Facebook Pixel
820 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

عندما يسأل بعض المنتقدين لنظرية التحليل النفسي و يقولون ماذا بقي من التحليل النفسي؟ سوف يصبح الرد عليهم بإجابة من أكثر الاجابات بداهة، ما هي؟

"ماذا بقيّ من التحليل النفسي؟"
عندما يسأل بعض المنتقدين لنظرية التحليل النفسي و يقولون ماذا بقي من التحليل النفسي؟ سوف يصبح الرد عليهم بإجابة من أكثر الاجابات بداهة بأن الباقي من التحليل النفسي هو طريقة التفكير التحليلية الدينامية و التي خرجت من نظرية التحليل بنماذج مختلفة إنبثق منها تكنيكات و طرق لممارسة كل أنموذج.
ان افكار فرويد مازالت ذائعة الصيت نظراً لقدرتنا على تكذيبها و دحضها و اختبارها بأساليب مختلفة، فإنه من المميز لكثير من آراء فرويد أنها لم تقصد أن تصبوا للكمال، لذا إستطاع الباحثون أن يستكملوا و يطوروا ما بدأ، على خلاف نظرية الجشطلت، و التي من فرط صدقها انتهت، لان الباحثين لم يستطيعوا تكذيب و دحض أبنيتها، كما أن فرويد تختلف قوة آراءه من كتاب إلى لآخر لدرجة أن له به بعض الاراء الاجتماعية في مستقبل وهم و طوطم و تابو بعيدة عن الطريقة العلمية التي كان يتبعها فرويد في كتاباته و تناقضت مع الواقع التاريخي و الاجتماعي ، إلا أن الحق يقال أنه توقع بإنهيار الاتحاد السوفيتي في كتاب مستقبل وهم، و تحضرني هنا مقولة "كلود برنارد" أنه ليس هناك نظرية صادقة و أخرى كاذبة بل نظية مثمرة و أخرى مجدبة.
و لكن المشكلة الني يواجهها التحليل النفسي ليست مشكلة تتعلق بالتحليل النفسي ذاته بقدر ما تتعلق بالمتخصصين فيه،فالعديد من المتخصصين في التحليل النفسي في الوطن العربي فرحوا بما يمتلكونه من معرفه و فهم، و صاروا نرجسيون بما يعلمون و بخاصة إذا إمتلكوا ناصية لغة لا يستطيع فهمها الكثير، و هم في ذلك يختلفون عن فرويد ذاته الذي حاول مجتهداً أن يصل إلى مختلفيه، بل و زاد إغترابهم عن الاخر المخالف عنهم بعد تبني العديد منهم المفاهيم اللاكانية و هذا ليس إنتقاصاً لمحلل نفسي أضاف أعماق جديدة للتحليل النفسي و سبر أغوار النفس الانسانية عن طريق اللغة و لكن أعني من بعض المهتمين بأطروحات لاكان، فأصبح كلمة الآخر عندهم حرف عطف و كلمة إفتتاحيه في أي موضوع بل لقد سألت أحد زملائنا في ذلك و قلت له عرف لي معنى الآخر، سرد لي قصه تدور حول الموضوع ولم يستطع تعريف الاخر ، فقلت له " الآخر هو ما ليس أنا" ، و لقد جال في خاطري سؤال لماذا المحلل النفسي الذي خضع لعملية التحليل يرفض فكرة أن الآخرين قد يسيطيعوا فهم ما يفهمه دون تحليل، و لماذا لم يُحلل فرويد؟ إن سيجموند فرويد عبقري بالفعل، لكن ما ينطبق عليه ينسحب إلى أي شخص آخر عبقري، و لقد سألت الدكتور أحمد فائق في عام 1998 لماذا تصرون على أن المحلل النفسي يجب أن يخضع للتحليل النفسي و أن فرويد ذاته لم يُحلل ؟ رد و قال لي بالفعل الآن بندرب محللين على التحليل لم يخضعوا لعملية التحليل كالسابق، و أن المحللين الذين خضعوا لعملة التحليل ليسوا أكثر شفافية من الآخرين، و لكن الفائدة التي كانوا يحصلون عليها من عملية التحليل بألا يرفضوا على المستوى اللاشعوي شيء يروه في المريض لأنهم يرفضوه في أنفسهم، بل لقد فاجأني بجملة لا تختلف عن راديكاليته الشخصية و قال لي "أعرف محللين نفسيين خضعوا لعملية التحليل و بالرغم من ذلك هم مجانين"، و قد نشر أحمد فائق مقالة في المجلة الدولية للتحليل النفسي في أحد أعدادها عام 2000 تحت عنوان "تدريب المحللين" بأن المتخصص في التحليل النفسي يستطيع ممارسة التحليل النفسي بعد دراسة الاطار النظري للتحليل النفسي سواء على يد أحد المختصين أو بمفرده على أن يتدرب بعدها على تحليل ثلاث حلات على يد محلل نفسي و من ثم يصبح مسوغ لممارسة التحليل النفسي،و أضاف أن المشكلة التي سوف تواجه هذا النوع من المحللين هم زملائهم في المجال الذين خضعوا لعملية التحليل فهم أي الذين خضعوا لعملية التحليل سوف يرون أنفسهم أكثر منهم كفاءة و فهماً لممارسة التحليل النفسي".
د.محمد السيد عبد الفتاح
سيمنار علم النفس
نشر في 01 كانون الثاني 2016
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع