Facebook Pixel
على الحافّة، ولكن أي حافّة
1409 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

كيف تسير في الطريق الصحيح لإكتشاف جوهر الإيمان الذي جعل أبو بكر ينظر للقمر ويقول: ربي وربك الله

على الحافّة، ولكن أي حافّة

تتمة للمنشور السابق (رابط المنشور السابق في التعليق الأول)

أجبت ذلك الشاب
حسناً، في إحدى المرات كنت جالساً على مائدة الطعام في العمل، فكنت أتحرى الأصناف فسألني أحد الموظفين الجدد
أنت لاتأكل الهام -لحم الخنزير- صح؟
قلت نعم
قال: لأسباب صحية أم دينية؟
قلت دينية!
فأجاب: أوه، أنت تعتقد إذاً أن هناك أحداً ما في السماء، يجلس يراقبك وينتظر منك أن أتكل البيكون لكي يعاقبك؟
أحقاً تعتقد هذا وأنت تعمل في هذا المجال وفي هذه البلد!
أجبته
قل لي شيئاً، أنا أرى أولادي يذهبون إلى المدرسة، وفي مقابل كل طفل يذهب إلى المدرسة ويحظى بتعليم جيد، هناك 999 طفل لا يحصلون لا على تعليم ولا على ماء نقي صالح للشرب حتى
إذا كنت تقول لي: هذه هي الحياة، عليك العيش معها، فسأقول لك هذا لايبدو منطقياً على الإطلاق
الإنسان تاريخه مخزي، وحاضره مخزي، ومستقبله لن يكون أفضل حالاً، ولا تقنعني بذلك، إذا كنت تقول أن هذا الكائن المسمى إنسان هو مركز الكون وهو محور كل شيء، فسأقول لك تباً لهكذا حياة إذاً
لو كنت على قناعة بذلك، بأن الإنسان هو مركز هذا الكون وهو قمّة الهرم فيه، لاخترت طريقاً مختلفاً تماماً عن الذي أنا فيه
حجم الظلم والفوضى في هذه الدنيا لا يمكن تخيله ولا تصوره ولا التعايش معه، لذلك أنا أؤمن بوجود شيء أكبر من هذا الإنسان البغيض، شيء قادر على جعل كل هذه الفوضى منطقية بطريقة ما
واحذر ماذا، لا تسألني كيف؟ فهذا ليس عملي، وهذا هو جوهر الاختبار، ولذلك اسمه إيمان!، أن تؤمن بشيء لايمكنك لا رؤيته ولا إثباته حتى،

التفت إلى الشاب وتابعت، قالوا لي أنك على حافة الإلحاد، ولكنني أراك على حافة الإيمان، والقرآن الكريم في أول آياته وصف المؤمنين بقوله: الذين يؤمنون بالغيب، والغيب هو هذا بالتحديد الذي تتحدث عنه أنت، الغيب هو مالاتراه ولاتدركه
أنت لاترى طريقة لجعل تلك الفوضى منطقية، وهذا هو فحوى الإيمان، بل هذا هو الاختبار، أن تؤمن بمغزى لكل هذا الهراء من حولك، أن تؤمن بمعنى ونتيجة ترقى فوق كل هذا الفساد وسفك الدماء الذي نشره الإنسان على الأرض
يقولون لك: كونك مؤمن عليك بالتسليم لله وتفويض أمرك له، وأنا أقول لك بأن الأمر ليس كذلك، بل إن الإيمان يأتي هنا، في هذه الخطوة بالتحديد، بعد أن تقتنع بأن المعادلة غير منطقية، أما إن كانت تبدو لك منطقية فأنت لم تؤمن بعد! بل لم ترى حقيقة الدنيا بعد!
يقول بيجوفيتش: التسليم لله أو التمرد، إجابتان مختلفتان للسؤال نفسه، وصل بيجوفيتش لهذه النقطة ووضع الخياران الوحيدان أمامك، إما أن تختار طريق الإيمان وتسلم لله، أو تتمرد
والمشكلة ياصديقي أن من سلك هذا الطريق ووصل لهذا السؤال قلة، قلة قليلة، الجميع تم غرس الإيمان فيه منذ الصغر، وحين يتم وضعه أمام هذا الطريق يتهرب من سلوكه، ويتهرب من الإجابة، ويختباً خلف الأجوبة الجاهزة
قالوا لك أن هذا السؤال فيه تطاول وتجاوز للحدود، بينما أعتقد أن هذا السؤال هو طريق الإيمان الحقيقي
يرونك تسلك الطريق الخاطئ وتنحرف، بينما أنت تسير في الطريق الصحيح لاكتشاف جوهر الإيمان الذي جعل أبو بكر ينظر للقمر ويقول: ربي وربك الله
في نهاية الأمر، الخيار لك، أنت رأيت الدنيا على حقيقتها وخرجت من كل القوالب الجاهزة، ووصلت للخيارين الذين تحدث عنهما بيجوفيتش، أمامك إما التسليم لله... أو التمرد
واحذار ماذا، كلمة إسلام.. تعني التسليم لله
من التفكر في الغار
نشر في 21 أيّار 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع