759 مشاهدة
0
0
اللهم لا تجعل لفاجر نعمة علي فيميل إليه قلبى، إن المال الإسلامى يجب أن يكون أسبق إلى فقراء المسلمين
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [480] : أموال الأغنياء
أغلب علمائنا يرون أن الغنى الشاكر أفضل عند الله من الفقير الصابر لأحاديث صحاح أفادت ذلك! ولكن المحققين يرون أن تعميم الحكم فى ذلك خطأ، وأنه عند التأمل لا يوجد غنى خال من المتاعب التى تستوجب الصبر كما لا يوجد فقير مجرد من النعماء التى توجب الشكر، وللنيات التى يعرفها الله وحده دخل فى مصاير الفريقين ودرجاتهما. وقد روى أثر أن عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا لكثرة أمواله، وهو أثر شاذ لا يجرح واحدا من العشرة المبشرين بالجنة..!
فى كل دين نُساك يعيشون عيشة خشنة وفى كل دين موسرون يبذلون أموالهم بذل السماح، ويجاهدون بها فى سبيل الله، وكلا الفريقين يؤدى واجبه فى نطاق الآية الكريمة (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) أن تقوم دولة على الفقر العام، ولا أن يحيا مجتمع بأسره على الاستدانة، وكما يستعين الفرد بالمال على صون مروءته وتربية أولاده تستعين الدول بالمال على أداء رسالتها، وإعلاء رايتها، وبناء الجيوش والمصانع، ورد الطامعين والمعتدين...
أكان السابقون الأولون يستطيعون ردع الرومان فى تبوك إلا بأموال الأغنياء؟ لقد جاهدوا فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، وكان سواد الجيش بعد ذلك من أهل الفداء وإن قل مالهم..!
والأمة الإسلامية اليوم تنتشر على مساحات فيحاء فى آسيا وإفريقية، ويوجد فيها الموسر والمعسر! وليس فى دين الله ولا دنيا الناس أن تكون بين الفريقين جفوة فأين إذن أخوة الإسلام؟ وأين إذن مشاعر الجسد الواحد؟ الذى إن تألم بعضه تألم كله.؟
فى القرن الإفريقى عامة وفى الحبشة خاصة تتابع الأزمات على السكان، وينتشر الجفاف والضنك. وتوجد الآن ثمان وأربعون هيئة للإغاثة تعمل فى الحقيقة للتبشير وتقيم الملاجىء للفقراء واليتامى والأرامل، وما يجرؤ أحد على إنكار وجودهم ولا اعتراض صنيعهم! فهو جهد إنسانى مقدور مهما كانت بواعثه والسؤال الذى يرد بحق: أين أغنياء المسلمين؟ وأين ما قدموا لاستنقاذ إخوانهم من هذه الأزمات السود؟
إن المال سلاح خطير، وقد ملكه الشيوعيون فى بعض الميادين فحولوا به المؤمنين إلى ملاحدة ! ثم رسموا سياسة ماكرة لجعل المحتاجين إليهم يساندون مبادئهم! ومسلمو روسيا ـ وهم ثلث السكان ـ لا يقدرون على الفكاك من مخالب الدب الكبير لأن حركة المال والإنتاج ليست بأيديهم!
بين يدى تقرير عن أحوال مسلمى الحبشة، وهم 65% من السكان ـ مع استبعاد إرتريا ـ رأيت فيه كيف أكل الفقر جمهورنا البائس وخفض رأسه أيام الإمبراطور المتعصب "هيلا سلاسى" الذى أصر على نظام إقطاعى كالح كان المسلمون فيه يزرعون القمح ويأكلون الطين.. ثم هلك الإمبراطور الحقود، وحل بعده نظام شيوعى كان أحنى على الكثرة المسحوقة من حكم الكهنة، ولكنه نظام يستبعد الأديان كلها!
ومسلمو شرق أفريقية على الإجمال يفترسهم الفقر، وتسترقهم الإعانات الأجنبية، والمطلوب من أغنياء المسلمين فى كل مكان أن يسارعوا إلى نجدة إخوانهم واستبقاء إيمانهم...
إن أصحاب الثروات الكبيرة الذين يبحثون عن اللذة ويطيرون إليها حيث كانت يقترفون جرائم هائلة، وسوف يعاقبون مرتين: أولاهما على سفه الإنفاق، والأخرى على إضاعة إخوانهم الفقراء، وتركهم يواجهون فتنا كقطع الليل المظلم لا يستطيعون منها النجاة، ولنتدبر هذه الدعوة التى يرسلها مسلم بائس: اللهم لا تجعل لفاجر نعمة على فيميل إليه قلبى..!!
إن المال الإسلامى يجب أن يكون أسبق إلى فقراء المسلمين..!!
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
نشر في 01 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع