1480 مشاهدة
0
0
الغماية أو الاستغماية باللغة الدارجة هي لعبة الاختباء و البحث و كثيراًمن الناس لعبها و هو صغير، و لكن قد يلعبها الانسان طوال حياته على نحو آخر, كيف ذلك؟
"الاستغماية" Hide and seekالغماية أو الاستغماية باللغة الدارجة هي لعبة الاختباء و البحث و كثيراًمن الناس لعبها و هو صغير، و لكن قد يلعبها الانسان طوال حياته على نحو آخر، فقد يخبي الانسان رغباته و يبحث عنها بواسطة أناه ليخرجها هو للتعامل بواسطته مع الواقع و إلا لو اختبأت منه و استطاعت أن تهرب منه واجه مشكلات عديدة في الواقع.
ليس هذا فحسب بل قد تختبئ الرغبة و يظل الانسان يبحث عنها ولم يجدها لأن الحرمان الذي واجهه في الواقع لم يستطع أن يقف به على حدود الواقع بل استدمجه بداخله فبعد أن حرمه الواقع حرم هو نفسه منها، حتى إذا بحث داخل نفسه لم يجدها يسير و هي أمامه لا يستطيع رؤيتها.
فالرغبة قد تتوارى بفعل الانا الاعلى أو يتم ضبتها بأنا الانسان، و قد يتبع الانا الاعلى الرغبة فيظهر الفعل المرضي أو يقهر الانا الاعلى الرغبة و يفشل الانا في التوفيق بينهما فيظهر المرض النفسي.
الاختباء و البحث في النفس
قد تختفي شخصية الانسان بفعل الواقع الذي فرض عليه يلعب دوراً قد يكون أبعد ما يكون عن شخصيته و لا عجب من ذلك فكلمة شخصية Personality مشتقة من كلمة يونانية قديمة و هي Persona أي القناع الذي كان يرتديه الممثل على المسرح ليلعب دوراً معيناً و لكن نستطيع أن نعي ذلك بعدة طرق منها
-اللغة
فاللغة بنية يظهر فيها مكنونات النفس فتركيبات جمل الفرد و استدلالته و تشبيهاته يتبدى فيها ما يخفيه، فلا مندوحة لنا أن نترك العلاقة بين الشعور و اللاشعور الذي يتبدى لنا في لغة المتحدث، فالبحث عن الشخصية التي قد يخفيها الفرد قد تكون اللغة سرداباً يصل بنا إلى أعماق الفرد لنجدها، و قد يسأل البعض لماذا ابحث عن ما يخفيه آخر؟ الاجابة ليس مطلوباً لك أن تبحث و لكن أن تعي حتى تستطيع التعامل بإيجابية أكثر في العلاقات الاجتماعية.
-الانفعال
عندما ينفعل إنسان يخرج ما يحاول أن يخفيه، لأن عملية الحكم على الواقع يلتقي فيها الجانب العقلي بالجانب الانفعالي في الشخصية، و إذا زاد إنفعال الشخص بدأ يخرج ما يخفيه يبحث عنه ليواجه به الواقع بعد ما فشل اناه في التحكم في انفعالاته.
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا يبتعد كثير من الناس عن رؤية الآخرين على شخصيتهم الحقيقة؟
هم فضلوا أن لا يروا شخصية الآخر المختبئة لديه لأنهم في خلال البحث عنها قد تصدمهم بصيرتهم بشخصيتهم الحقيقة ليس بشخصية الآخر فحسب لذلك لا نتعجب إذا رأينا شخص قد نصفه بأنه سطحي، نعم هو سطحي مع نفسه و الاخر لأنه لو تعمق لصُدم سواء في نفسه أو الآخر.
د. محمد السيد عبد الفتاح
نشر في 04 تموز 2017