
709 مشاهدة
0
0
بلاد العرب قبل الإسلام حيث بعث النبي محمد (ص) كانت تسيطر على العالم القديم قوتان عظيمتان وهما
ما أشبه اليوم بالأمس .بلاد العرب قبل الإسلام ...
في مطلع القرن السابع الميلادي حيث بعث النبي محمد (ص) كانت تسيطر على العالم القديم قوتان عظيمتان وهما : إمبراطورية الروم في أوربا وعاصمتها القسطنطينية ، وإمبراطورية الفرس في آسيا وعاصمتها المدائن ، وكانت بلاد الشام تقع في ساحة الصراع بين هاتين القوتين العظيمتين .
وكان الرومان على ساحل البحر المتوسط وجزء من سوريا ومصر ولهم مركز نفوذ كبير في دمشق والاسكندرية وكانوا يدينون ظاهرا بالمسيحية غير أنهم لم يكونوا يلتزمون أحكامها في شيء .
وكان الذي يحكم الإمبراطورية الرومانية ملك بيزنطي ولقبه القيصر وله ولايات متناثرة أشهرها في الحبشة واليمن .
أما الفرس فقد كانوا يسيطرون على بلاد أواسط آسيا وإيران والعراق وجزء من سوريا وكانوا يدينون بالمجوسية وفيها عبادة النار وتقديسها وكان لقب الإمبراطور الفارسي كسرى .
أما العرب فلم يكن لهم آنئذ شيء يذكر فقد كانوا قبائل متفرقة ضائعة في الصحراء ليس لهم صلة بأسباب المدنية والحضارة وقد انقطع عنهم الأنبياء منذ عدة قرون .
وكان للعرب في الأصل خصال محمودة كريمة فاشتهروا بخلق الكرم والمروءة والصدق والوفاء واشتهروا بفصاحتهم وأدبهم وبلاغتهم وخطابتهم .
وكل ذلك من بقايا دين إبراهيم الذي ورثوه عن آبائهم وأجدادهم من غير تحقق وتفصيل حيث ضاع منه الكثير ووصل ما وصل منه مشوها محرفا مغيرا .
ولكنهم في مقابل ذلك انحرفت بهم جاهليتهم الى أخطاء عظيمة فظهر فيهم الجهل والثأر والعصبية وحمية الجاهلية وظهرت فيهم عبادة الأوثان من أحجار وخشب وظهر فيهم قطع الرحم ووأد البنات خشية الفقر أو العار .
وبحث العرب عن قوى تساندهم ، فحالف بعضهم الروم ( كالغساسنة في جنوب الشام ) وحالف بعضهم الفرس ( كالمناذرة في جنوب العراق ) ولكن هذه التحالفات لم تكن في صالح العرب ، بل استخدمهم الروم والفرس كواجهة في خلافاتهم ، فكلما اختلف الروم والفرس رموا بهذه القبائل في ساحات القتال فكانوا ألعوبة في يد الروم والفرس .
ولم يظهر للعرب إحساس قومي إلا في موقعة ذي قار حيث غضب كسرى على النعمان بن المنذر فقتله وأرسل جيشا من ألفي مقاتل ليستأصل القوم فهبت قبائل بكر وحلفاؤها لنجدة بني شيبان وقائدهم هانىء بن مسعود الشيباني في رد عدوان الفرس عليهم ومن والاهم من قبائل العرب كبني تغلب وبني إياد فحقق البكريون والشيبانيون نصرا مؤزرا قال عنه رسول الله (ص) : ( هذا يوم انتصف العرب فيه من العجم ) .
غير أنهم لم يستفيدوا من هذا الدرس الرائع فعادوا بعد المعركة الى تفرقهم وتناحرهم .
وكانت معركة ذي قار على الأصح في السنين الأولى من مبعث النبي (ص) وقيل كانت بعد هجرته .
https://www.facebook.com/history23year/
نشر في 03 كانون الثاني 2017
