Facebook Pixel
العالم في سلة واحدة
1085 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

لقد بدأ الأمر بشجار فى أحد الأيام وقد مات بعضنا فى ذلك اليوم وعندما تكرر اليوم انتقم الموتى ممن قتلوهم ثم تطور الأمر فقررنا أن نستفيد من هذا الشجار ونحوله إلى لعبة

رابط الحلقة الأولى فى أول تعليق .
الحلقة الثانية :
أزاحوا جثة المذيعة فورًا من أمام الشاشة .. وتحركت الكاميرا إلى مقعد آخر يجلس عليه مذيع وسيم .. حاول الابتسام لكنه فشل .. قال بطريقة آلية :
ـ نعتذر عما حدث من الزميلة الإعلامية (داليا حسانين) .. ونعدكم بعدم تكرار ذلك .. والآن لنتابع البرنامج .
ضغطت على أحد أزرار (الريموت الكنترول) .. فانتقلت إلى قناة أخرى لا أعرف ما هى ! .. فأنا لا أعرف ترتيب القنوات على هذا (الريسفر) .. ليس جهازى أصلا .. فهذه ليست شقتى ! .. كانت مجرد ليلة حمراء مع امرأة التقيتها فى العمل .. واتضح الآن أنها كانت ليلة سوداء !
كانت قناة غريبة .. أراها لأول مرة .. المذيع يتحدث الانجليزية .. يستضيف أحد العلماء الذى راح يعدل نظارته بتوتر ويقول :
ـ كلنا نواجه اليوم مصير (سيزيف) فى الميثولوجيا الإغريقية .. لقد استطاع (سيزيف) أن يخدع إله الموت (ثاناتوس) مما أغضب كبير الآلهة (زيوس) ، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه .. فإذا وصل القمة تدحرجت الصخرة إلى الوادى .. فيعود إلى رفعها إلى القمة .. ويظل هكذا حتى الأبد .. إننا نواجه نفس المصير حاليا .. كل مجهوداتنا العلمية فى هذا اليوم تختفى .. لنبدأ من جديد فى اليوم التالى من حيث كنا .. فقط ازدادت معرفتنا وخبراتنا داخل عقولنا لكن لا يوجد أى شىء مادى ملموس لما تم إنجازه فى اليوم السابق !
أنا أجيد اللغة الإنجليزية لذا فهمت ما يقال .. لكنى وددت أن أنتقل لقناة عربية لأعرف أكثر .. وجدت قناة دينية .. شيخ وقور يجلس أمام المذيع الذى سأله :
ـ وما الحل يا مولانا ؟
نظر الشيخ إلى الكاميرا ولوح بإصبعه كأنه يرى المشاهدين ويتحدث إليهم :
ـ العودة إلى الله .. هذا هو الحل ولا حل غيره .. لابد أن نستغفر الله على ما إرتكبنا من ذنوب ومعاصى .. عن انشغالنا بالحياة الدنيا وعدم التفكير فى الآخرة .. إن ما نراه هذه الأيام هو لعنة .. وهذه ليست أول لعنة تصيب القوم الفاسقين .. كانت هناك لعنات كثيرة على مر التاريخ ..
قال المذيع محاولا إظهار ثقافته الواسعة :
ـ تقصد الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم و..
ـ بالضبط .. لقد ذكرناها فى بداية الحلقة .. واسمح لى أن أقول أن ما نراه ونعانيه هذه الأيام أخف عقابا مقارنة بما نزل بالقوم السابقين .. إن الله قادر على أن يرسل إلينا الصيحة فنصبح فى ديارنا جاثمين .. لن نجد وقتا للتوبة أو طلب المغفرة أو الدعاء .. وإن الله قادر على أن يرسل إلينا الطير الأبابيل لترمينا بحجارة من سجيل .. إن الله قادر على كل شىء ولكنه لطيف بعباده .. لطيف بنا .. صدقنى .. إن الله يحبنا لذا ابتلانا بهذا فقط .. ويجب أن نحمد الله على ذلك .. إن الله يريد لنا التوبة قبل أن نلقاه فى الدار الآخرة ..
أمسكت (يسرية) الريموت كنترول منى وضغطت على زر الإطفاء .. فأظلمت شاشة التليفزيون .. نظرت إليها وأنا فى قمة الدهشة والحيرة مما سمعته ورأيته على مختلف القنوات ..
ـ لا أفهم ! .. كيف يمر العالم كله بنفس اليوم كل يوم ؟! .. ولماذا حدث ذلك ؟!
تحركت (يسرية) من مكانها قائلة :
ـ لا أعرف ! .. كل ما عرفته هو أن اليوم يتكرر .. وزوجى هو الذى أخبرنى أننا لسنا الوحيدين الذين نمر بهذه الظاهرة ! .. وللأسف لم يخبرنى بالكثير لأنه كان يقتلنى بسرعة .
قلت بغضب :
ـ ولماذا يقتلنا زوجك كل يوم ؟! .. ألا تكفيه مرة واحدة ؟ أو مرتان ؟ أو حتى ثلاث ؟
نظرت إلى هاتفى المحمول بضيق .. كانت الساعة السادسة والنصف .. لن أتأخر أكثر من ذلك .. لابد أن أخرج من هنا بسرعة .. ولأنقذ حياتى هذه المرة !
أريد أن أرى نهاية هذا اليوم .. اليوم الذى لا يريد أن يمر !
سألتنى (يسرية) بدلال :
ـ هل سأراك مرة أخرى ؟!
ـ لو أن اليوم يتكرر حقًا .. سترينى بجوارك فى الصباح .
***
أخيرًا خرجت من العمارة ..
لم أتصور أن قدمى سوف تطأ الشارع بعد كل مرات القتل السابقة !
حاولت التفكير فيما حدث .. ربما هذه منحة ربانية من الله لأعيد تغيير نمط حياتى ! .. لابد أن أفكر فى الزواج والابتعاد عن هذه العلاقات المشينة !
رفعت وجهى للسماء وقلت :
ـ أشكرك يا رب !
فى هذه اللحظة .. سمعت صوت شجار فى الشارع أمامى .. فى نفس المنطقة بالضبط التى رأيت منها شجار الأمس عندما فتحت النافذة أثناء محاولتى الهرب !
يبدو أن الشجار يتكرر بصفة يومية فى هذه البقعة بالذات ! .. لكن ..
لماذا يتشاجرون فى هذا المكان ؟!
لا أظن أن هناك سبب يدعوهم للشجار كل يوم فى هذا الوقت .. لابد أن السبب نفسه قد انتهى وزال .. أو على الأقل قد اكتفوا بما فعلوه خلال الأيام السابقة !
سألت أحد الواقفين والذى بدا عليه الحماس :
ـ لماذا يتشاجرون ؟
ابتسم قائلا :
ـ لا .. إنهم لا يتشاجرون .. إنهم فقط يلعبون .
رأيت أحد الشباب يطعن آخر بالمدية طعنات سريعة متتالية ولا أحد يحاول إنقاذه .. قلت محتجا :
ـ هذا ليس لعبًا ! .. هذا شجار ولقد قتله الآن أمامنا .
ابتسم الرجل قائلا :
ـ هذه لعبة جديدة اخترعناها بعد حدوث (ظاهرة اليوم المتكرر) .. إنها لعبة القتل والموت ! .. لقد بدأ الأمر بشجار فى أحد الأيام وقد مات بعضنا فى ذلك اليوم .. وعندما تكرر اليوم انتقم الموتى ممن قتلوهم .. ثم تطور الأمر .. فقررنا أن نستفيد من هذا الشجار ونحوله إلى لعبة .. نتجمع هنا يوميا قبل أن يستيقظ الآباء .. نتبارز ونطعن بعضنا .. ونرى من يستطيع البقاء لنهاية اليوم ومن سيموت ! .. والخاسر هو الذى يموت ولا يلعب فى اليوم التالى .
ـ وماذا سيقول أهل الولد عند اختفاء ابنهم ليوم كامل أو عند رؤية جثته فى الشارع ؟
ـ سيحزنوا لبعض الوقت لكنهم سيجدوه حيًا فى اليوم التالى ! .. هل ترى (حمدى) ؟ ذلك الواقف هناك .. لقد مات ثلاث مرات فى ثلاث أيام مختلفة .. أتعرف أن أهله لم يحزنوا عليه فى المرة الثالثة ؟!
وراح الرجل يضحك .. كأنه قال شيئًا طريفًا .. من الواضح أن الجميع صار لا يبالى بالموت طالما أنه يستيقظ نشيطا فى اليوم التالى .. وتذكرت تلك المذيعة الحمقاء (داليا حسانين) .. إنها تشبههم كثيرا فى التفكير !
ـ وماذا تفعلون فى الجثث ؟ هل تدفنوها ؟
ـ ولماذا ندفنها ؟ إن الجثث تختفى تلقائيا بنهاية اليوم .. لنبدأ من حيث انتهى يوم الاثنين .. ألا تعرف ذلك ؟ .. إن اليوم يتكرر .. أين كنت خلال الأيام الماضية ؟ هل كنت فى غيبوبة ؟!
ما زال عقلى لا يستطيع استيعاب ما يحدث !
فجأة .. لمحت الزوج الثائر حار الدماء .. يجرى من نهاية الشارع .. اتجهت إلى الناحية الأخرى لعله لا يرانى .. لا أعرف كيف يصل فى مواعيد مختلفة كل مرة !
أسرعت الخطى وابتعدت .. ثم التفت للخلف لأطمئن أنه دخل العمارة .. ستكون مفاجأة له عندما لا يجدنى هذه المرة فى شقته !
فوجئت به خلفى مباشرة ويجرى بأقصى سرعة ناحيتى وقد فوّت دخول العمارة .. يبدو أنه قد لمحنى من البداية وقرر تأجيل قتل زوجته طالما أننى أمامه الآن .. وطبعا لا يحتاج أن يرانى فى شقته لقد حفظ وجهى من الأيام السابقة !
أنا بكامل ثيابى وأسير فى الشارع .. لن يستطيع إثبات أنى أخونه مع زوجته .. لكن من قال إنه يحتاج إلى دليل ؟! .. إنه يريد القتل والانتقام لشرفه فقط .. لا يفكر فى تبرير أى شىء !
يبدو أنه لا مفر منه لذا توقفت عن الجرى وواجهته قائلا :
ـ أريد أن أسألك قبل أن تقتلنى .. لماذا ؟! .. لماذا تقتلنى كل يوم ؟
ـ لأشفى غليلى .. سأقتلك كل يوم .
لمحت شابان يسيران فى الناحية الأخرى من الطريق .. أنا متأكد أنهما رآنى وأنا ألوح لهما لينقذانى .. لكنهما أكملا سيرهما .. ربما لا يريدان التدخل حتى لا يتعرضا للأذى من الرجل أو أن هناك سببا آخر !
قلت له وأنا أحاول كسب الوقت :
ـ لحظة ! قبل أن أموت أريد إجابة سؤال آخر .
وضع فوهة المسدس على رأسى .. قال بنفاد صبر :
ـ ماذا ؟
ـ كيف تأتى كل يوم فى وقت مبكر عن اليوم الذى يسبقه ؟
صاح أحد الشابان فى حماس :
ـ هيا .. اقتله يا رجل .. أنت تعلم جيدًا أنه سيكون حيًا غدًا .. لا داعى من التردد .
أجاب الزوج سؤالى :
ـ لأنى كل يوم أطلب من السائق أن يزيد السرعة لأصل مبكرًا قبل أن تتمكن من الهرب .. وغدًا سوف أقتلك أيضًا .. لن تفر منى أبدًا .. سأبحث عنك دومًا .
وأطلق الرصاصة .
***
اليوم السادس ..
استيقظت على صوت هاتفى المحمول .. كنت متأكد أن (عمر) هو المتصل .. ذلك الصديق الوفى .
ألغيت الاتصال .. سوف أشكره لاحقًا .. نظرت إلى الساعة على الشاشة .. كانت الخامسة صباحًا .. أى أن هناك ساعة إضافية عن اليوم السابق .. (عمر) .. يا لك من ذكى !
التاريخ على الشاشة .. كما توقعت الثلاثاء 14 نوفمبر .. لا جديد .
استيقظت (يسرية) على صوت الرنة .. رأتنى فابتسمت :
ـ كنت متأكدة أنى سآراك مرة أخرى !
نظرت (يسرية) إلى المنبه فعرفت أنها الخامسة .. أمسكت الريموت كنترول وأشعلت التليفزيون .. كان المذيع يستضيف منتجا سينمائيا شهيرا .. كان السؤال :
ـ فى رأيك .. ما الذى يمكن أن يحدث فى الأيام القادمة ؟
ـ لا شىء .. سنظل كما نحن .. أرأيت الأفلام التى تناولت موضوع اليوم المتكرر ؟
ـ نعم .
ـ كان البطل وحده هو الذى يرى اليوم نفسه مرارًا .. البطل وحده فقط وليس المجتمع كله ! .. إن الواقع لا يقلد السينما .. إن ما يحدث هذه الأيام لم نره من قبل فى أى فيلم سينمائى .. اذكر لى فيلما واحدا كان فيه سكان الأرض يمرون بنفس اليوم .. إن هذه كارثة بكل المقاييس .. جحيم أزلى .. لن نتطور أبدا .. سنظل محصورون فى هذا اليوم ! .. إن التصوير متوقف والانتاج السينمائى متوقف .. لأن كل ما نصوره فى اليوم لن نجده غدا .. حتى السيناريو الذى نكتبه اليوم لن نجده غدا .. سنرى صفحات بيضاء كما كانت فى اليوم السابق .. حتى هذا اللقاء الآن .. لماذا لم نسجله وقررنا نقله على الهواء ؟ .. لأنك لو قمت بتسجيله وقمت بالمونتاج اللازم فإما أن تعرضه اليوم أو لن تجده غدا !
ـ نعم .. معك حق .. معظم القنوات الآن تعرض اللقاءات على الهواء ..التسجيل صار بلا فائدة !
ـ حتى لو كتبنا فيلما قصيرا أو فيديو كليب وصورناه فى يوم واحد وعرضناه .. لن نجده فى اليوم التالى وسيضيع الفيلم أو الكليب للأبد .. باختصار لقد توقف الإنتاج التليفزيونى والسينمائى للأبد .
قلبت (يسرية) إلى قناة أخرى .. ظهرت المذيعة (داليا حسانين) بكامل حيويتها ونشاطها .. من يصدق أنها انتحرت بالأمس أمام الشاشة ؟! .. سمعنا صوت المخرج خلف الكاميرا يصيح فيها :
ـ أستاذة (داليا) .. للمرة الأخيرة سأقول .. لقد تم فصلك بالأمس بعد انتحارك مباشرة .. لذا لن تظهرى على الشاشة أبدا .. وأخرجى الآن قبل أن أستدعى الأمن وسيكون مظهرك أسوأ من مظهر انتحارك .. صدقينى .
نهضت المذيعة اللامعة وهى تهدد قائلة :
ـ سأخرج الآن ولكنى سأعود .. وسترى .
لمحتنى (يسرية) وأنا أغير ملابسى فقالت :
ـ سآتى معك .
أطفأت التليفزيون ونهضت لترتدى شيئا .. فقلت لها متعجبا .
ـ معى ! أين ؟
هل تظن نفسها زوجتى ؟ هل من المفروض أن أذكرها أن هذه هى شقتها وهذا سريرها وأنا مجرد زائر .. وزوجها سيأتى فى أى لحظة ليقتلنى !
ـ أنت لم تعرف ما حدث بالأمس ! .. لقد أتى زوجى وعندما لم يجدك قتلنى .. وأنا قد مللت من هذا القتل المستمر .. أريد أن أعيش لنهاية هذا اليوم .
ـ لقد وجدنى وقتلنى قبل أن يقتلك !
ظهرت عليها الدهشة فصاحت :
ـ إنه مجنون ! .. لن يتوقف .. خذنى معك .
ـ إلى أين ؟! .. هذا بيتك .
ـ لا أريد أن أراه مرة أخرى .. خذنى إلى أى مكان .
ـ لا أستطيع .. ما رأيك أن تذهبى لأحد جيرانك أو أى أحد من أهلك ؟
ظهر عليها الضيق وجلست على السرير وأشعلت التليفزيون مرة أخرى وقالت :
ـ حسنا .. لا أريد منك أى شىء .. سوف أتصرف بنفسى .. شكرا على أى حال .
يبدو أنها غاضبة جدا منى لأنى تخليت عنها ! .. ليس هناك وقت للشرح ولا أرى سببا يجبرنى على الشرح ! فلتغضب كما تشاء .. إنها ليست زوجتى أو خطيبتى أو حتى حبيبتى ! .. لقد اشتقت للمنزل وأريد العودة له ولا يمكن أن أصطحبها إلى هناك .. كيف سأشرح لأبى وأمى وجودها معى !.. ولا أريد الذهاب إلى أى مكان آخر بصحبتها ! أريدها أن تنسانى ! وكفى ما رأيته بسببها ! .. كنت أظن أن سنها الكبير سيجعلها تفكر بطريقة أفضل !
***
خرجت من العمارة .. كان الشجار أو (لعبة القتل والموت) لم تبدأ بعد !
يبدو أننى أفلت أخيرا من الزوج الثائر .. لن يجدنى أبدًا .
ثم تذكرت أنه هددنى بأنه سيقتلنى كل يوم .. وسوف يبحث عنى ليقتلنى .. ربما يجبر زوجته (يسرية) على الإعتراف بكل شىء .. اسمى ووظيفتى أو أين قابلتنى .. ربما يذهب إلى مقر عملى ويقتلنى .. أو إلى منزلى .. ويقتلنى أمام أمى وأبى وربما يخبرهم بالحقيقة بعد موتى .. كيف سأقابل أمى وأبى بعد ذلك ؟! يا للحيرة ! ماذا أفعل ؟!
ثم جاءتنى الفكرة ..
اتجهت إلى قسم الشرطة .. سأخبرهم أنه يقتلنى كل يوم .. ولو أرادوا اثباتًا على ذلك .. يمكن أن أجعلهم شهودا فى أحد المرات .. وعندما يتأكدوا من حدوث جريمة القتل .. سوف يتربصون له كل يوم ليقبضوا عليه فور وصوله كل يوم .
دخلت القسم .. استقبلنى الضابط بابتسامة ودودة .. قلت له :
ـ أريد أن أتقدم ببلاغ .. هناك من يريد قتلى وأريد أن تقبضوا عليه .
ـ ولماذا يريد قتلك ؟
فكرت بسرعة وقلت :
ـ خلافات عائلية قديمة .. ثأر .
نظر إلى العسكرى الواقف بجواره وابتسم قائلا :
ـ وماذا لو قتلك ؟! .. ما الضرر فى ذلك ؟!
ضحك العسكرى بقوة .. فصوب الضابط مسدسه إليه قائلا :
ـ ضحكتك كريهة .. ألم أخبرك مرارا ألا تضحك .
قال العسكرى مادًا يديه إلى الأمام متوسلا :
ـ أرجوك لا تقتلتنى .. ليس مرة أخرى .
وانطلقت الرصاصة لتقتل العسكرى ليسقط أرضا وأنا فى قمة ذهولى .. نظرت إلى جثته على الأرض فاكتشفت وجود جثتين أخريتين خلف مكتب الضابط .
يبدو أن هذا الضابط يقضى وقت فراغه بقتل العساكر أو المساجين عنده .
رفع المسدس نحوى وقال :
ـ أنت تافه جدا ! .. تبلغ عن جريمة قتلك وأنت تعلم جيدا أنك ستكون حيًا فى الصباح ! .. سأقتلك أنا بدلا منه !
وأطلق الرصاصة نحو رأسى مباشرة ..
من لم يمت بالسيف مات بغيره .. تعددت الأسباب والموت واحد !
***
اليوم السابع ..
استيقظت على صوت رنة هاتف محمول .. لا ليس هاتفى !
نظرت إلى مصدر الصوت .. كان هاتف (يسرية) التى استيقظت على صوته وراحت تلغى الاتصال .
نظرت فى هاتفى .. كانت الساعة الخامسة صباحًا ..
قالت (يسرية) وهى تتثاءب :
ـ أعرف السؤال الذى يدور فى ذهنك الآن .. (كيف يرن هاتفى المحمول ولم يحدث هذا خلال الأيام السابقة ؟!) .. لقد سمعت نصيحتك وقضيت الأمس عند جارتى .. وعرفت أنها تستيقظ يوميا فى هذه الساعة من أجل صلاة الفجر .. فطلبت منها أن تتصل بى لتوقظنى .. وطبعا لأوقظك لكى تهرب .
ـ حسنًا فعلت .. لكنى متعجب أن صديقى لم يتصل بى .
ـ ربما شعر باليأس من محاولة إنقاذك .. أو ربما نسى هذه المرة .. أو ربما أخذ أحدهم الهاتف منه .
سألتها باهتمام شديد :
ـ هل قتلك زوجك بالأمس ؟
ـ لا .. لقد بحث فى كل مكان وسأل عنى جميع الجيران حتى جارتى التى اختبأت عندها ولم يستطع العثور علىّ .. حتى انتهى اليوم .. اطمئن .
ـ لا .. لست مطمئنا .. ربما ذهب إلى مكان عملى أو إلى منزلى .. وسأل عنى !
ليتنى لم أذهب إلى قسم الشرطة .. سألتنى مندهشة :
ـ وأين كنت بالأمس ؟!
لم أجب سؤالها .. فقالت :
ـ اطمئن .. إنه لا يعرف عنوان منزلك أو عملك .. إنه لا يعرف عنك شيئا .. وإذا سألنى .. لن أخبره بأى شىء .
ـ أشكرك .
نهضت لأرتدى ملابسى بينما أشعلت هى التلفزيون .. فسألتها مندهشا :
ـ ألن تذهبى لجارتك التى كنت عندها بالأمس ؟
ـ ليس الآن .
كانت المذيعة (داليا حسانين) تظهر على الشاشة فقلت متعجبًا :
ـ ألم يفصلوها بالأمس ؟!
قالت (يسرية) بسخرية :
ـ هذا النوع من المذيعات لا يفنى أبدا .. فقط يختفون ثم يعودون !
قالت (داليا حسانين) وهى تداعب شعرها :
ـ لقد وعدت المخرج بأن لدى مفاجأة كبيرة له وللمشاهدين .. ولهذا سمح لى بالظهور مرة أخرى ..
ابتسمت بسعادة كبيرة ثم تابعت :
ـ لقاء حصرى سأجريه الآن .. ولأول مرة على الشاشة .. مع الشخص المسئول عن تكرار هذا اليوم ..
***
(يُتبع)
Mohammed Reda
روايات مصريـة
نشر في 28 آذار 2019
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع