لقناعته أنّه أصبح شابّاً، وبين أنّه مرتبطٌ بها لأنه غير قادرٍ على أن يستقلّ مادّياً.
و للمراهقة ثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى: من ١١ سنة إلى ١٤ سنة.
المرحلة الثانية: من ١٤ سنة إلى ١٨ سنة.
المرحلة الثالثة: من ١٨ سنة إلى ٢١سنة.
ولها أربعة أشكال:
مراهقة توافقيّة: تكون خاليةً من الصعوبات.
مراهقة إنسحابيّة: يفضّل المراهق المكوث لوحده.
مراهقة عدوانيّة: يعتدي على غيره وعلى الأشياء.
مراهقة متقلّبة: تتقلّب حسب ما حوله من ظروف.
أي من الممكن أن يمتدّ سنّ المراهقة لمدة عشر سنوات، فهل من المنطق أن نقضيها في صراع!.
فعلى الأهل التهيئ النفسي والتقبّل التّام للتغيير القادم وذلك من خلال أمورٍ جداً هامةً و أساسيّةً يجب أن نتصبّر فيها:
أهمها إبداء الحبّ الغير مشروط والاهتمام ولكن من دون مبالغة، ومن أشكاله: هديّةً من حينٍ لآخر، وإكرام صديقه عند زيارته مثلاً، مشاركته إهتماماته من نشاطات وزيارات وغيرها، ومحاولة تناسي الفارق العمريّ، وتقبّل فكرة أنّ الطفل الصغير قد كَبُر.
التّركيز الشديد على إيجابيات المراهق مهما صغرت، والتغاضي عن السلبيّات، والأهم عدم مقارنته بالآخرين.
امنحه الإحترام الكامل، وعندها سيكون مستعدّاً لأيّ نُصحٍ و إرشاد، وتجنّبْ ذمّه و سبّه و إحراجه أمام الآخرين، واحترم حتّى خصوصيّته في غرفته، فكلّنا مهما امتدّ بِنَا العمر، نحبّ أن نغلق باب غرفتنا وننعم بخلوةٍ تُريح أعصابنا.
عدم خنقه بكثيرٍ من الإنضباط الذي سوف يُشعره بالنّفور من جهة، وسيُخسره فرصة تطوير مهاراته في حلّ ما سيواجهه من مشكلات.
فقط اعمدْ إلى إشراكه المسؤوليّة في معظم مناحي الحياة، والتي هو بدوره سيتقبّلها لقناعته أنّه باتَ رجلاً بإمكانك الإعتماد عليه.
هناك أمراً هامّاً للغاية وهو تبيين الحدود الممنوعةِ بوضوحٍ ليتأقلم معها مع الزمن، فأغلب مشاكلنا مع أبنائنا، تكون بسبب تجاوزهم لحدودٍ نحن من جعلناها مبهمةً غير واضحة، وليس هناك أذكى من المراهق في التفلّت من تلك الحدود، فلا تتركها مشوشةً واهيةً.
امنحه الثّقة وأشعِره بها بقوّة، فإذا استشعرها سيعملُ جاهداً ليكون عند حسنِ ظَنّك، وخصوصاً عندما تُشركهُ في همومك وتُصارحه بمشاعرك، عندها سيعاملك بالمثل.
ابتعد عن المحاضرات المباشرة فهي كرههم الشديد، وتذكّر أنّ نبينا الكريم كان يختصر الكلام خشيةَ سأمِ أصحابه، و هم الذين يملكون له كلّ ذاك الودّ والعشق، فقلّل كلامك واخترْ بعنايةٍ سؤالك دون ارتداء معطف وقبّعة المحقَّق.
استبدل المحاضرات بأحاديث و مناقشاتٍ مختلفة، أعدّ مشروباً بارداً أو ساخناً، واستدعه إلى الصالة، وافتح معه حديث من أجل الحديث فقط، وركّز على اهتماماته.
تكلّم عن عالم الفضاء والسيّارات والأزياء و كرة القدم والمستقبل، ومرّر بين ثنايا الحديث بحِنكةٍ و ذكاء، التدخين والمخدرات والصلاة والمطالعة والحياة!.
و لا ننسى أنّ الشارع والمدرسة والأصدقاء والتّلفاز والإنترنت وكلّ ذلك، يساهم في تكوين شخصيّة أبنائنا، والمنع من تلك البديهيّات هو أضعف طرق تلافيها، فيا أَيُّهَا المربّي: الإنفتاح هو الحلّ ولكن بالحكمة والحذر.
و لنرسّخ في بالنا نقطةً مهمّةً، بأنّ الله الذي قدّر للمراهق أن يمرّ بكل تلك التغييرات اللامتناهية، حاشاه سبحانه أن يغفل أن يضخّم الإيمان ويجعل السكينة ومحبة الله في قلبه وخَلَده، فالذي فجّر العاطفة الجنسيّة الجيّاشة عنده، سيُفجر مقابلها عاطفةً روحيّةً تفيض حباً لله،
لكنّ سوء الوسط المحيط بالمراهق يُظهر هذه ويُخفي تلك!.
فأيّها الأب كما فرحت بتغيّر شكل ولدك الخارجي وطوله، وعرضِ منكبيه، وبروز جبينه، وظهور شاربه.
تقبّل أيضاً تغيّره الدّاخليّ، في سرعة غضبه، وحدّة نقاشه، وخوضه المغامرات، وكسره الروتين، والخروج المتكرّر من المنزل، فهو سيحبّ بشدّة، وسيكره بشدّة، وسيستهلك الكثير من العطور ومُثبّت الشعر، وسيغيّر طريقة هندامه، ويتحاشى مناسباتكم الإجتماعيّة، لا لأنّه كَرِه عائلته فجأةً، بل لأنّه لا يحبّ نظرتهم إليه بأنّه ما زال صغيراً، أو تعليقاتهم بأن كيف كَبُر بسرعة!، لذلك سيُريحه التواجدُ مع أصدقائه، أولئك الذين يتقبّلونه كما هو، بأنفه الكبير، والبثور التي على وجهه، وصوته الخشن الأجشّ عندما يغنّي!.
فهم بارعون بكسب ودّ بعضهم بتلك الطريقة.
فيا أَيُّهَا الأبّ، أَيُّهَا المربّي، زاحمهم بشدةٍ على تلك المكانة، فقربك أنت من ولدك هو الأَولى.

مقالات الكاتبة قمر النجار
نشر في 30 حزيران 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع