689 مشاهدة
0
0
الدعم الذي قدمه أبو طالب كان مختلفاً جدًا عن دعم السيدة خديجة، دعم أبي طالب كان دعماً خارجياً كان دعماً بمواجهة العالم المحيط، أما دعم خديجة كان أكبر بكثير
الدعم الذي قدمه أبو طالب كان مختلفًا جدًا عن دعم السيدة خديجة..دعم أبي طالب كان دعمًا خارجيًا.. كان دعمًا بمواجهة العالم المحيط.. بمواجهة قريش والملأ المتحكم فيها وسطوته.. كان دعم مكانة واحترام ووجاهة..
دعم السيدة خديجة كان أكبر بكثير داخليًا... صحيح أنه اشتمل على الدعم الخارجي (ممثلًا في مكانتها الاجتماعية وقدرتها المادية) لكن الجزء الأهم كان الدعم الداخلي...
.. النساء عمومًا حباهن الله بالقدرة على الاحتواء والدعم، ربما كجزء من متطلبات الأمومة ونتائجها... وربما هذا جزء مما أثبتته الدراسات بأن النساء عمومًا يسجلن نقاطًا أعلى من الرجال فيما يعرف بالذكاء العاطفي، وهي قدرة الشخص على التعامل مع عواطفه وعواطف الآخرين.. وهذا يشتمل على التعاطف، والفهم الاجتماعي..
الفرق بين دعم أبي طالب ودعم خديجة هو الذي جعل محمدًا يهرع إليها يوم جاءه الوحي.. لم يذهب إلى عمه.. بل لم يفكر بذلك.. نزل ليلتها مسرعًا من الغار وهو يريد خديجة.. لأنه يعرف أن ما جاءه كان يحتاج إلى هذا الدعم الداخلي الذي يمده بالقوة من الداخل...
سيدة نساء الأرض كانت سيدة الاحتواء والدعم والاحتضان... دعمها كان الفهم والتفاهم والتواصل والإسناد والتشجيع والإيمان.. الإيمان بمعنى أنها آمنت بمحمد عليه الصلاة والسلام قبل أن يؤمن هو بنفسه يوم عبر لها عن خشيته على نفسه أن يكون قد مسه شيء يوم جاءه الوحي أول مرة... فقالت له كَلَّا، أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لاَ يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ...
لقد دخل عليه الصلاة والسلام مهمة النبوة وهناك من يؤمن به سلفًا ويمده بدعم كهذا..
وهذا ما سيفقده بموتها...
سيفقده من أجل الإعداد لمهمة أصعب، سيكون هو من يقدم الدعم والاحتواء فيها للآخرين...
بل لجموع الآخرين..
من " السيرة مستمرة"
نشر في 09 آذار 2019
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع