الكاتبة تقول أنها تكون حريصة جدا أثناء تحدثها عن العواقب، لأنها عادة حينما تستمع لتجارب الأهالي في تطبيقها تجد أنهم يقوموا بإستعمالها كنوع من أنواع العقاب ولكن بإطلاق اسم عواقب عليه
(العواقب الطبيعية):
الكاتبة تقول أنها تكون حريصة جدا أثناء تحدثها عن العواقب، لأنها عادة حينما تستمع لتجارب الأهالي في تطبيقها تجد أنهم يقوموا بإستعمالها كنوع من أنواع العقاب ولكن بإطلاق اسم عواقب عليه.
وهذا ينتج انتكاسة للأهل تجعلهم يعودوا مرة أخري للعقاب والتي تحدثنا عن نائجه من قبل (الطفل يقرر أنه شحص سيئ/ أو أنه ينفذ المطلوب بدافع الخوف فقط وليس عن قناعة/ أن يفقد الثقة بنفسه/ أو يقوم بالأنصات والألتزام أمام الاخرين ولكن بداخله ينوي الأنتقام/ أو يشعر بالظلم ويقوم بالتركيز على هذا الشعور فقط دون التركيز على السبب الذي عوقب عليه/ وغير ذلك الكثير).
أحياناً يعتقد الأهل أن الأطفال لم ينصتوا لهم لأن العقاب لم يكن قاسي بشكل كافي، فيزيدوا من الأمر ويزيد الطفل من الانتقام، وتظل دائرة الانتقام مستمرة حتى يصبح الأطفال في سن المراهقة، ووقتها يجنوا الأهل ثمار وآثار العقاب مضاعفة.
بالتأكيد العقاب يعطي نتيجة فورية، لكن أثره على المدى البعيد سيئة جداً، دائما يفكر الأهل أن يكسبوا معركة الأوامر مع أطفالهم، بينما ينسون أنهم يجعلون أطفالهم هم الخاسرون.
ولأن الأهل عادة يخلطوا بين العقاب والعواقب الطبيعية، فالكاتبة تنصح بالتقليل من استخدام هذه الاداة جداً قدر المستطع (اذا تحدثنا عن عشر أدوات في هذا الكتاب، اذاً نعتبر هذه الاداة رقم تسعة مثلاً)، لكن سنتحدث عن هذه الأداة لأنها تعلم الأطفال مهارات حياتية بشكل رائع عندما لا يتدخل الأهل (ونادراً ما يحدث ذلك)
ولكي نقوم بتطبيق هذه الاداة بشكل صحيح يجب أن نعرف ماذا تعني "العواقب الطبيعية":
(هو ما يحدث بشكل طبيعي بلا تدخل من الأشخاص أو المربين)
مثال: (عندما تقف تحت المطر تبتل).
(عندما لا تأكل تجوع).
مطلوب من الأهل عند استعمال هذه الاداة التوقف محاضرة "لقد أخبرتك أن هذا سيحدث"/ "هذا ما حذرتك منه"، لأنهم سيختبروا التجربة بشكل عملي فلا داعي للكلام واللوم والتقريع، لأن الطفل حينها سيركز على الدفاع عن نفسه بدلاً من التركيز على التعلم من التجربة ذاتها.
فقط بدلاً من اللوم نظهر التعاطف مع الطفل في تجربته التي يمر بها، أخبره أنك تشعر بأنه من الصعب انك (جائع/ احرزت درجات منخفضة/ ضياع دميتك...) ثم أضف لهذا (أنا أحبك ومؤمن بقدرتك على التعامل مع هذه المشكلة).
ولا تتدخل وتقوم بحل المشكلة بدلاً من الطفل من باب الحماية زائدة كعادة الأهل، إذا أردنا فعلاً أن يتعلم أطفالنا من أخطائهم، دورنا فقط الدعم والسند والتشجيع بلا تدخل لحل مشاكلهم نيابة عنهم.
مثال: طفل ينسى وجباته المدرسية كل يوم، ومن ثم تترك الأم كل مشاغلها وتسرع الى المدرسة لكي تعطيه الوجبة.
بعدما تعلمنا طريقة العواقب الطبيعية تعلمنا أنه من المفترض أن تترك الأم الطفل يعرف أهمية تذكره للوجبات عن طريق شعوره بعاقبة نسيانها.
1-تجلس مع الطفل وتشرح له أنها يستطيع أن يذكر نفسه أن يأخذ وجباته.
2-تخبره أنها لن تستطيع أن تحضر له الطعام إذا ما تركه، وهي واثقة من قدرته على مساعدة نفسه وحل مشكلته.
(وهذا احترام للطفل أنك لا تقوم بشكل مفاجئ بتغير سلوكك وتعاملك المعتاد معاه حتى يكون الطفل مستعد فعلاً من العواقب الطبيعية)
3-تتصل الأم بالمدرسة وطلبت منها فعل نفس الشئ (ألا تقوم بحل هذه المشكلة للطفل ولا تقوم بشراء طعام بديل للوجبة)
4-أراد الطفل اختبار خطة الأم فلم يقوم بأخذ الطعام، وحينما اتى وقت الطعام طلب من المدرسة أن تشتري له طعام بديل، فعتذرت منه أخبرته أنه تم الاتفاق على أنه يحل مشكلة الطعام بنفسه، وطلب يتصل بأمه وأتصل بها وطلب منها أن تحضر له الطعام فرفضت بحب وحزم في نفس الوقت، واخبرته أنها تعلم أنه مؤلم الشعور بالجوع لكن تم الاتفاق انك ستكون مسؤول عن حل هذا الموضوع.
وبالفعل من هذا الوقت وهو نادراً ما ينسى طعامه، لأنه جرب عواقب النسيان بلا تدخل من الأم وبلا محاضرات طويلة، بالطبع كان من الصعب على الأم أن تترك طفلها جائع، لكنها أدركت أن الجوع لفترة بسيطة لن يكون أكثر ضرراً من أن يكبر الطفل وهو غير منظم وغير مسؤول او أنه يتعود في أي مشكلة أن يستغيث ويشكي حاله ويبحث عن أحد يأخذ دور حل المشكلة بدلاً منه.
أرجوا أن يكون المثال أوضح الفكرة، والمرة القادمة بإذن الله نتحدث عن طريقة أخرى لاستخدام العواقب الطبيعية (بأن المربي يقرر ماذا سيفعل هو لا مايحمل الطفل عى فعله)