Facebook Pixel
أنا صديقة لأمي
1539 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

منذ أن فتحت عيناي على هذه الدُنيا وجدتُ لي أماً صديقة و الى يومنا هذا، أذكر أشهر عباراتها لي خصوصاً حين بدأت أدخل سن المراهقة ، اعتبريني صديقتك

(( صديقة أمي ))
انها أنا
منذ ان فتحت عيناي على هذه الدُنيا
وجدتُ لي أماً...صديقة
و الى يومنا هذا ...أذكر أشهر عباراتها لي خصوصاً
حين بدأت أدخل سن المراهقة ...(( اعتبريني صديقتك ))
كُنت أقول لها دائما :
(( الصديقات يخبروا أسرارهم لبعضهم
و أنت تريدين مني أن أخبرك بأسراري ...و انت لا تخبريني بأي سر عن نفسك ))
حتى بدأت باخباري بما لايجب أن أقوله لأحد
والحقيقة....
أنني الى يومنا هذا...
لا أدري ان كان ما تسمح لي بمعرفته ...
كله حقيقي أم أنه كان مجرد استدراج
المهم ...
أن هذه العلاقة...
جعلتني طفلة كبيرة...و مراهقة راشدة...و راشدة مستقرة ..و الحمد لله
كانت أمي صديقتي و تحاول التودد لصديقاتي
لا أذكر أنني...أخفيت عنها يوماً ...سراً
حتى كل ما يخُص مشاعر الفتاة المختلطة في مرحلة المراهقة
كانت مُطلعة على كل شيء
بصراحة...
كُنت محصنة & محمية....بفضل مساحة الحرية المفتوحة
والتي تحُدُها على وُسعها....
ذراعيها
و أذنيها
و عينيها
فهي الحُضن الذي منحني كامل حريتي في التحليق
ليراقبني بعينيه من مسافة آمنه
و تسمع همس أفكاري و نبضات قلبي ...
من خلال أدق أدق تصرفاتي .
كانت المراقب الذي يجيد التنقيب و التفتيش و المتابعة
كانت أكثر ذكاءً و دهاءً من المُحقق كونان هههههه
كانت المراقب الذي حين يكتشف أمراً....
يجعلك تبتسم ....بدلاً من أن تخاف أو ترتبك .
كبرت وهي حاضرة في جميع تفاصيل حياتي .
و لطالما كانت ...
الناقد الأمين المُحب الى في أدق التفاصيل في حياتي
فهي مرآتي الصادقة التي تريدني فيها أجمل الكائنات على الاطلاق .
و هي بمثابة أحد عروقي :
المارة بقلبي ....المغذية لأفكاري
أمي هي صديقتي...الأقرب
التي مجرد أن أفكر بها..
و أتذكر ابتسامتها....و مواقفنا الطريفة معاً
ان كُنت مضطربة و مرهقة...
أطمئن و تختفي مني آثار التعب .
كبرت...
لأكتشف اختلاف في شخصيتي عن شخصيتها
فهي : الشخص الذي يعبُر لمشاعرة من خلال أفكاره .
أما أنا : فأعبر لأفكاري من خلال مشاعري .
يعني مثلاً...
حين كُنت أخبرها عن أمر مُعين أو حتى شخصية معينه أحبها
كانت تسألني : لماذا ؟
وكانت اجابتي: لا أعلم
لأن المحبة بالنسبة لها لابد أن يكون لها أسبابها
و رُبما...تنشئتها لي بــ : لماذا ؟!
دفعت بي ....باتجاه.....البحث عن الأسباب دائماً .
فأنا أشعر أولاً بالأمور.....ثم...أبحث عن تفسيرات لما أشعر به .
أما هي فالعكس تماماُ
يكون لديها أسباب معينة....ينتج...تبعا لها مشاعر يكون لها مبرراتها المنطقية .
أنا مشاعري هي الأسبق
هي قناعاتها هي الأسبق
بفضلها....
تعلمتُ كيف أدافع عن الأمور التي أحبها...بايجاد مبررات منطقية لها .
و في ذات الوقت بفضل تنشئتها رسخت في ذهني قيماً و أفكاراً أنطلق منها كثوابت
فهذبت كل شعور بداخلي و حصنته من ألا يكون لائقاً .
بوجودها...
لدي في العُمق رفيقة روح
على مستوى الفهم و الشعور
لا أجد موازاةً له في أحد
و برفقتها...
أجد نفسي التي لا أخجل من كشف مكنوناتها أمامها
نفسي التي تتحاور معي و تغوص في أمور وقضايا لا يستوعبها سوانا .
صديقاتي في هذه الصفحة...
أخبرتكم بهذا كُله...لسببين :
الأول...أن مجرد الحديث عن أمي ...ينشرح له صدري...و أنا بحاجته .
والثاني....لأرجوكم أن تكونوا صديقات متواجدات لبناتكُن .
حين كُنت طفلة & مراهقة....
لم يكُن هناك مواقع تواصل اجتماعي
ولم تكُن أمي امرأة عاملة
فكان لديها الوقت... لتحدثني...لتحاورني...لتُراقبني...و لتلعب معي .
أما و زماننا قد قلت فيه البركة
و زادت فيه الملهيات....فالأمر قد بات أكثر تعقيداً .
فلا تحرموهنّ من جمالية التواصل و الصحبة الآمنة
التي سيكون مردودها ايجابي لكليكما .
رمش
رمش
نشر في 03 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع