1580 مشاهدة
0
0
سئمت هذا العالم وقررت أن أنهي حياتي، وأترك لكم هذه الرسالة الأخيرة كي تشعروا بالذنب وكم أنتم أوغاد. الآن سأنهي هذه الكلمات ثم أصعد إلى سطح البناية لألقي بنفسي إلى الشارع وأتحول إلى فتات سوف تندمون
نُشر في: السبت 02 فبراير 2013هذه رسالتي الأخيرة إلى العالم أنا سيد الشماشرجي.. لقد سئمت هذا العالم وقررت أن أنهي حياتي، وأترك لكم هذه الرسالة الأخيرة كي تشعروا بالذنب وكم أنتم أوغاد. الآن سأنهي هذه الكلمات ثم أصعد إلى سطح البناية لألقي بنفسي إلى الشارع وأتحول إلى فتات.. سوف تندمون..
أنا الآن على السطح.. لا أريد أن أسقط فوق أطفال يلعبون فأقتل عشرة منهم، أو فوق سيارة أنيقة يفخر بها صاحبها، وهكذا لا أتلقى إلا اللعنات والدعاء علي.. لا أريد هذا... يجب أن أجد مكانًا خاليًا أثب منه فلا أترك سوى ذكرى رقيقة محزنة.
غريب هذا!.. متى نبتت كل هذه البنايات من حولنا؟. بنايات في الشرق والغرب والشمال والجنوب تحيط بالسطح، فلا يوجد مكان واحد يصلح للوثب.. هناك هاوية ارتفاعها متر ونصف فقط بيني والبناية المجاورة، فلو وثب منها طفل رضيع لظل سليمًا..
هذا غريب.. لا يوجد أسفل!.. حصار بنايات لا يمكن وصفه. كل هذا حدث مؤخرًا. هذا عالم قاس.. عالم لا تستطيع أن تثب فيه للشارع.. والأسوأ أن النوافذ في كل مكان. رأيت امرأة قبيحة كالشيطان تقف في النافذة المجاورة وتنظر لأعلى ثم تصرخ:
ـ»كوكو !... هناك متلصص منحرف يقف فوق السطح ليراقب نساء المنطقة في بيوتهن!»
هنا ظهر زوجها كوكو في النافذة... كأي مصارع روماني لابد أنه كان يسلي كاليجولا، وصاح بصوت مزلزل:
ـ»الوغد!... قابلني في الشارع بعد دقيقة أيها المنحرف، فإن لم تأت فسوف آتي لك»
صار من مصلحتي أن أنتحر قبل أن يصل!
هكذا عدت إلى شقتي شاعرًا بإحباط.. وبحثت عن زجاجة المبيد الحشري التي ابتعتها منذ شهور. رفعتها لفمي وجرعت جرعة ممتازة.. ثم جلست دامع العينين أنتظر وفاتي..
لاحظت في رعب أن نصف ساعة قد مرت دون أن يحدث شيء. أي شخص في مكاني كان سيكون في المستشفى أو المشرحة الآن..
بعد قليل شعرت بمغص شديد واكتشفت أن أنفي لونه أخضر تمامًا بلون الخيار. هذه مشكلة حقيقية.. المبيد الحشري مغشوش.. إنه يقودك للتسمم لكنه لا يقتلك..
قررت أن أقطع شرايين معصمي.. هذه طريقة قاسية لكنها فعالة بالتأكيد.. بحثت عن موسى حادة ودخلت إلى الحمام.. لا جدوى على الإطلاق.. الموسى ثلمة لا تقدر على قطع قطعة كعك. لم يعودوا يصنعون الأمواس كما كانوا..
غادرت البيت وصممت على أن ألقي بنفسي أمام سيارة مسرعة في الطريق.. لا أحب أن أجلب المشاكل لسائق السيارة لكن لابد أن أنتحر.. ماذا أفعل ؟
لكن.. سيارة مسرعة؟.. هذا وهم.. خيال علمي.. السيارات مكدسة في الشارع ولا تتحرك.. لو ألقيت بحفنة ملح فلن تمس الأرض أبدًا.. لا يوجد مكان تلقي بنفسك فيه تحت سيارة. الصرصور لا يستطيع الانتحار بهذه الطريقة..
وجدت فرجة بسيطة ألقيت بنفسي فيها، لكن فوجئت بيد غليظة ترفعني ومئات الصفعات تنهال على وجهي، بينما سائق السيارة يردد:
ـ»هذه المصائب التي تنهال علينا لا تدري من أين.. هل أنت ثمل؟»
تلقيت علقة ممتازة.
وعندما أفقت أخيرًا وعندما استطعت أن أمشي عرفت أنني لن أقتل نفسي. نحن في بلد يستحيل أن تقتل نفسك فيه إنما تنتظر حتى يقتلك أحدهم.. قتل النفس يحتاج لبلد واسع متحضر مثل الدانمارك أو السويد.. أما نحن فلا نملك هذا الترف..
الهم هو أنني أشعر بالملل والضجر، ونسيت تمامًا السبب الذي أردت أن أنتحر من أجله.. كان هناك سبب مهم وقد نسيته..
سأعود للبيت وأتناول عشاء دسمًا، وإذا دق الباب فلن أفتح لأنه على الأرجح زوج جارتنا الذي يريد الفتك بي. وعندما أنام وأصحو سيكون للحياة مذاق مختلف !
نشر في 17 آذار 2017