Facebook Pixel
ما بين "إلا ليعبدون" و "خليفة"
1655 مشاهدة
2
0
Whatsapp
Facebook Share

أجوبة تتناسق مع آيات القرآن الكريم، على عكس الجواب السطحي الذي نسمعه مرارا وتكرارا

ما بين "إلا ليعبدون" و "خليفة":

منذ نعومة أظفارنا ونحن ندرو في تلك الدائرة التي سمعناها مراراً وتكراراً من على منابر الجمعة وأشرطة الدعوة والكتب والمطويّات
لماذا خلقنا الله؟
"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"
إن علّة وجودنا على الأرض هي عبادة الله سبحانه وتعالى، وهذا ماكان دوماً البوصلة التي أجابت عليها الآية الكريمة دون مجال للشك

ولكنّ القرآن الكريم يعمل كمنهج واحد، ككتلة واحدة متناسقة ومنسجمة ومتوازنة، ولئن رجعنا إلى الآيات التي تحدّث فيها القرآن الكريم عن بدء الخلق لوجدنا جواباً يختلف عمّا سبق:
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ"

ما بين "خليفة على الأرض" و "إلا ليعبدون" فرقٌ كبير، ولو حاول البعض تحويره ونزعه من سياقه بجعل الخلافة تعني العبادة!

العبادة هي العلاقة بين الإنسان وخالقه
الخلافة هي العلاقة بين الإنسان والأرض بكل مافيها، هي العلاقة بين الإنسان وبقية البشر سواءً أكانوا أعداء أم أصدقاء، هي العلاقة بين الإنسان والطبيعة، الإنسان والحيوان والنبات، الإنسان والجماد، الإنسان والموارد، الخلافة تعني مسؤولية الإنسان عن كل ما سبق ذكره

فهل خلقنا الله لنعبده فقط؟ فلننظر إلى سياق آية العبادة:
"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ"

الآية تتحدث عن الرزق، وتشرحها الآية التالية مباشرة، إن الله لا يريد من الإنسان سوى العبادة، بل إن حق الله على الإنسان العبادة، فالله لا يطالب الإنسان لا برزق ولا بإطعام، يطالبه بالعبادة فقط

وبعد أن نضع الآيتين معاً:
س: لماذا خلق الله الإنسان؟
ج: ليكون خليفة على الأرض، ومسؤولاً عنها، وسيسأله الله عن كلّ ما عليها يوم القيامة

س: ماهي حقوق الله على الإنسان:
ج: أن يعبده خلال رحلة الاستخلاف

وهذه النسخة من الأجوبة تتناسق مع آيات القرآن الكريم، على عكس الجواب السطحي:
س: لماذا خلق الله الإنسان؟
ج: للعباده

إن سلخ غاية الوجود للعبادة فيه هروب من المسؤولية، وتنازل عن الدنيا التي هي امتحان الآخرة، فلا يعقل لقوم أذلاء في الدنيا، فشلوا في إقامتها، لا ينصرون المظلوم ولا يقيمون العدل ولا يحفظون الحقوق وليسوا منارة هداية للعالم أن يكونوا رابحين في الآخرة

الفرق بين مسلم اليوم ومسلم الاندلس، أن مسلم الاندلس كان خليفة على الأرض، وكان بلاده منارة علم وعدل وحضارة، الفرق لايكمن في العبادات والشعائر، وزيادة العبادة لن يغير من المعادلة في شيء! ولن ينفع الإنسان عبادته مالن ينجح في امتحان الاستخلاف في الدنيا
من التفكر في الغار
نشر في 12 كانون الثاني 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع