Facebook Pixel
606 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

تفتتح يومك، وتنهيه بإعلان الرضى رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ثلاث مرات، كما لو كنت في كل مرة تؤكد على جزء من أجزاء الرضى

تفتتح يومك ، وتنهيه بإعلان الرضى...
"رضيت بالله ربا ..
وبالإسلام دينا..
وبمحمد نبيا..
ثلاث مرات..
كما لو كنت في كل مرة تؤكد على جزء من أجزاء الرضى..
مرة به عز وجل ربّا لك..
ومرة بما انزل من دين..
ومرة به عليه الصلاة والسلام .. نبياً.. معلماً.. قدوة.. قائدا...
تفتتح يومك بالرضى.
وتختمه به..
كلام في سرك.
ويعلمه الذي يعلم السر وأخفى.
هل أنت راض حقا بهم؟
هل أنت راض به ربا ؟
وبالإسلام دينا..
وبمحمد نبيا؟
بلغة "البزنس" اليوم.. كم نسبة رضاك يا ترى؟
هل أنت راض حقا..
أم أنك رضاك تشوبه شوائب من عد الرضى..
تتمنى لو أن هذا الشيء في الإسلام -مثلا- كان أكثر معاصرة وحداثة.. تتمنى لو أنه كان أكثر "مودرن" وانفتاحاً.. تتمنى لو أن "السُنة " في هذا الشيء كانت مختلفة.. وأن الفرض الفلاني لو كان أقل تحديدا..
هل أنت راض حقا؟
أم أنك تعلن الرضى على لسانك بينما لسان حالك يقول شيئا آخرا تماما.. لسان حالك يعلن رضاك بمنظومة مختلفة تماما ، بل ومناقضة لما أعلنته فجرا..
أم أن لسانك كف حتى عن قولها..
لم يعد يتكلف عناء الأذكار..
بعد كل شيء ، هي مجرد سنة !!! ..
كل يوم ..
تفتتح يومك بأن تعلن الرضى..
لا..
بل تشهره..
تشهره بوجه هذا العالم.
بوجه نفسك.
بوجه شيطانك الذي له ألف وجه وألف مدخل.
تشهر رضاك بالله ربا ، وبالإسلام دينا.. وبمحمد عليه الصلاة والسلام نبيا..
تشهره...
نعم تشهره..
فرضاك بهم سلاح بوجه عالم "غير مرضي"..
رضاك بهم سلاحك لتغيير الواقع الذي لا يمكن أن يرضي ربك..ولا يناسب إسلامك..ولا كان سيسكت عنه نبيك..
هذا الرضى الثلاثي المتكامل هو طريقك للتصحيح، لتصحيح ما لا يمكن أن يكون مرضيا لهم..
رضاك الذي تفتتح به يومك وتختمه ، يعني عدم رضاك بهذا العالم الذي فقد رشده..
عدم رضاك بالظلم.
عدم رضاك بالفحش.
بالفجور.
بغياب العدل بين الناس.
بالهوة السحيقة بين الأفقر والأكثر ثراء.
بالذبح.بالتعذيب.بالاعتقال.
رضاك ، هو بطريقة ما.. إعلان صباحي بغضبك الكامن..
لكنه أكثر من مجرد تنفيس عن مشاعر غضب كامنة..
إنه سلاح التغيير أيضا.

الرضى الثلاثي، بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا.. هو إعلان رضاك بثلاث سلطات..
سلطة تشريعية لا حكم إلا لها..
وسلطة قضائية هي تعليمات الإسلام وفرائضه..
وسلطة تنفيذية جسدت كل ذلك ، ممثلة في سيرته الكريمة..
...
كل يوم..
تتزود بالرضا بهذه السلطات الثلاثة..
تحمل رضاك على ظهرك..معولاً، سلاحاً، قلماً...
وتذهب لتواجه عالماً فقد صوابه منذ أن حدثت الهوة بين لسانك ولسان حالك...
عالمك سيء ومليء بالظلم..
لا تتذمر.
ولا يجعلك الشيطان تتصور ولو لوهلة إن رضاك بالله ربا يجعلك تقبل بهذا العالم كما هو..
على العكس..
رضاك به رباً ، يحتم عليك أن تغير هذا العالم السيء..
هذا هو امتحانك...
سواء رضيت..
أم لم ترضى..

#أحمد_خيري_العمري
د.أحمد خيري العمري
نشر في 28 آذار 2019
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع