1380 مشاهدة
1
3
يصف كتاب الموتى نعيم الجنة بأنه تجري بها أربعة أنهار نهر من ماء زلال ينبع من عين الخلود , ونهر من لبن مقدس يتساقط من ثدي نوت ونهر من خمر ذهبي يسيل من آشعة الشمس، ونهر من عسل مصفى ينحدر من حدائق الجنة
تأملات في كتاب الموتى لدى الفراعنةيصف كتاب الموتى نعيم الجنة بأنه تجري بها أربعة أنهار .. نهر من ماء زلال ينبع من عين الخلود , ونهر من لبن مقدس يتساقط من ثدي نوت .. ونهر من خمر ذهبي يسيل من آشعة الشمس ، ونهر من عسل مصفى ينحدر من حدائق الجنة .
وسماء الجنة صافية تعكس ألوان الطيف , وأرضها خصبة مزدهرة وأشجارها دانية القطوف والثمار وحصاها من الأحجار الكريمة .
وفي كتاب الموتى أيضاً نقرأ هذه الصلاة :
أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء .
وفي متون البرديات القديمة تبدأ القصة هكذا:
في البدأ كان الظلام والعماء والسكون ولا شيء سوى المحيط.
ومن باطن هذا المحيط المظلم خلق الله نفسه بنفسه وخرج ليفيض النور والحركة على الوجود , وكان أول ما خلق هم جنود ملائكة التكوين الثمانية خلقهم من أنفاسه ليكونوا حملة عرشه فوق الماء .. والعرش كان هو التاسوع لهؤلاء الثمانية المقدسين ( 9 رقم مقدس عند الفراعنة وكذلك 7 لأن الله خلق كل شيء فى ستة أيام ثم استوى على قمة الوجود فى اليوم السابع ).
مثل هذا التراث الديني القديم منذ 12 ألف سنة لا يمكن أن يأتي من فراغ
ومثل هذه النبرة الصافية للتوحيد الذي لا يشوبه شرك لا يمكن أن تخرج إلا من مشكاة أنبياء نزلوا مصر وساحوا فيها ينشدون هذه الأنغام الملائكية .. ورسلاً لا نعرفهم ولم يأت لهم ذكر فى الكتب السماوية.
ألم يقل الله لنبيه عن الرسل :
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ).
صدق الله العظيم .
فأي غرابة فى هذا !
أوليس التحريف والتبديل والتغيير هو آفة الكهنة في كل زمان .. وهم الذين حوّلوا هذا الركب من الرسل إلى آلهة .. ونسجوا حولها الأساطير وحوّلوا الأسماء والصفات الإلهية إلى أرباب بلا عدد .. ليكون لكل رب قرابين ومعابد وضرائب تُجبىَ من السُذّج والبسطاء .. ثم كالعادة يدخل كل هذا إلى جيب الكهنة .
من كتاب / عالم الأسرار / للدكتور مصطفى محمود
نشر في 19 تشرين الأول 2017
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع