Facebook Pixel
5089 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

وجهت الهيئات الإسلامية في الهند، إلى فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري تساؤلات حول تزيين القبور وإقامة الأضرحة عليها ووضع الزهور على القبور؟

وجهت بعض الهيئات الإسلامية في الهند، إلى فضيلة الشيخ " أحمد حسن الباقوري" وزير الأوقاف، سؤالًا، قالت فيه:
هل من الجائز شرعًا تزيين القبور وإقامة الأضرحة عليها؟
وهل يجوز شرعًا إقامة مرافق بجوارها مثل السبيل، والمساجد، والاستراحة؟
وما الحكم في وضع بعض الأصص (الزهري) على القبور، أو إضاءتها في ليالي المواسم الدينية؟
وقد استهل فضيلة الأستاذ الباقوري إجابته على ما يتعلق بتزيين القبور، وإقامة أضرحة عليها، بأن هذا العمل ضرب من الوثنية وعبادة الأشخاص، وقد منعه الإسلام ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وحث على تركه.
فقد رُوي عن جابر رضي الله عنه أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن يُجصص القبر، وأن يُقعد عليه، وأن يُبنى عليه)
وقال علي رضي الله عنه لأحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوصيه: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا إلا سويته)

وإذا كان المسلمون ـ اليوم ـ يتخذون من تزيين القبور مجالًا للتفاخر والتظاهر، ويمضي بعضهم في هذا الشطط، حتى يقيم الضريح على القبر، إظهارًا للميت بأنه من أولياء الله، أو بأنه من سلالة فلان أو فلان، واستغلالًا لهذه الرابطة على حساب الدين، فإن ذلك حرام في حرام.
أما إقامة مرافق بجوار القبور، كالسبيل والمسجد والاستراحة، فإن الإسلام يكره مزاحمة القبر والتضييق عليه، هذا إن كانت تلك المرافق على أرض خاصة بالمنشئ، أما إن كانت على أرض عامة للدفن، فيحرم شرعًا شغلها بأي بناء آخر سوى القبور، وفي الأرض متسع لتلك المرافق، فيما يجاوب أو يقرب منها.
وأما وضع الأصص والرياحين عند القبور أو حولها، فلا مانع منه، ولكن الأشجار حكمها حكم المرافق، تُكره في المدافن الخاصة، وتحرم في المدافن العامة، لمزاحمتها القبور، ولا يجوز التضييق على الموتى، راحة للأحياء وتنعيمًا لهم.
بقي موضوع إضاءة القبور، إشادة بها وبأصحابها، وهذا ليس من الدين في شيء لأن الذي يضيء القبر هو عمل الميت وما ادخر من صالح وطيب، لا تلك القناديل، أو الشموع، أو الثريات التي أقامها الأحياء من ورثة الأغنياء.

واستطرد الأستاذ يكشف عن نظرة الإسلام إلى ذلك، فقال: إن الإسلام دين المساواة بين الأحياء، فكيف يُفرق بين الموتى في أشكال القبور ومظاهرها؟!
ثم إن الإسلام يقرر أن القبر وقف على الميت، وأن على الذين يدفنون الميت أن يضعوا على القبر ما يشير إليه، لكيلا يقع من الحي اعتداء على مكان أخيه الميت، فيتركه له، بعد ما ترك الدنيا جميعها، واستقر في حفرة صغيرة.
فإذا جاء الأغنياء، فأقاموا لموتاهم الأضرحة والقباب، وأضاءوها، وحفوها بالحدائق أو الأشجار، فإن الإسلام لن يقيم لهم وزنًا، بل سيحاسبهم على ما أسرفوا وأضاعوا من أموال، وعلى ما اجترءوا على الله من مظاهر القربى الكاذبة الخداعة.

وقد كان من ترسل الأغنياء في إقامة الأضرحة والقباب، أن انصرفوا عن الجوهر إلى المظهر، فشمخت القباب والأضرحة في أنحاء العالم الإسلامي، وتسابقت المآذن ذاهبة في الجو، وأقيمت الموالد تكريمًا للمقبورين، كل هذا اكتفاء بأنه يؤدي عند الله ما قصرت عن أنفسهم من صلاة أو صوم أو حج أو زكاة.

ونتج عن ذلك أن عظَّم المسلمون أصحاب الأضرحة الكبيرة، والقباب العالية، واستهانوا بغيرهم من ذوي القبور المعتادة، ونحن نرى في مصر دليلًا على هذا، في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين دفنوا فيها مثل عمرو بن العاص وعقبة بن نافع، ممن لا يوليهم المسلمون عناية مثل غيرهم من أصحاب الأضرحة والقباب العالية! مع أنهم دونهم في المكانة والقربى من الله بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل العلم والفقه من المسلمين.

هذا في مصر، وله أشباه في البلاد الأخرى، وقد عرف المستعمرون والمحتلون هذه النقطة من الضعف، فعنوا ـ أول ما عنوا ـ بإقامة الأضرحة والقباب في ربوع البلاد، فانصاع الناس لهم، وأطاعوا راضيين..!
ونحن جميعًا نعلم حيلة "نابليون" وخديعته للشعب المصري، ببيانه المشهور عقب احتلاله القاهرة، حين سلك السبيل إلينا، بتظاهره بالإسلام واحترامه إياه، وحين ترسم خطاه الجنرال "مينو" الذي أعلن أن اسمه "عبد الله مينو".

كذلك نحن لا ننسى خداع "لورانس" الذي نفذ إلى صميم العروبة، باستغلاله المظهر الإسلامي، واستيلائه به على أكثر الجزيرة العربية.

وبهذه المناسبة، أذكر أن أحد كبار الشرقيين، حدثني عن بعض أساليب الاستعمار في آسيا، من أن الضرورة كانت تقتضي بتحويل القوافل الآتية من الهند إلى بغداد عبر تلك المنطقة الواسعة إلى اتجاه جديد، للمستعمر فيه غاية، ولم تُجدِ أية وسيلة من وسائل الدعاية في جعل القوافل تختاره، وأخيرًا اهتدوا إلى إقامة عدة أضرحة وقباب على مسافات متقاربة من هذا الطريق، وما هو إلا أن اهتزت الإشاعات بمن فيها من الأولياء، وبما شوهد من كراماتهم، حتى صارت تلك الطريق مأهولة مقصودة عامرة.

وأحب أن أرسلها كلمة خالصة لوجه الله، وإلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، أن يقلعوا عن تضخيم المقابر، فإنها نعرة للفرد، ودعوة إلى الأنانية، إلى الأرستقراطية الممقوتة، التي قتلت روح الشرق.
وأن يعودوا إلى رحاب الدين، التي تسوي بين الناس جميعًا، أحياء أو أمواتًا، لا فضل لأحد على الآخر إلا بالتقوى، وما قدمت يداه من أعمال خالصة لوجه الله.

كتاب: ليس من الإسلام
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع