967 مشاهدة
0
0
إن الأثار الباقية لأولى أعياد البشر كانت لها علاقة بالحصاد وجمع المحاصيل أي ان العيد هو تأريخ لنهاية مرحلة معينة وعبورها بإنجاز وبداية مرحلة جديدة
مفهوم العيد، في تاريخ البشرية، ارتبط بالحصاد، قبل أن يرتبط بمعنى ديني شعائري " مجرد" ، علما أن الاحتفال بالحصاد نفسه، يمكن أن يكون مرتبطا بالشكر والعرفان للخالق...أي أنه بعد كل شيء مرتبط بالدين أيضا..هكذا فأن كل الاثار الباقية لأولى أعياد البشر كانت لها علاقة بالحصاد وجمع المحاصيل..أي ان العيد هو " تأريخ" لنهاية مرحلة معينة وعبورها بإنجاز ...وبداية مرحلة جديدة..
مع الوقت، لم يعد لمواسم الحصاد هذا الأثر، بل أن تنوع الحياة البشرية واختلاف أساليبها جعل هناك أعياد تؤرخ لنهاية مرحلة معينة ، حتى دون أن يكون هناك حصاد "زراعي" حقيقي..
حتى اليوم، كل عيد، هو بطريقة ما، امتداد لفكرة " نهاية الحصاد" الأولى..
عيد الفطر، هو احتفال بحصاد ما زرعته طيلة رمضان..هل حصلت على المغفرة والعتق من النار التي استهدفتها منذ أول يوم؟ هل حصلت على الأجر؟ هل خرجت بإنسان جديد مر بتجربة روحية مؤثرة في حياته؟ كل هذا وارد، بنسب متفاوتة من شخص لآخر، وبدرجة لا يعلمها إلا علّام الغيوب، لكنها موجودة بطريقة أو بأخرى..
عيد الأضحى أيضا هو تأريخ لنهاية موسم الحج، وحصاده ايضا مرتبط بالمغفرة وهذا الإنسان الذي يعود من جديد كما ولدته أمه ، دون ذنوب...وهو تأريخ لنهاية " الأشهر الحرم" التي كانت بمثابة " موسم زراعة وحصاد" عند العرب باعتبارها فترة أمان تنشط فيها القوافل والتجارة..
يمكن أن نطبق هذا المعنى ايضا على الكثير من الأعياد المدنيةـ والاحتفالات..لنجد أيضا المعنى حاضرا...دوما هناك حصاد، بطريقة ما..
***
رمضان كان موسم زراعتك..
وعيدك احتفال بالحصاد...
وقد انتهى...
بانتظار حصاد جديد..
******
كل حصاد وغلتكم بخير...
نشر في 17 حزيران 2018