Facebook Pixel
1003 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

في داخل كل منا بئر.. وفي كل بئر يوسف

في البئر ألقوا بك يا يوسف..
كان مظلما...وكنت وحيدا..
وكانوا أخوتك!..
في البئر ألقوا بك با يوسف..
لعلك توهمتها مزحة..
لعلك توقعت أن صمتهم مجرد خدعة.
لعلك قلت أنهم سيعودون..
وأن حبالهم ستطل بين لحظة وأخرى..
لكن أصواتهم تلاشت يا يوسف..
وحبالهم لم تات قط..
في الظلمة بقيت وحيدا يا يوسف..
...أرادوا أن يكسروك..
أن يجعلوك تضعف..
أن تتوسل..
أن تنكسر ولو أمام نفسك..
لو يعلمون!..
...لو يعلمون أن كل تلك الليلة في البئر ، جعلتك تكتشف قوتك الحقيقية..
من لحظة البئر ،انت لم تعد أنت الذي كنت..
صرت شخصا جديدا..ولدت -مخاضا صعبا مريرا- في البئر وجدك..
اكتشفت معنى أن يتدفق النور من داخلك ، لا من فتحة في السقف ..
اكتشفت معنى أن تجد في الله أنيسا ورفيقا..فزادك ذلك قوة على قوة..ونورا على نور......
في البئر اكتشفت قواك التي لم تعرفها..اكتشفت أنه يمكنك أن تستغني عنهم..وأن الأمر ليس صعبا كما توهمت..اكتشفت أن علاقتك بهم تكون أغنى عندما تتعرف على الاستغناء عنهم..
في البئر عرفت معنى الجماعة ،أن تكون على الحق ، ولو كنت وحدك..
كل ذلك قبلها كان يشبه نظريات من البرج العاجي..
وفي البئر ، تعانقت النظرية والتطبيق..
*************
..وزادت قيمتك..
زادت قيمتك بعد البئر..
كل شيء صار يبدو مثل ثمن بخس ، دراهم معدودة ..بالمقارنة بما صارت عليه قيمتك..
**********
ما كنت ستصل لما وصلت له يا يوسف..
لولا البئر..
..ولو علم أخوتك ، لما ألقوك فيه..
******************
في داخل كل منا بئر..
وفي كل بئر يوسف..
..وأصوات تلاشت..وحبال لم تأت..
..يمكننا أن نجعل من ذلك مخاضا ، بحيث ستبدو كنوز العالم بأسره ثمنا بخسا أمامه..
ويمكننا أن نرخص..حتى يصير سعرنا الحقيقي دراهم معدودة...
دوما ثمة يوسف..ثمة بئر..
وثمة أخوة ليوسف..
..نختار دوما "نهاياتنا"....
د.أحمد خيري العمري
نشر في 24 تشرين الثاني 2017
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع