Facebook Pixel
3906 مشاهدة
1
0
Whatsapp
Facebook Share

كان الاختلاف منذ القدم على هل الشيء يوجد أولاً ثم توجد ماهيته أم أن الماهية سابقة لهذا الشيء، فالتساؤلات من هو الأسبق؟

" ما هو ذاتي في ماهية الاشياء "
كان الاختلاف منذ القدم على هل الشيء يوجد أولاً ثم توجد ماهيته أم أن الماهية سابقة لهذا الشيء، و وقد أكدت الفلسفة الوجودية أن الوجود أسبق على الماهية و أن الانسان هو من يحدد ماهية هذا الوجود، و على خلاف الفلسفة اليونانية القديمة و التي اعتبرت أن الماهية تسبق الوجود و كلا الوجهتين تعتقد أن الماهية هي جوهر الشيء و حقيقته و إن ما يعنينا هو هل جوهر الشيء و حقيقته معزول عن إدراك الانسان، بل أذهب إلى أبعد من ذلك بأن الذات الانسانية لها الدور الاهم في تحديد ماهية الاشياء التي تحيط به، فالعلاقة بين الانسان و كل ما يحيط به تتأثر بإدراكه بما يشمله من خبرات سابقة و مشاعر و أفكار، و لا يقتصر هذا على الاشياء التي تقبل صياغتها على نحو فلسفي مجرد بل واقع الانسان الفيزيقي لا يُستثنى من ذلك ، فقد تسقط على انسان تفاحة من شجرة فيأكلها و يشبع ىها حاجه له فالتفاحة و سقوطها عليه ما هي إلا طعام يطعمه، و إنسان آخر يقول "وجدتها" و يصيغ قانون الجاذبية، فالذات صاغت و نظمت الموضوع خارجها كما في هذه الحالة السابقة بناءاً على أفكار و خبرات الشخص الذي تعرض لهذا الحدث، و عندما صك فيلسوف العلم كارل بوبر مبدأه في "الضحد" و قال ”أن العبارة العلمية هي التي نستطيع تكذيبها و اختبارها" و انطلق العديد من علماء العلوم الفيزيقية بتكذيب ماهية بعض المسلمات و اكتشفوا اكتشافات جديدة حصلوا بها على نوبل، لذا فالذي حدد أن هذه المسلمات مسلمات هو الانسان و الذي كذبها و دحضدها و صاغ غيرها هو الانسان، ليس هذا فحسب بل نجد علاقة أخرى قد نجدها باديه في كثير من الناس في التوحد بماهية الاشياء أي أن ذات الانسان قد تتوحد بماهية أشياء وضعتها هي و لا تستطيع صياغة ماهية أخرى لها لأنها ماهية من صنع الذات توحدت بها نرجسياً بل يمتد الامر و يتجاوز الماهية ليشمل وجود هذا الشيء حيث تهديد وجوده هو تهديد لذات هذا الانسان، و نجد ذلك في التعلق ببعض الاشياء و العادات و الافكار، و عندما لا يستطيع الفرد عزل نفسه عنها و يعي أن له وجود يختلف عن وجودها و أنه هو من يصيغ ماهية العلاقة بينهما أصبح هذا الانسان وعيه مغيب ، علماً بأن هذا الوعي لا ينفي تلوين الواقع و مفرداته بما يحمله الانسان من افكار و مشاعر و رغبات، إلا أن وعي الانسان بذاته و إدراكه بأن ماهية الاشياء هو من يصيغها أو يشارك الاخر في صياغتها تعمل على تطوير علاقة الانسان بماهية الاشياء من حوله، و الانسان يصيغ علاقاته مع محيطه بماهيات للأشياء تتسق مع ذاته، و على ذلك إذا أراد أي مجتمع تنمية أو نمو فعلية بتطوير الانسان أي تطوير الانسان بما هو انسان بتنمية تفكيره و اكتشاف قدراته الكامنة و عنونتها وتحديد ماهية لها تعمل على تطوير الانسان و الذي بدوره يسهم في تنمية المجتمع.
د.محمد السيد عبد الفتاح
سيمنار علم النفس
نشر في 18 شباط 2016
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع