Facebook Pixel
دعوة إلى روح جديدة
967 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن القوى المعادية للإسلام دائبة على إلحاق الأذى به ما استطاعت، يمدها حقد مشبوب ، وبصر يبحث عن العيوب، وقدرة على استغلال الأخطاء لتحويلها إلى مقاتل وعطوب

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [467] : دعوة إلى روح جديدة

القوى المعادية للإسلام دائبة على إلحاق الأذى به ما استطاعت، يمدها حقد مشبوب ، وبصر يبحث عن العيوب ، وقدرة على استغلال الأخطاء لتحويلها إلى مقاتل وعطوب..

إن العالم يعرف أن إسرائيل تملك من أسلحة الدمار الشامل مالا تملك العراق ولا باكستان، ومع ذلك لم ينبس بحرف واحد ضد اليهود، ولا جرؤ أن يوجه إليهم تهمة.. لكنه مع جبنه أو رضاه يضرب العلماء المسلمين بقوة، ويهجم على شعوبهم بجبروت، ويعالن برفضه أن تكون لدى المسلمين أسلحة نووية!!

هذا الجور فى الحكم، وهذا الكيل بكيلين ينم عما وراءه من نيات السوء وما يبيته على مر الأيام من شر لأمتنا وديننا..

وفى الوقت الذى يتم فيه هذا دوليا يعلن " شارون " بطل مذبحة صبرة وشاتيلا، أنه سيقود الجبهة الحاكمة فى إسرائيل، ويوعز إلى بعض "المتطرفين " من أتباعه أن يسكنوا البيوت العربية فى القدس، تحت شعار أن الإسرائيلى يسكن أين يشاء فى الأرض المقدسة فهى ميراثه العتيد..!!

لقد أسكرتهم الانتصارات الرخيصة التى أحرزوها، وحسب قواد العصابات القدماء أنهم قادرون كل يوم على إحراز نصر جديد، ومن ثم يتكلمون بتبجح مثير! ويتحدثون عن الحرب دون اكتراث! ويريدون أن يملوا على العرب شروط المنتصر، وأن يذيقوهم ذل المغلوب..!! وما كان العرب ليواجهوا هذا الموقف لولا الأخطاء الكبرى لساستهم وزعمائهم!

لو أن الجيش المصرى لم يبدد قواه فى اليمن ما لحقت به هزيمة يونيو سنة 1967، إنه فى ست ساعات خسرنا القدس والضفة والقطاع والجولان وسيناء، ولو أن الجيش العراقى لم يبدد قواه فى غزو الكويت لأدار الحرب على كبد إسرائيل، واسترد منها كل ما غصبت ورمى بها فى البحر..

وهكذا وهبنا لليهود نصرا ما كانوا ليحرزوه أبدا، وأطلقنا أفواههم بالدعاوى، وصدق من قال:

إن الزرازير لما قام قائمها .. توهمت أنها صارت شواهينا!

إن اليهود أذل وأقل من أن ينتصروا فى معركة، إن أخطاءنا وحدنا هى التى صنعت لهم النصر، وأغرتهم بالنباح العالى.

والعرب الآن يُنادون إلى مؤتمر سلام، حسنا، نحن طلاب سلام، ولكن اليهود من اللحظة الأولى يريدونه مؤتمر استسلام، وتسمعهم يقولون: إن لنا حق اختيار الوفد الفلسطينى الذى نتحدث معه! لا نقبل أن يذهب من القدس المحتلة أحد ليفاوضنا، فالقدس صارت ملكنا.. لا تنازل عن الأرض التى كسبناها..

اللاءات على أفواههم كثيرة. ونحن المسئولون أولا وآخرا..

إننا نستطيع أن نحل مشكلتنا بأيدينا لو أردنا، لماذا يقصى الإسلام عن المعركة وتبقى اليهودية؟ لماذا يكون انتماؤهم الدينى مباحا وانتماؤنا الإسلامى حراما؟ إننا بالقوى القليلة التى لدينا نستطيع بتأييد الله لنا أن نسترد ما فقدنا ونعود ظافرين..

وقد تقول: سلاحنا أقل..! وأقول: كان أكثر فهزمته الفرعونية الحاكمة ونسيان الله؟ قبل أن يهزمنا أحد، إن اليهود لم يهزمونا فى المعارك السابقة إننا نحن الذين انتحرنا!!!

إن العرب بحاجة إلى روح جديدة، اسمها الإيمان بالله، والاعتزاز بالتراث والثقة بضمان الله لمن يأوي إليه.. وهم إذا تغيروا غير الله ما بهم (إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون).

أوصى الرجال الذاهبين إلى مؤتمر السلام أن يعتمدوا على الله، وألا تضطرب ثقتهم فيه، وأن يحادثوا اليهود من منطلق قوة لا من منطلق ضعف، فإن الغد لنا إن لم يكن اليوم لنا. ولتزأر العصابات الغالبة المغترة، فلن يطول بها غرور، ولن يمتد لها فجور وإن غدا لناظره قريب..

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 30 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع