895 مشاهدة
0
0
تساؤلات عن رفض الأهل اللاشعوري للطفل وحيويته وطاقته وجاهزيته وكيف نميز إذا كانت العصبية والتوتر عند الأهل بسبب شوائب الماضي أو الضغوط الحالية؟
شوائب الماضي… حاضر أطفالنا… التغيير والعلاج…لقد تحدثت عن الطفل المولود وكيف يأتي للحياة بجاهزية عالية ويكون في حالة المتلقي للرسائل التي تصله من الأهل ” كيف نحب أطفالنا؟ “ وسنتابع بالمقال الثاني الذي سأخصه في الحديث عن رفض الأهل اللاشعوري للطفل وحيويته وطاقته وجاهزيته وكيف نميز إذا كانت العصبية والتوتر عند الأهل بسبب شوائب الماضي أو الضغوط الحالية
في المقال السابق ذكرت بعض هذه الرسائل المخزونة في العقل الباطن ومنها: أنا لا استحق الاهتمام
أنا لا استحق الحب
أنا لا استحق الإحسان
أنا استحق الضرب
أنا استحق العقاب
أنا استحق الصراخ
أنا سيء
أنا لا انفع لشيء
أنا لا اقدر على إدارة ذاتي
أنا لا اجد من يستوعبني ويتحملني إذا أنا لا أطاق
لو جربنا أن نتنفس بعمق ونصغي قليلا إلى الأصوات التي بداخلنا أو الصور التي نراها في عقولنا لوجدنا أن أكثرها سلبية وبالتالي :
عندما تكون ردة فعل الأهل المباشرة لما يصدر من الطفل عبارة عن استياء وانزعاج شديد
عند صعوبة السيطرة وضبط النفس مهما حاولنا
عندما تكون ردة الفعل اكبر من حجم الخطأ
عندما يصاحب الاستياء كلمات قاسية وجارحة مثل أنت فاشل… أنت لا تفهم.. أنت لن تتغير ولن تتعدل.. وأنت وأنت….
الشعور بالأسى والحزن والاكتئاب من تصرفات الطفل وحركته وأسئلته
الشعور بالفشل والخزي من نتائج الطفل المدرسية او تصرفاته خارج المنزل
إنزال العقوبات القاسية على الطفل لأنه قام بالتصدي لطلبات الأهل
صعوبة الحوار والشعور القوي بالاستفزاز عند رؤية الطفل أو محاولة الحديث معه
انعدام الرغبة بقضاء أي وقت ممتع مع الطفل مع وجود تأنيب ضمير داخلي ولكن التطبيق صعب جدا
إصدار الأوامر العشوائية وحب التسلط والتزمت بالرأي
الشعور بالعبء والهم والتعب من مسؤولية الأطفال والعائلة
كل هذه الأعراض مؤشرات قوية لوجود شوائب من الماضي ورسائل سلبية في العقل الباطن( القاعدة الطرية) أو ما يسمى بblue print
التغلب على هذه الأعراض والتصالح مع الذات …. العلاج:
أولا: الإدراك والوعي أن سلوكي وتصرفاتي كأم أو أب هي سلوكيات سلبية ولا تنطبق على ما يصدر من الأطفال من أفعال
ثانيا: تقبل نفسي وذاتي وتقبل أن ما يصدر مني لم يكن بقصد الإساءة ولا القسوة على أطفالي
ثالثا: فسح المجال للمسامحة… أسامح نفسي… أسامح أمي وأبي لما حملت معي من شوائب
رابعا: اتخاذ قرار جدي وصارم وحازم بالتغيير فصيغة القرار يجب أن تحتوي على كلمة أريد أن أتغير وليس يجب أن أتغير… جملة أريد أن أتغير: يقابلها : كيف سأتغير؟ ماالذي استطيع فعله لكي أتغير
أما جملة يجب أن أتغير …يقابلها: ولكن لا استطيع.. ربما سيكون صعب جدا…
خامسا: وضع الخيارات واختيار الأنسب… اختار أن أركز على انفعالاتي… أو اختار أن أركز على أسلوب العقاب القاسي… أو اختار أن أركز على احد أطفالي… اختار شيء ولا أنهك نفسي بمحاولة التغيير الكلي مرة واحدة…
أكثر عامل يساعد على نجاح عملية التغيير هو وضع أهداف بسيطة مستطاعة وممكنة بدل من هدف كبير طويل الأمد صعب التطبيق.
سادسا: تحديد ماذا سأغير بالضبط؟ إذا كانت انفعالاتي مثلا: هل سأغير حدتها؟ هل سأغير توقيتها؟ مثلا سأعطي نفسي دقيقتين قبل الحكم على تصرف ما والرد بانفعال شديد… سأتنفس واذكر الله… سأغير وضع جسدي… واقفا اجلس وهكذا…
سابعا: الرفق بنفسي وإعطاؤها مدة كافية للتغير مثلا إذا كانت انفعالاتي تزيد عن خمس مرات باليوم واستطعت التحكم مرتين أقوم بمدح نفسي وتقدير ذلك وأتابع المحاولة حتى أحقق تغيير للحالات الخمس .
ثامنا: اتباع أسلوب تفريغ المشاعر السلبية… هل أنا حزين لأني احمل رسائل سلبية؟ كيف اعبر عن حزني؟ هل اسمح لنفسي بالبكاء؟ الرياضة؟ الكتابة؟ الرسم؟ ممكن إتباع تقنية eft موجودة على اليوتيوب
تاسعا: تذكير نفسي بشكل مستمر أن أطفالي هم جزء مني لكنهم ليس أنا…. عند التفكير في تصرفاتهم أقوم بفصلها عني تماما… مثلا ابني مزعج جدا وكثير الحركة… ردة فعلي استياء وتوبيخ… السبب: شعوري بالخزي أمام الناس فهم ينظرون إلي أنني فشلت بتربيته وتنظيمه… هذه المشكلة هي خاصة بالأهل ولا تعني الطفل… فأقوم بفصل هذا التصور والاعتقاد وأحاول رؤية التصرف مجردا… ابني مزعج جدا وكثير الحركة… ربما يشعر بالملل ، كيف اشغل وقته؟ ربما عنده نشاط ويحب الرياضة، كيف انمي مهاراته؟ ربما لديه شعور سلبي وتجربة صعبة عاشها في المدرسة كيف ممكن أن أتقرب منه واكتشف ماذا يعاني؟
عاشرا: وهي أهم نقطة أن أضع النية بأن هذا التغيير لارتقي بعائلتي وأحقق لأطفالي بيتا آمنا ومريحا ولكي استمتع بهم.
لكي نتمكن من تطبيق هذه الخطوات لابد من سؤال أنفسنا: كيف أريد أن يكون أطفالي بعد عشر سنوات؟ كيف أريد أن تكون علاقتي بهم عند الكبر؟ ما هي الذكريات التي سيحملونها معهم ويسردونها لأطفالهم عن طفولتهم؟ ما الدور الذي أريدهم أن يتقمصوه في المجتمع؟
الأجوبة حسب كل شخص ولكنها حتما ايجابية… فإذا كانت النية ايجابية… والأهداف ايجابية … والنتائج ايجابية فمن الأولى أن الأساليب التربوية تكون ايجابية
فلنبدأ من الآن… الآن أنا أم أفضل.. الآن أنا أب أفضل الآن أنا متسامح أكثر … الآن أنا متعاون أكثر
اصبر أكثر… اجتهد لتغيير نفسي أكثر… لأني ببساطة أحبكم أبنائي أكثر….
تحياتي
سناء عيسى
نشر في 10 كانون الأول 2014
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع