Facebook Pixel
984 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

بعد الدراسات العلمية التي أجراها بعض علماء النفس وجدوا أن ظاهرة القلق المتزايدة في العصر الحديث بسبب عدم تكيف الدماغ البشري

تعاني من القلق والتفكير الزائد؟
ربما كان لحالتك هذه قصة أعمق وأقدم مما تتخيل.
يفسر بعض علماء النفس ظاهرة القلق المتزايدة في العصر الحديث بسبب عدم تكيف الدماغ البشري( الذي يبلغ عمره أكثر من 100 ألف عام) مع التطورات الحديثة ( خصوصا في القرون الخمسة الماضية).
لعشرات الآلاف من السنين، بقي الإنسان يعيش في بيئة ( فورية الاستجابة Immediate return enviroment ) .. كل التحديات والمخاطر التي كان يتعرض لها ويخوضها كانت من النوع الفوري، وحش يهدد بافتراسه، فريسة تحاول الهرب منه، صاعقة في الغابة، إعصار..إلخ.. وكانت كلها مخاطر تثير قلقه بالتأكيد، لكنها كانت فورية، أثرها ينتهي بزوالها المباشر..
عاش الدماغ البشري وتكيف مع هذا لآلاف السنين. بعض العلماء يقول أن الرقم يصل إلى 200 ألف سنة على هذا الوضع من التحدي المباشر والقلق المباشر ومن ثم زوال الإثنين معا.
مع تعقد الحياة الإنسانية، بدأت " المخاطر" تأخذ شكلا جديدا، أصبح المجتمع بالتدريج يشكل بيئة متأخرة الاستجاية Delayed reuturn enviroment ولكن الدماغ البشري " لأنه تعود على ظرف مختلف لفترة أطول بكثير" فأنه لا يزال يواجه هذه البيئة بعدة قديمة..
لم يعد الدماغ البشري يواجه خطر الفريسة المختبئة خلف الشجرة، لكنه أصبح يواجه نوعا مختلفا من المشاكل: هل سأتمكن من تسديد الأقساط؟ هل سأتمكن من إدخال ابني إلى الجامعة؟ هل سيكفيني تقاعدي؟ من سيعتني بي في كبري؟ من سيدفنني عندما أموت؟...إلخ المخاوف " الآجلة" - بعيدة المدى - التي ما كانت تخطر في ذهن الإنسان قبل بضعة آلاف من السنين ولم تكن تشكل أي جزء من قلقه الذي كان غالبا يتركز على مخاوف ومخاطر آنية مباشرة فحسب..
عدم التجانس mismatch بين الدماغ البشري وهذا النوع من المخاوف المتأخرة هو الذي يسبب هذا القلق المعاصر الذي يكاد يتخذ نمطا وبائيا في أحيان كثيرة.
كيف يمكن معالجة هذا؟ بل هل يمكن معالجته أصلا؟
يقترح البعض تقديم " ملهيات" آنية للدماغ لكي يفرغ قلقه بها، لكي يخفف هذا من تعامله مع المخاوف الآجلة ..مثل أن يحدد الإنسان لنفسه هدفا يوميا عليه أن يحققه ( قراءة عدد صفحات معين مثلا) وسيستهلك جزءا من قلقه علي تمكنه من تحقيقها، على نحو يلهيه ولو جزئيا من الإنغماس في القلق على المخاوف الآجلة التي لم يصمم دماغه للعمل على مواجهتها..
********
في المرة القادمة، عندما تجتاحك نوبة قلق..حاول أن تقنع دماغك بأن الأمر مجرد عدم تجانس بين وظائفه والبيئة...
سيرد عليك غالبا بالقول: والله؟!
د.أحمد خيري العمري
نشر في 03 أيّار 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع