850 مشاهدة
0
0
هناك كلمات كثيرة ظاهرها حكمة و لكنها تحمل في طياتها معاني سلبية عديدة و أصبحت صورة ذهنية لا يستطيع الانسان الخروج من أطارها
"الكلمات السلبية كالسحر الاسود"كنت جالس في السنة الثالثة في مرحلة الليسانس في علم النفس و كان أحد الاساتذة يحاضر و يشرح كيف أن "تكون طموحاتك على قدر إمكاناتك" بالطبع تبرير ذلك بأن الطموح المرتفع يوقع الفرد في الاحباط ، و المشكلة إني إقتنعت بهذا الكلام رغم أن في تاريخي ما يكذب هذه العبارة و أوضح مثال رياضة الكاراتية التي مارستها لسنوات ، فعندما كنت في الحادية عشر ذهب معي أخي الكبير للمدرب لكي يشترك لي في اللعبة كاد أن يرفض المدرب و قال له "انتو جايبين واحد أدربه و لا أخسسه" و بالفعل كنت من اقل اللاعبين في مدرسة الكاراتية في المستوى ، و لكن بفضل الله ثم الارادة و متابعة الناجحين في فن الكاراتية و المدربين الذين قاموا بتدريبي أصبحت بطل جمهورية، و الحمد لله إني لم اسمع كلمة أحد الاساتذة في علم النفس قبل دخولي هذه الرياضة و إلا لكنت خرجت من هذه الرياضة من اول اسبوع و لم أحقق فيها شيء لأنها بالفعل كانت وقتها أعلى من إمكاناتي البدنية بل و النفسية أيضا لأنني كنت إنسان وديع لا أحب أن أتشاجر مع أحد و في إذا تشاجر مع أحد فغالبا سيضربني و "لكني نجحت"
بالطبع اعلم جيداً بأن هناك ما يسمى بالتوقعات الخيالية unrealistic expectation هي بالفعل كأن يتوقع الانسان في الوقت الحالي بأن بعد 10 سنوات سيقضي الصيف على أحد السواحل في مجرة غير مجرة درب التبانة ، لذا فمن المؤكد أنه سيصاب بإحباط شديد ، و لكن أي هدف ممكن تحقيقه طالما أي شخص آخر قد حققه ، و لكن يجب أن يتوافر أمران الاول الارادة و الثاني المعرفة أي كيفية الفعل لتحقيق الهدف، و بالرجوع إلى مقولة الطموح و الامكانات وجدت بزوغ الربط الخاطئ بين مستوى الطموح و هذاءات العظمة grandiose delusion، بل و بدأ البعض يدرسها و عندما عملت مع المرضى العقليين لاحظت ما يدحض هذه المغالطة المنطقية فمع كلامي مع المرضى الذين لديهم هذه الهذاءات تبين لي بأن طموحهم ضعيف جدا!!!!!!!!!!!!!!!!!، فلا عجب في ذلك فقد حقق هذا المريض طموحاته على المستوى المتخيل لذا فإذا تم قياس مستوى الطموح لديه بشكل صحيح فقد نجد درجة منخفضة جدا لأن العبارات التي تتضمن تحقيق أهداف مستقبلية هو لا يحتاج أن يحققها لأنه حققها بالفعل على المستوى المتخيل، فمراجعة راجعت كلمات كثيرة ظاهرها حكمة و لكنها تحمل في طياتها معاني سلبية عديدة و أصبحت صورة ذهنية لا يستطيع الانسان الخروج من أطارها و من أجل نمونا و تطورنا النفسي و الاجتماعي علينا دحضتها و تكوين نسق آخر من القناعات الايجابية و نعمل على مراجعتها باستمرار و تطويرها
د.محمد السيد عبد الفتاح
نشر في 10 كانون الثاني 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع