Facebook Pixel
إسراف طائش!
572 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن المال سلاح خطير، والذين يبعثرونه فيما يجدى ومالا يجدى يهددون مستقبلنا، ويؤسفنى القول بأن اليهود والنصارى أحرص على المال وأدق فى إنفاقه منا، وإن الشهوات الجامحة لا تقود إلى خير أبدا

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [479] : إسراف طائش

فى إحصاء محزن قرأت أن الجماهير العربية أنفقت 64 ألف مليون دولار على الخمور والمخدرات فى العام الماضى، وأنا أعلم أن ثمن المعاصى فادح ، لكنى ما تصورت أن يبلغ هذا الحد!

إن هذا المبلغ الضخم يحرر دولا استرقتها الديون وأذلت جانبها، وينفق على يتامى العالم الإسلامى أجمع وينقذهم من غوائل التنصير، بل إنه يسد ثغورا مادية وأدبية فى كياننا نحار كيف نحمى المسلمين من بلائها..!

والخمور والمخدرات محظورة شرعا ومع ذلك يتهافت عليها الآثمون والضائعون، ويعرضون حاضرهم ومستقبلهم للبوار.

ويمكن أن تضم التدخين إلى الخمور والمخدرات فتتضاعف مغارمنا فى ميادين العبث، ونحقق أرباحا هائلة لشركات التبغ العملاقة على حساب ما يصيب عافيتنا من انحطاط...

وقد كثر المال فى أيدى المسلمين أخيرا بيد أن أساليبهم فى الإنفاق ـ حتى فى وجوه الحلال ـ تحتاج إلى مراجعة!

نظرت إلى جمهور العمال الذاهب إلى الخليج يلتمس الغنى، فوجدت فى تصرفه ما يرضى وما يسخط، لا بأس على من استفاد مالا أن يبنى لنفسه بيتا إن لم يكن له بيت أو كان له بيت من اللبن الهش، ولا بأس أن يقتنى من الأثاث ما تحتاج إليه أسرته!

أما الإسراف الطائش فهو لون من السفه والعصيان، إننا نحن العرب دعمنا المصانع التى تنتج الكماليات، وأعطيناها قوة مضاعفة. لأن شهوة الاقتناء عندنا لا يرد تطلعها شىء..

ودخل لون من التكاثر المزعج إلى مطالب البيوت فأمسى العامل لا يستريح إلا إذا كان عنده آخر ما أنتجت مصانع الغرب من أدوات الترف!!

كان التنافس قديما فى الكرم والتقوى وصار الآن يجرى فى ميادين أخرى. ولست هنا أتتبع ما يجوز وما لا يجوز، وتكفى القاعدة الدينية التى وضعها القرآن لعباد الرحمان (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما).

والقاعدة التى وضعتها السنة المطهرة "كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة.

إنه من المحزن أن يتحول السرف إلى عادة لازمة عند الفقراء، فكيف بالأغنياء؟ وأن تكون الخيلاء أو طلب إعجاب الآخرين خلقا عاما فى السلوك العام، ولا ريب أن تكاليف هذه المعيشة ثقيلة، وقد رأيت أنها قبضت الأيدى عن الإنفاق فى وجوه الخير، وقعدت بالسواد الأعظم عن تلبية مطالب الإسلام!.

إن الإسلام رسالة تضبط كل شراء، والمسلمون فى هذا العصر يواجهون أعداء لا يرضيهم إلا اغتيال الدين وطمس آثاره، والمال سلاح خطير، والذين يبعثرونه فيما يجدى ومالا يجدى يهددون مستقبلنا.. ويؤسفنى القول بأن اليهود والنصارى أحرص على المال وأدق فى إنفاقه منا.

إن الشهوات الجامحة لا تقود إلى خير أبدا.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 30 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع