Facebook Pixel
معركة ليبانتو التاريخية
0
0
Whatsapp
Facebook Share

أسـطول التحـالف المقـدس المكـون من كبرى الأساطيل النصرانيـة الأوربيـة و في مقدمتها الأرمادا الإسبانية بقيادة دون خوان ينـزل أول هزيمـة كبـرى بالدولـة العثمانيـة بحرياً و يدمـر أسطولها بشكـل شبه كامل في معركـة ليبانتـو التاريخية

في مثـل هذا اليـوم في السابع من اوكتوبر عـام 1571 للميلاد ... أسـطول التحـالف المقـدس المكـون من كبرى الأساطيل النصرانيـة الأوربيـة و في مقدمتها الأرمادا الإسبانية بقيادة دون خوان .. ينـزل أول هزيمـة كبـرى بالدولـة العثمانيـة بحرياً و يدمـر أسطولها بشكـل شبه كامل في معركـة ليبانتـو التاريخية ...
كانت جزيرة قبـرص تابعة لجمهورية البندقية و بسبب موقعها الاستراتيجي كان البنادقة يقومون بأعمال قرصنة على التجارة المزدهرة بين مصـر و إسلامبول .. و كان من غير المعقول لدولة عثمانية تسيطر على البحر المتوسط بحرياً .. أن يكون هناك جزيرة بهذا الحجم في عقر دارها تحت سيطرة عدو ... فقـرر السلطان سليم الثانـي فتح الجزيرة و أمـر ببدء حصـارها و فعلاً تم الفتح بالكامل بسقـوط اخر حصن .. حصن فينيسي في شهر آب عام 1571 ...
هال الفتح القوى الأوربيـة كلها حيث كانت الهيمنة الإسلامية على البحر المتوسط شبه كاملة و أصبحت سواحل أوربا الجنوبية سهلة المنال للأساطيل العثمانية .. مما حدا بالبابا بيوس الخامس لتشكيل حلف مقدس من أساطيل القوى الكاثوليكية .. شاركت فيه الإمبراطورية الإسبانية و جمهوريتا البندقية و جنوا و الإمارات البابوية و فرسان القديس يوحنا و كونت أسطولاً ضخماً انطلق من إيطاليا ليلاقي الأسطول العثماني في مثـل هذا اليوم قبالة سواحل ليبانتو في اليونان .. و مالت كفة المعركة لصالح التحالف المقدس ..
استشهد عدد كبير من البحارة المسلمين ... و استطاع الأوربيون تدمير و أسر جلّ الأسطول العثماني و الذي استطاع قلج علي باشا الانسحاب ببقيته من المعركة للعودة إلى عاصمة الخلافة بعد أن تمكن من هزيمة أسطول فرسان الإسبتارية و اغتنام رايتهم ...
لم تكن المعركة هزيمة مادية كبيرة للدولة العثمانية .. إذا استطاعت خلال 6 شهور فقط اعادة بناء أسطول أكبـر من الذي خسرته و حافظت على مكانتها كأكبر قوة في العالم القديم ... و ينص على ذلك ما قاله الصدر الأعظم صوقولو محمد باشا لسفير البندقية :
( جئت إلى هنا لتعاين مصابنا .. و لكني أريدك أن تعرف الفرق بين خسارتنا و خسارتكم ...حين انتزعنا منكم قبرص .. فقد حرمناكم من ذراع لكم .... و بهزيمتكم أسطولنا .. فقد حلقتم لحيتنا فقط ... و الذراع المقطوعة لا يمكن أن تعود مرة أخرى .. اما اللحية فإنها تنمو مع حلاقة الشفرة بشكل أفضل ) ...
و لكن الهزيمة كانت بشكل أكبر هزيمة معنوية ... خصوصاً أنها كانت أول مرة يهزم فيها الأسطول العثماني هزيمة كبرى ... و جعلت القوى الأوربية التي ضربها اليأس أمام المد العثماني الجارف في أوربا ... تدرك أنه يمكن هزيمة الدولة العثمانية و أن ذلك ليس ضرباً من الخيال ... و اعتبرتها مفصلاً لتغير موازين القوى ..
عبرات تاريخية
نشر في 07 تشرين الأول 2017
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع