Facebook Pixel
القيمة الذاتية للإنسان الخامل
1345 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

هل نحن شهداء على الناس؟ هل بلغنا الغافلين وعلمنا الجاهلين؟ من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 407 ] : القيمة الذاتية للإنسان الخامل

من خمسين سنة وأنا أرقب العلاقة بين العمل والعمال، وبين العمال والملاك، وبين أولئك جميعا ورجال الحكم وتنقلت بين أقطار مستقلة ومحتلة، فوجدت هذه العلاقة تتردد بين الفعل ورد الفعل، وقلما يضبطها فقه إسلامى راشد أو خلق إنسانى نبيل.

شاهدت الفلاح عندنا- من نصف قرن- يمضى عقد الإيجار فيوقع على بياض تاركا للمالك أن يضع من الشروط ما يشاء، وغالبا ما كان يزرع القمح ويأكل الطين، أو يزرع القطن ويحيا شبه عريان!.

والغريب أنه كان غزير الإنتاج يملأ الوادى سمنا وعسلا.. ثم حدثت ثورة قلبت هذه الأوضاع، فإذا الفلاح يملك الأرض فلا يجيد استغلالها، وإذا هو يشارك فى المجالس التشريعية العليا، وله ولسائر العمال أكثر من نصف الأصوات!

وما حدث فى مصر يشبه ما حدث فى الجزائر حذوك النعل بالنعل! فإن الفلاح هناك كان تحت هيمنة المستعمر الفرنسى يجعل البلاد تصدر القمح إلى أوروبا، فلما استقلت الجزائر أصبحت تستورد القمح من الخارج!

لا ريب أن هذه نتائج تستدعى التفكير العميق، وعندى أن القفز من الفعل إلى رد الفعل يرجع إلى جهالة الثوار وجراءتهم على الإصلاح بنقل نماذج شيوعية أو شبه شيوعية إلى أرض ترفضها كما يرفض البدن الأعضاء البديلة.

إن المزارع الجماعية فشلت فى روسيا فكيف تنجح فى الجزائر؟ والعمال الذين يصلحهم الإنصاف المعقول كيف يتحولون إلى مشرعين يزاحمون أهل الذكر وأصحاب الاختصاص ولهم نسبة ترجح كفتهم فى كل نزاع؟

إن ردود الأفعال الجامحة قد تكون أبعد عن الصواب من الأخطاء القديمة!

ومن ثم أمر مهم، إن الله يمنع بركته ممن يعرفون الحق ويجحدونه، وإذا كان الشيوعيون الحمر فى روسيا والصين لا بصر لهم بالإسلام فهم يخبطون فى مسالكهم الاجتماعية خبط عشواء فما عذر الثائرين المسلمين إذا كنا قد أريناهم من الإسلام ما يكفى ويشفى فهجروه عامدين؟

من أجل ذلك لم أعجب عندما افتقرت جماهير العرب إلى القمح واللبن وصنوف الضرورات الأخرى فمدوا أيديهم إلى أمريكا وأوروبا مقترضين أو مستجدين..!

وكثير ما ساءلت نفسى: هل نحن شهداء على الناس؟ كان أسلافنا كذلك يوم قال الله فيهم : (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)

أما الآن فبم نشهد على الناس؟ هل بلغنا الغافلين وعلمنا الجاهلين؟ إننا يوم نزعم للأوروبيين والأمريكيين أننا شهداء عليهم فسيقولون لنا: اخسؤوا فأيديكم السفلى وأيدينا العليا، إننا نطعمكم من جوع، وإنكم تتعلمون منا ما يرفع مستواكم البشرى!

وهذا الجواب هو أحق ما يؤوب به من نام عن مواريثه الرفيعة وعاش على ظهر الأرض يحسب فى ميزان العمل عشر إنسان أو تسع إنسان ولا يملك إلا الإدعاء والمكابرة..

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج3
كلمة حرة
نشر في 22 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع