768 مشاهدة
0
0
إن الله هو الحق المبين، وإن ارتفاع مكانة بشر أو ملك هو بقدر استغراقه فى العبودية وتلاشيه أمام جلال الألوهية الباهر القاهر من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [626] : حدث فى الجزائر
أعرف أن الله هو الحق المبين، وأن من فى السماوات والأرض عبيده المفتقرون إليه وهو الغنى عنهم، وأن محمدا أمير الأنبياء عبده، وأن جبريل أمين الوحى عبده، وأن ارتفاع مكانة بشر أو ملك هو بقدر استغراقه فى العبودية وتلاشيه أمام جلال الألوهية الباهر القاهر.
عرفت ذلك من تدبر الكتاب الكريم، ومن دراسة الرسول العابد القائد.. لم تسقنى إلى هذا المعتقد عصا، ولم تدفعنى إلى نشره غاية دنيا..
لكن ناسا فقدوا القدرة على الفهم والتفهيم ظنوا أنهم يخدمون الإسلام بوسائل أخرى فوقعت فى الجزائر أحداث مستغربة !! هدمت مساجد لأن بها قبورا وقبابا، ونبشت مقابر الشهداء وسحقت العظام والجماجم أو حرقت لأنها ذريعة إلى الشرك!!
استغربت ما وقع، وقلت: ما بهذا يخدم التوحيد أو تصان العقيدة، أغلب الظن أن أصابع أجنبية من وراء هذه الفتنة.
إن المراد تمزيق شمل الجميع حتى إذا هجم اليهود لإقامة إسرائيل الكبرى لم يقف زحفهم صف مرصوص!
وتذكرت أمرا مشابها وقع فى مصر، لا بأس من ذكره.. وقبل إثباته هنا أروى ما وقع لعمر بن الخطاب عندما كان يتسلم بيت المقدس، فقد حان وقت الظهر وهو فى الكنيسة يتسلم ثالث الحرمين، وعرض الأسقف على الخليفة أن يصلى فى مكانه!
لكن عمر أبى، وخرج وصلى فى مكان آخر، وشرح موقفه للأسقف الطيب قائلا: لو صليت هنا لجاء المسلمون من بعدى واستولوا على المكان قائلين: هنا صلى عمر!!
وعمر حريص على بقاء الكنيسة لأصحابها يؤدون فيها مشاعرهم كما يحبون، لا يشركهم أحد فيها!!
إن عمر الراشد يرفض اغتصاب أماكن العبادة للآخرين، ويحرص على استبقائها لجماهير المؤمنين بها، لا يذادون عنها ولا يراعون بها !!
وقد قلت: إن الإسلام أول من اخترع حرية التدين، ونادى بها وأقام الحياة المحلية والدولية عليها..
ومن هنا عجبت لما سمعت بأن محاولة وقعت لإحراق كنيسة وجزمت بأن أصابع أجنبية تعمل فى الخفاء لاقتراف هذه الآثام..
إن الغوغاء لاعقل لهم، وربما سمعوا كلمات مريبة من أشخاص يتحركون فى الظلام، فيرتكبون ما لا يقره ديننا العظيم ويسيئون إلى تعاليمه الواعية الهادية..
وعندى أن المأساة كان من السهل اجتنابها لو ترك المجال للتيار الدينى الراشد كى ينير الأفئدة وينظم الصفوف.. وذاك ما لم يقع!
بل الذى وقع أن بعض العلمانيين الكذبة تركوا يتكلمون ليزيدوا الطين بلة، ويزيدوا الأمور فوضى. ولن ينتفع بهذه البلبلة إلا العدو المتربص من وراء الحدود ينتهز الفرصة ليثب، ويقضى على كل شىء، ويدمر الحاضر والمستقبل جميعا.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج5
نشر في 08 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع