1116 مشاهدة
0
0
تقريراً إخبارياً مأخوذاً من إحدى القنوات الإخبارية الأجنبية عن وضع بعض منتظري اللجوء السوريين في اليونان
أمس رأيت تقريرا إخباريا مأخوذا من إحدى القنوات الإخبارية الأجنبية عن وضع بعض منتظري اللجوء السوريين في اليونان على ما أظن..وكان التقرير يشير إلى أن الكثير من الشباب صغار السن امتهن الدعارة لتدبير أموره إلى حين الانتقال إلى دولة اللجوء..لا أشك في وجود حالات كهذه، ولا أرى أي داعي لنظرية المؤامرة في التقرير ومصدره ولا للحكم الأخلاقي على أحد في هذا السياق...لكني أحب أن أقول شيئا مغايرا ومختلفا أيضا عن اللاجئين السوريين تحديدا...وهو أمر لمسته بشكل شخصي وأخبرني عنه بوضوح أشخاص غير سوريين ( أي ليس لديهم أي سبب شخصي للتحيز فيما يقولون من ملاحظات عايشوها)...لقد أحدث السوريون تغييرا في وضع المهاجرين في السويد ( السويد تحديدا وربما ألمانيا أيضا أو سواها من الدول ) حيث أنهم كانوا الأسرع في تعلم اللغة والانخراط في التعليم وفي العمل والتنافس فيه عموما...على نحو يغير النظرة السائدة عن اللاجيء الذي يرغب في النوم والاستفادة من الضمانات الاجتماعية دون مقابل...ولا يعني هذا الكلام الانتقاص من الجاليات الأخرى، فهناك حديث واضح أيضا عن تميز لاجئي العراق فيما بعد 2003..وهناك قصص تميز ونجاح في كل الموجات بالتأكيد...لكن السوريين قدموا ظاهرة جعلت الباقين يعترفون بأثرهم الإيجابي التنافسي على الكل..وهو أمر يستحق الذكر والإشارة في خضم الإشارات السلبية التي تذكر عن اللجوء والهجرة...
حسب تصوري تتنازع السوري عموما نزعتان..الأولى هي نزعة " مركز الكون" و"شعب الله المختار "، والثانية هي نزعة جلد الذات والمبالغة في " النق" والنقد الموجه لنفسه قبل الآخرين، والصراع بين النزعتين ينتج السوري الشغول المجد المجتهد الذي يعمل على حاله المتقن لعمله...أي أن النزعتين لهما أثر نهائي إيجابي..وأرى شخصيا أن تجربة التفاعل مع المجتمع الأوروبي ستنتج ما لا يمكن أن ينكر من إيجابيات تفوق حجم ونوع السلبيات التي لا بد أن تكون متوقعة...
*****
سبق لي أن رأيت السوريين خارج سوريا في دول " ينتظرون" فيها مصيرا ما...عين على التجنيس وأخرى على العودة...في السويد رأيتهم أكثر انكبابا على العمل على أنفسهم....
*****
دعوة "معوضين" يمكن لها أن تستجاب بطرق مختلفة...
نشر في 27 نيسان 2018