1884 مشاهدة
1
1
المسلمـون بقيـادة الإفشين قائـد جيش الخليفـة العباسي المعتصـم بالله يسحقون جيش الإمبراطوريـة البيزنطية بقيـادة الإمبراطور ثيوفيلوس و الذي تجرأ على مهاجمة ثغـور الإسلام و أسر نساء المسلمين و من بينهم المرأة الهاشمية الشهيرة
في مثـل هذا اليـوم في الثاني و العشرين من تموز يوليو عام 838 للميلاد .. المسلمـون بقيـادة الإفشين قائـد جيش الخليفـة العباسي المعتصـم بالله .. يسحقون جيش الإمبراطوريـة البيزنطية بقيـادة الإمبراطور ثيوفيلوس .. و الذي تجرأ على مهاجمة ثغـور الإسلام و أسر نساء المسلمين و من بينهم المرأة الهاشمية الشهيرة ..دولة الخلافـة العباسية في ذلك الوقت و على رأسها الخليفة المعتصـم بالله .. كانت تواجه فتنة بابك الخرمـي الكبيرة .. و الذي يصفه ابن كثيـر بأنه كان زنديقاً كبيراً و شيطاناً رجيماً .. اهلك الحرث و النسل و قتل الافاً من المسلمين في منطقة أذربيجان و ما حولها ... و بعد صراع عنيف و توجيه الخليفة للجيش إثر الجيش .. تمكن الإفشين من سحق هذا المارق و أسره .. و جيء به إلى بغـداد و سامـراء و صلـب أمام مشهد من الناس ليصدقوا القضاء النهائي عليـه ..
و كان بابك حين أحاطت به جيوش الخلافة قد أرسل إلى الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس يقول له بأن جلّ جيوش المسلمين قد خرجت باتجاهه و أن البيزنطيين بإمكانهم أن يزحفوا بجيوشهم من جهة الأناضول و الشام و لن يجدوا جيوشاً تردهم ..
استجاب الإمبراطور ثيوفيلوس لهذه الفكرة و حشد جيشاً عظيماً و انقض على ثغـور المسلمين يعيث فيها فساداً و تحريباً .. و هاجم مدينة زبطـرة و قتل من أهلها خلقاً كثيراً و أسر نساءها .. و كان من بينهم المرأة الهاشمية صاحبة الجملة الشهيرة التي نادت ( وامعتصمـاه ) كما يروى ..
فلما وصل الخبـر إلى المعتصـم انتفض غاضباً .. و أمـر بحشد جيوشه و جمـع أعيان الدولة و القضاة و أشهدهم على تقسيم أمواله و وصيته و كأنه خارج إلى الموت .. ثم خـرج في جيش لم يرى مثله من بغـداد زاحفاً شمالاً ... و وجه قسماً من جيشه إلى زبطرة لنجدتها .. و لما وصلها الجيش كان البيزنطيون قد ارتكبوا جريمتهم و ولوا مدبرين .. و عندها قرر المعتصم توجيه ضربة عنيفة لهم جزاء ما اقترفت أيديهم و سأل عن أعظم مدنهم حصانة فقالوا له عمـورية .. مسقط رأس الإمبراطور نفسه .. و التي لم يبلغها خيل مسلم من قبل .. فعبأ المعتصم الجيش و توغل في الأناضول .. ثم قسم الجيش الكبيـر إلى قسمين و أعطى قيادة القسم الأخر للإفشين ... و أخذوا يبحثون عن الجيش البيزنطي الذي يقوده الإمبراطور .. حتى إذا وجدوه التف الإفشين بجيشه إلى خلف الجيش البيزنطي .. و أصبح جيش العدو في موقع بين الجيشين المسلمين لا يدري أيهما يقاتل .. فابتعد جيش العدو عن جيش الخليفة و قرر الالتحام بجيش الإفشين .. و حمي الوطيس في مثل هذا اليـوم عام 838 للميلاد ... و تمكن المسلمون من تمزيق الجيش البيزنطي و ضعضعة صفوفه .. و فر الإمبراطور هارباً إلى عاصمته .. ليجتمع جيش الإفشين بجيش الخليفة و يتم الزحف نحو عمـورية .. حيث حاصرها المسلمون بقيادة المعتصم حصاراً عظيماً و تمنكوا أخيراً من فتحها و اغتنموا كل شيء فيها .. ثم أمـر المعتصم بهدمها و حرقها عقاباً للبيزنطيين .. و عاد منتصراً مظفراً إلى بغـداد بعد أن قضى 55 يوماً في عموريـة ... و منذ ذلك اليوم اختفت هذه المدينة و لم يسكنها أحد .. و نسج الشاعر الشهير أبـو تمام قصيدته البديعـة يصف هذا الانتصـار :
السيفُ أَصدقُ إِنْـباءً مِنَ الكُتُـبِ ... في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ ... في مُتُـونهنَّ جلاءُ الشَّك و الريَـبِ
و العِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لامعـة ً ... بَيْنَ الخَميسَيْنِ لافي السَّبْعَة الشُّهُبِ
تَدْبيرُ مُعْتَصِـم بِاللَّهِ مُنْتَقِـمِ للهِ ... مرتقـبٍ في الله مُرتغـبِ
لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْـرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ ... كأسَ الكرى و رُضابَ الخُـرَّدِ العُرُبِ
خَلِيفَة َاللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ ... جُرْثُومَة ِ الديْنِ و الإِسلام و الحَسَبِ
أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُ ... صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ
نشر في 22 تموز 2016
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع