Facebook Pixel
نصيحة خالصة
631 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

رأيته مشمرا عن ساعد الجد، متجها إلى المسجد ليلقى درسا ضد مذهب الأشاعرة! فقلت له: على رسلك، هناك ما هو أهم وأجدى تستطيع أن تقوم به وتنال من الله أجرا كبيرا عليه!

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 409 ] : نصيحة خالصة

رأيته مشمرا عن ساعد الجد، متجها إلى المسجد ليلقى درسا ضد مذهب الأشاعرة! فقلت له: على رسلك، هناك ما هو أهم وأجدى تستطيع أن تقوم به وتنال من الله أجرا كبيرا عليه!

قال: ماذا تعنى؟ لا شىء أهم مما عزمت عليه!

قلت: يا أخى هناك الآيات المحكمات اللاتي هن أم الكتاب، إنها بحاجة إلى الفهم الحسن، والخدمة الجيدة والحماية الواسعة والقوى المتساندة لأن إهمالها ظاهر والهجوم عليها متتابع!

قال: محاربة البدع أهم!

قلت له: إن بدعا كثيرة سوف تختفى من الحياة عندما نتعاون على إقامة السنة وتوسيع دائرتها وتبصير الناس بها! والنصوص المحكمة التى هى أساس الدين وقوام حياته مهددة تحتاج إلى الناصر الصادق، فدعك الآن مما تتفاوت فيه الأنظار ويشتجر فيه الخلاف، ولنتعاون على بناء ما تصدع من الأركان! وأطمئنك إلى أننى لا أتعصب لأشعرى أو ماتريدى، إننى زاهد فى إحياء أفكار ماتت، وراغب فى التجميع على الكتاب والسنة وحسب!

لكن الرجل لم يفهمنى، ولم يرد أن يفهمنى، وذهب إلى المسجد فأشعل معركة لم تنطفىء نارها بعد، وما أظن أنها تنطفىء عن قريب!

إذا كانت المساحة العقلية مائة ذراع عند امرىء ما فما معنى أن تستغرق الخلافيات تسعين ذراعا منها؟ ماذا يبقى لأركان الدين وعزائم الإيمان وميادين الإصلاح بعد ذلك؟ لكن بعض الناس مساعر فتنة لأن رغبتهم فى الهدم أسبق من رغبتهم فى البناء وولعهم بالجدل أهم من العمل الصامت، وما أحسبهم يرون وجه الله وسط هذه الغيوم!!.

إن أولى الألباب فى عصرنا هذا يشعرون بأن الأمة الإسلامية متخلفة عن غيرها فى أمرين خطيرين: أولهما فى شئون الدنيا التى خطت فيها الحضارة الحديثة أشواطا فسيحة، وما نزال نحن نحبو على أوائل الطريق.

والثانى فى معانى الخير والمعروف والعدالة التى تأسست لها جماعات قوية تعمل تحت عناوين إنسانية عامة وتشد إليها الأنظار بما تقدم من عون مزعوم للمحتاجين وأنصاف للمظلومين على حين خلت هذه الساحات منا، ولم يرتفع لنا علم بها!!.

لماذا لم يتجه أهل الحماس الدينى إلى هذه المجالات كى يدعموا رسالتهم وينصروا ربهم؟!

إن المسلمين جمهرة العالم الثالث، وعلى أم رؤوسهم يقع غبن كبير، وقلما يرى لهم أثر فى الاقتصاد العالمى، أو مستقبل البشرية على هذا الكوكب المنحوس

فإلى متى يبقى العقل الدينى مشغولا بخلافاته التاريخية، مشلولا عن عمل شىء ليومه الحاضر؟!.

----------( نهاية الجزء الثالث ، يليه الجزء الرابع ، يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج3
كلمة حرة
نشر في 22 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع