Facebook Pixel
حقائق عن الهجرة في الإسلام
1295 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن الضميرين الفردى والدولى يترنحان فى هذه الآونة الكالحة من التاريخ، والدواء عندنا وحدنا، فهل ننصف أنفسنا وننقذ العالمين؟

كتاب : علل وأدوية - بقلم : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 17 ] حقائق عن الهجرة

سألنى طالب علم عن قوله تعالى: (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم).

قال: هل نزلت تلك الآية وصفا لرحلة الهجرة وتعقيبا على أحداثها؟

قلت: لا، إنها نزلت بعد الهجرة بتسع سنين استرجاعا لعبر لا تمحوها الأيام ولا الأعوام. أما سيل المهاجرين فقد أمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بوقفه فى السنة الثامنة بعد أن تم فتح مكة! وقال: " لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا " . يعنى إذا طلبتم لحماية الدعوة، ونصرة الدولة الإسلامية، فلبوا ولا تكسلوا.

قال: فلم التذكير بالهجرة بعد هذا الأمد الطويل؟

قلت: هذه الآية بعض ما نزل فى مقاتلة الرومان الذين اغتالوا الدعاة المسلمين واعترضوا طريقهم وهم يبلغون رسالة التوحيد.

كان الروم يومئذ يمثلون الدولة الأولى فى العالم، صحيح أن الفرس ضالعوهم فى القوة، ونازعوهم السيادة! غير أن حربا نشبت بين القوتين العظميين انتهت بانهزام الفرس انهزاما ساحقا، فانفرد الرومان بالسطوة فى أرجاء العالم كله، وأغراهم ذلك بمطاردة الدعاة الإسلاميين ومنعهم من البلاغ.

فلما قرر النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ محاربة الروم والتصدى لعدوانهم فزع الكثيرون! وتثاقلوا عن الخروج! وقال بعضهم لبعض: أنى لنا مقاومة هذه الدولة العظمى؟ ما لنا قبل بهؤلاء.

ونزل الوحى الأعلى يقطع دابر الضعف، ويستأصل روح الهزيمة ويطلب إلى المؤمنين أن يسارعوا إلى النفير، وأن يسيروا إلى الروم حيث كانوا دون أى تهيب.

وذكر المتثاقلين عن الجهاد بأن النصر من عند الله وحده، لا تمنعه قلة عدد أو عدة. وساق إليهم درسا من الهجرة النبوية، وكيف أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو فرد مستوحش مستضعف فى عرصات مكة خرج مع صاحبه أبى بكر وأويا إلى غار يخفيهما عن أعين المطاردين، وكان العزاء الوحيد بإزاء هؤلاء الأعداء المتربصين " لا تحزن إن الله معنا ".

فماذا كانت النتيجة؟ إن الله لم يخذل من تعلق به واستند إليه، وها هو ذا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبلغ المدينة، ويبقى بها سنين معدودة ثم يعود إلى مكة فاتحا، كاسرا دولة الأصنام ورافعا راية الحق.

إن الذى دبر هذا الفوز قادر على أن يصنع مثله لدولة فتية ناشئة تشتبك مع أعتى دول الأرض وأوسعها سلطانا، قادر على أن ينصر المسلمين وهم قلة تعتز بالإيمان على الروم وهم كثرة تريد الطغيان بباطلها.

المهم أن يتم المسلمون استعدادهم، ويأخذوا أهبتهم كلها تاركين ما يبقى فوق طاقتهم لعون الله.

إن الله لا ينصر المفرطين! وإذا تكاسلت عن أداء ما عليك وأنت قادر فكيف ترجو من الله أن يساعدك وأنت لم تساعد نفسك؟ هذا درس من الهجرة يساق إلى المتواكلين الذين ينتظرون من الله أن يقدم لهم كل شىء، وهم لم يقدموا له شيئا.

بل لم يقدموا لأنفسهم إلا ما تيسر! فليس لهم طموح أصحاب الهمم وجهاد الحراص على السبق، وغضب الثائرين على الضيم، وشوق الراغبين فى الجنة.

ومر بخاطرى تساؤل لطيف؟ لقد نزلت سورة الأنفال فى أعقاب " بدر " ونزل النصف الثانى من سورة آل عمران فى أعقاب " أحد "، ونزلت سورة الأحزاب بعد غزوة الخندق! فلم لم تنزل سورة للهجرة بعد نجاح رحلتها؟ والهجرة هى بدء التاريخ الإسلامى والحد الفاصل بين مرحلتين متميزتين فى السيرة النبوية؟

وجاء الجواب سهلا! إن هذه المعارك استغرقت أياما قليلة، أما الهجرة فشأن آخر لقد ظلت أفواج المهاجرين متصلة سنين عددا، وتطلب التعليق عليها مواضع عديدة. ومن ثم ذكرت الهجرة فى سور البقرة وآل عمران والنساء والأنفال والتوبة والنحل والحج والممتحنة والتغابن والحشر.. وكان التعليق فى كل سورة إبرازا لمعنى مقصود.

ولاحظت أن سورة النحل مكية، وقد جاء فيها قوله تعالى: (والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون).

ترى من أولئك المهاجرون؟ أهم الذين فروا بدينهم إلى الحبشة بعدما تعرضوا لإرهاب الوثنية الطاغية فى مكة؟ ربما.. أم هى إرهاص لانتقال المسلمين إلى المدينة كى يقيموا دولة الإسلام بها؟ ربما.

على أن هناك فرقا كبيرا بين الهجرتين! فالذين ذهبوا إلى الحبشة كانت لهم أوبة، طالت الغربة أم قصرت، قد يعودون إلى مكة أو إلى المدينة وفق الظروف التى تواجههم.

أما المهاجرون إلى المدينة فقد قطعوا صلتهم بالماضى كله، ونزلوا إلى الأبد عن بيوتهم وأموالهم وذكرياتهم فلا عودة أبدا إلى شىء منها. لقد تركوها لله، وربطوا أنفسهم بالوطن الجديد للدين الذى آمنوا به! وكأن على لسان كل مهاجر قول الشاعر:

إذا انصرفت نفسى عن الشىء .. لم تكد إليه بوجه آخر الدهر تقبل!

وكان صاحب الرسالة مثلا أعلى فى الوفاء للبلد الذى أحسن استقباله، فقد مات فى ترابه. وقبل أن نشرح آيات الهجرة فى بعض السور المدنية نقدم بين يدها جملة من الحقائق التى تغرب عن بال المسلمين المعاصرين! فالظن السائد بينهم أن المرأة لم تشتغل بالدعوة أو ذادت عنها، ولا ضحت فى سبيلها، وهذا خطأ بعيد.

روى أحمد بن حنبل عن أنس رضى الله عنه أن أبا طلحة خطب أم سليم ـ وذاك قبل أن يسلم ـ فقالت له: يا أبا طلحة.. ألست تعلم أن إلهك الذى تعبد نبت من الأرض؟ قال: بلى! قالت: أفلا تستحى تعبد شجرة؟ إن أسلمت فإنى لا أريد منك صداقا غير الإسلام. قال: حتى أنظر فى أمرى! فذهب ثم جاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله... فقالت لابنها أنس بن مالك: يا أنس.. زوج أبا طلحة. فزوجها ابنها منه، وحسن إسلامه، وقاتل مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم . ومن الطرائف ما رواه مسلم عن هذه السيدة المؤمنة الداعية..

قال أنس: اتخذت أم سليم يوم حنين خنجرا، فكان معها، فرآها أبو طلحة، فقال: يا رسول الله.. هذه أم سليم معها خنجر! فقال لها رسول الله: ما هذا الخنجر؟ فقالت: اتخذته، إن دنا منى أحد من المشركين بقرت به بطنه! فجعل رسول الله يضحك.

لعمرى إن هذه المرأة أشجع من رجال! وقد تفقد المسلمة السلاح الذى يسعفها فى أثناء المعركة، فهل تستسلم؟ كلا.

روى الطبرانى عن مهاجر أن أسماء بنت يزيد بن السكين ـ بنت عم معاذ بن جبل ـ قتلت يوم اليرموك تسعة جنود من الرومان بعمود خيمتها. وأسماء هذه حضرت بيعة العقبة الكبرى مع سيدة أخرى هى نسيبة بنت كعب رضى الله عنهما. هل يفكر المسلمون المعاصرون فى إعادة التعاليم والتقاليد التى صنعت هذا الجيل؟

والسياق يفرض علينا أن نذكر بيت أبى سلمة حين قرر الهجرة. قالت أم سلمة: لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل إلى بعيره ـ وضع الرحل على ظهره ـ ثم حملنى عليه وأخذت ابنى فى حضنى ثم خرج يقود بنا البعير. فلما رآه رجال بنى المغيرة ـ قبيلتها ـ قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها! أرأيت صاحبتنا هذه؟ علام نتركك تسير بها فى البلاد؟

قالت: ونزعوا خطام البعير من يده وأخذونى منه! وعلم بنو عبد الأسد ـ قبيلة أبى سلمة ـ بما كان فقالوا: والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا. قالت: فتجاذبوا ابنى سلمة بينهم حتى خلعوا يده، ثم انطلق به بنو عبد الأسد وحبسنى بنو المغيرة عندهم، وانطلق أبو سلمة وحده إلى المدينة، تاركا زوجته وابنه.. لا يدرى مصير كليهما.

وكانت السيدة أم سلمة تخرج كل غداة إلى الصحراء ترمق الأفق وتبكى حتى غبرت عليها سنة وهى تعانى ما تعانى. ورق أهلها آخر الأمر لها بعد أن تشفع لها رجل من بنى عمومتها، فقالوا لها: الحقى بزوجك إن شئت، فاستعادت ولدها، وولت وجهها شطر المدينة، وانضمت إلى زوجها فى الدفاع عن الإسلام، بعد رحلة لا مكان لسردها هنا.

ما سقناه آنفا من قصص أولئك النسوة الفضليات، المجاهدات المهاجرات كان تمهيدا لابد منه قبل شرح آيات الهجرة فى سورتى آل عمران والنساء.

ففى السورة الأولى دعا أولو الألباب ربهم هاتفين: (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار * ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد).

وبعد هذه الضراعة استمع أولو الألباب إلى الإجابة: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى). تفصيل للنوعين معا، إن الذكورة والأنوثة هما الأقدام التى تمشى بها الإنسانية، أو الأجنحة التى تعلو بها، ما يستغنى أحدهما عن الآخر. (بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار).

هل ذلك الوعد للرجال وحدهم؟ كلا فإن إسلام أبى طلحة بعض حسنات أم سليم التى أوتيت العلم والإيمان من قبله. وإسلام عكرمة بن أبى جهل، وجهاده واعتراضه الرومان يوم اليرموك اعتراضا كسر حدتهم.. ثم استشهاده آخر الأمر كل ذلك يوضع فى كفة حسنات زوجته (أم حكيم) التى أغرته بالإسلام إغراء واجتذبته إليه اجتذابا.. ولا ينقص ذلك من أجر الشهيد العظيم شيئا.

وهل يقل أجر أم سلمة عن أجر زوجها؟ إن هذه الحقائق التاريخية هى التى جعلت الوحى الأعلى يفصل عند تقسيم الجزاء، فيذكر الجنسين معا: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى).

وما دعانى إلى هذا الشرح إلا أن بعض الناس يزدرى الأنوثة، ولا يوارب فى تحقيره لها، ثم يزعم كاذبا أنه ينفذ تعاليم الإسلام. وإن المرأة العظيمة تعين الرجل على الجهاد وعلى الاستشهاد، وقد فعلت ذلك أسماء بنت أبى بكر كما فعلت ذلك الخنساء فى معركة القادسية.

والإسلام الذى صنع هذه المواقف قديما قادر على صنعها الآن. وبديه أنه لا كل الرجال ولا كل النساء قادر على تسلق هذه الذرى. وذلك يعود إلى ضعف الأخلاق وقوتها لا إلى ذكورة أو أنوثة.

وقد حكى القرآن الكريم قصة رجال تقاعسوا عن الهجرة، ومالوا إلى البقاء مع أهليهم وأولادهم فى مكة، فلما استعلن الإسلام، والتقوا بالسابقين الأولين عرفوا أنه فاتهم خير كثير، وفضل عظيم، فندموا على تفريطهم! وما يجدى ندم. وفى هذا نزل قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم).

وروى الترمذى عن ابن عباس أنها نزلت فى رجال من أهل مكة أسلموا وأرادوا الهجرة، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم يأتون النبى ـ صلى الله عليه وسلم. فلما أتوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ متأخرين رأوا الناس قد فقهوا فى الدين! فهموا أن يعاقبوا زوجاتهم على هذا التثبيط. وهذا ضرب من التنصل لا مساغ له، فاللوم مشترك بين الفريقين.

وقد ذكر القرآن الكريم أن هناك نساء عافت الشرك، ورفضت البقاء فى داره، وقررت اللحاق بدار الإسلام، فتركن مكة وأزواجهن. وهاجرن إلى المدينة المنورة! وفيهن نزل قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار).

إن التفاوت بين البشر عظيم! وصدق شوقى:

"ومن النفوس حرائر وإماء "

فإذا انتقلنا إلى حديث سورة النساء عن الهجرة وجدنا ملحظا آخر وجدنا الإسلام يحرم الاستخذاء على أمته، ويحظر عليهم قبول الدنية والإقامة على الضيم.

فمن سهل عليه الهوان ولان ظهره للأوزار فهو بذلك يرشح نفسه للنار، وبئس القرار: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا).

والابتلاء قد يكون شديدا على رب الأسرة الذى يسام الخسف لأنه أسلم، ويعجزه عن الانتقال عدد من البنين والبنات يقيدون خطاه! ويحضر فى ذهنه قول الشاعر:

لولا بنيات كزغب القطا .. رددن من بعض إلى بعض!
لكان لى مضطرب واسع! .. لامتنعت عينى عن الغمض!
وإنما أولادنا بيننا..! .. أكبادنا تمشى على الأرض!
لو هبت الريح على بعضهم .. فى الأرض ذات الطول والعرض!

بيد أن الإسلام ـ مع تقديره لكل المتاعب الإنسانية ـ يأبى على أتباعه كل الإباء أن يرسموا سياستهم القريبة والبعيدة على قبول الواقع السيئ.

لا.. إن عز عليهم التحول اليوم بيتوا النية لغد ولا يستكينون أبدا.. ومن ثم عذر الإسلام أصنافا بأعيانهم: (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم).

فمن وجد حيلة أو سبيلا فلا عذر له، وعليه أن يشد الرحال إلى المدينة ليدعم دولة الإسلام فيها، رجلا كان أو امرأة.

إن المجتمع لا يعدو أن يكون رجلا أو امرأة أو ذرية، والدولة الجديدة تتطلب أولئك جميعا، فأما الذرية فهم الجيل الناشئ! هم مستقبل الإسلام! فليهاجروا مع ذويهم، وأما الرجال والنساء، فقد صنعوا بعد الهجرة سياجا للإيمان احتمى به الدين المطارد من الحاقدين والمتعصبين، حتى انتصر عليهم آخر الأمر.

فى السنة الرابعة من القرن الخامس عشر أرى العواصف العاتية تهب بعنف تريد اجتياح الإسلام، والإتيان عليه من القواعد! فهل نستحضر من معانى الهجرة ما يخزى أعداء الله، ويرد كيدهم فى نحورهم! وما يساعدنا على استئناف رسالتنا، ودعم حضارتنا؟

إن الضميرين الفردى والدولى يترنحان فى هذه الآونة الكالحة من التاريخ! والدواء عندنا وحدنا! فهل ننصف أنفسنا وننقذ العالمين؟

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالى #علل_وأدوية
كلمة حرة
نشر في 09 تموز 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع