2720 مشاهدة
0
0
سمي هذا العام بعام الجماعة لتنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية وحقنه دماء المسلمين وعودة جيشي الشام والعراق لأماكنهم
لما استشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الكوفة اجتمع أهل العراق وبايعوا الحسن بن علي رضي الله عنه ليكون خليفة للمسلمين ..أما أهل الشام فقد بايعوا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه خليفة للمسلمين فصار بذلك للمسلمين خليفتين وبات الخلاف بين معاوية والحسن على الخلافة بينما كان خلاف معاوية وعلي على أولوية الإقتصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه ..
وكان الحسن رضي الله عنه لا يحب القتال وإنما يميل الى السلام وحفظ دماء المسلمين خاصة بعد ما كان في صفين من إقتتال للمسلمين فيما بينهم ولكن أهل العراق أصروا على قتال أهل الشام وقد خشي الحسن رضي الله عنه من فتنة مخالفة هذه الجموع فخرج على رأس جيش لقتال أهل الشام وهو كاره لهذا الأمر وعلم معاوية بخروجه فخرج له بجيش الشام ..
وعند اقتراب الجيشين كان الصراع شديدا في داخل نفس الحسن رضي الله عنه فهو غير راغب في القتال ويريد أن يحقن دماء المسلمين فأرسل رسائل الى معاوية يطلب منه أن يرجع عن رأيه ويدخل في جماعة المسلمين ويبايعه على الخلافة
وكان جيش العراق القادم مع الحسن جيشا ضخما كبيرا وكانوا راغبين في القتال وقد بايعوا الحسن على الموت ..
ولما كان معاوية يعلم أن الحسن يميل الى السلام أكثر من الحرب وأنه يكره قتال المسلمين من أيام صفين أرسل اليه عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر فجلسا مع الحسن وقالا له إن معاوية يعرض عليك كذا وكذا ويطلب اليك ويسالمك ..
فكر الحسن رضي الله عنه مليا ورأى إن هو صالح معاوية وتنازل له عن الخلافة فإنه بذلك يكون قد حفظ دماء المسلمين ومنع ظهور الفتن في المستقبل فلو أن القتال وقع بين الطرفين وانتصر أحد الجيشين على الآخر فإن الأمور لن تقف عند هذا الحد وإنما سيكون في المستقبل أحقاد بين أبناء هؤلاء وأبناء هؤلاء ..
ثم إن معاوية هو رجل من المسلمين وهو صحابي وقد تمرس على السياسة والحرب مع الروم طيلة عشرون عاما وهو أمير على الشام ..
وفي النهاية قرر الحسن رضي الله عنه أن يتنازل لمعاوية عن الخلافة ويحقن دماء المسلمين فأرسل الى معاوية رسالة يعلمه فيها بتنازله عن الخلافة وشروط هذا الصلح التي تحقن دماء المسلمين من الطرفين وأن تكون الخلافة بعد معاوية شورى بين المسلمين ..
وعندما تقابل الحسن ومعاوية رضي الله عنهما طلب معاوية من الحسن أن يتحدث الى الجند ويعلمهم بالصلح فتكلم الحسن رضي الله عنه وافتتح كلامه بموعظة بين فيها هوان هذه الدنيا الزائلة وأن ما عند الله خير وأبقى فقال ( لو أن هذه الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا شربة ماء ) ..
تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه لمعاوية عن الخلافة بعد ستة أشهر من مبايعة المسلمين له عدا أهل الشام طبعا وبايع المسلمون معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أميرا للمؤمنين وخليفة للمسلمين في عام 41 للهجرة وسمي هذا العام بعام الجماعة ..
بتنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة وحقنه دماء المسلمين وعودة جيشي الشام والعراق دون قتال تحقق قول النبي (ص) في الحسن رضي الله عنه عندما كان عليه الصلاة والسلام على المنبر والحسن رضي الله عنه الى جانبه وكان ينظر الى الى الناس مرة والى الحسن مرة فقال : ( إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به فئتين عظيمتين من المسلمين ) ..
رضي الله عن سيدنا الحسن بن علي سبط الرسول وابن فاطمة الزهراء سيد شباب أهل الجنة في الجنة وسيد المسلمين في الأرض .
https://www.facebook.com/التاريخ-933240990057363/
نشر في 02 آذار 2017
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع