Facebook Pixel
714 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن بقاء العمران على الأرض قد وكل لهذه الغريزة، والمجتمع مسئول عن تشكيل أوضاعه الاقتصادية، وتقاليده العامة، بحيث تجعل الزواج أمرا ميسراً مبسطاً، لا تخوف منه ولا حرج فيه

لعل الغريزة الجنسية من أنشط الغرائز فى دماء الناس. بل لعل بقاء العمران على ظهر الأرض قد وكل إليها وحدها.
وحساب هذه الغريزة، لا ينسى فى ميدان الاقتصاد أو ميدان التربية. فإن ضوابطها المادية والأدبية سواء فى ضرورة الحيطة والعناية.
ولا يتجاهل هذه الغريزة ـ منذ يقظتها فى سن المراهقة ـ إلا امرؤ أغمض عينيه عن الحقائق، وأصم أذنيه عن الصراخ..!
والفطرة ـ التى تصدر عنها شرائع الإسلام ـ هدت هذه الغريزة إلى صراط مستقيم، فلا هى قتلتها بالرهبانية، ولا أطغتها بالإباحية..
لقد أتاحت لها أن تتنفس، وأن تؤدى وظيفتها العتيدة لا فى استدامة الحياة الإنسانية فحسب، بل تلطيفها بالحب والتعاون والرحمة.
وحضارة الغرب الحديث تشبه الإسلام فى اعترافها بهذه الغريزة. وتخالف الأديان كلها فى أنها جعلت التسول الجنسى الواسع علاج نهمها.
ولا شك أن "أوروبا" دللت الحيوان المتنزى فى دماء البشر. فيسرت الاختلاط المطلق، وقبلت ـ فى برود ـ جميع نتائجه، وتواصت بالسكوت عليها.
وشرائع الله التى بلغها موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام أنزه من أن تقر هذه الحال أو تأذن بها. فلا عجب إذا توجس أهل الدين منها، ولا عجب إذا قاد رد الفعل بإزائها مزيدا من التزمت والحذر، والمبالغة فى حبس المرأة، واتهام سلوكها وفرض الحصار عليها..
وهذا ليس الحل الموفق للمشكلة القائمة.. فالمنهج الذى تلمح معالمه فى كتاب الله وسنة رسوله هو الحل الفذ الرشيد للعلاقة العابرة، أو الدائمة بين الذكر والأنثى.
إن الزواج وحده، هو الحل الأول والأخير للمشكلة الجنسية. وهو أنبل صلة عرفتها الإنسانية، لتكوين الأسرة، وتربية الأولاد فى جو زكى طهور.
والمجتمع مسئول عن تشكيل أوضاعه الاقتصادية، وتقاليد العامة، بحيث تجعل الزواج أمرا ميسرا مبسطا، لا تخوف منه ولا حرج فيه.

كتاب: ليس من الإسلام
روائع الشيخ محمد الغزالي
نشر في 25 نيسان 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع