Facebook Pixel
لحظة فارقة
938 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

في العمر لحظةٌ فارقة، لحظة صمتٍ تتوقّف عندها كلّ الحواسّ، فلا ترى ولا تسمع ولا تحسّ بشيء سوى ذلك الخواء الذي يملأ الروح، هي لحظة مُخيفة تكتشف فيها الجزء الأهمّ من ذاتك، الجزء الذي نسيتَه في غمرة الصخب والضجيج.

لحظة فارقة

في العمر لحظةٌ فارقة، لحظة صمتٍ تتوقّف عندها كلّ الحواسّ، فلا ترى ولا تسمع ولا تحسّ بشيء سوى ذلك الخواء الذي يملأ الروح، هي لحظة مُخيفة تكتشف فيها الجزء الأهمّ من ذاتك، الجزء الذي نسيتَه في غمرة الصخب والضجيج.
لحظة تُعيد تقييم حياتِكَ كلّها، لعلَّكَ تجد السبب في تلك الفجوة الروحيّة العميقة التي أنهكت تفكيرك، تشعر بألمٍ لا يُداويه طبيب، اختناق وعجز عن التنفّس، ورئتاك سليمتان لا مرضَ عضويّاً يعتريك، بل هي عِلّة رُوحيّة، ثقبٌ نخر في جدار الروح عن غفلةٍ منك، مُستغلّاً انشغالك بتأمين حاجات الجسد.
لحظة ينقسمُ العمر فيها لما قبلها وما بعدها، هي التقويم الجديد، الزلزال الذي سيُوقظك من سُباتك، بعدها ستضع كلّ مخطّطاتك جانباً، ستتغيّر كلّ اهتماماتك، ستهدم بيدك نظرياتٍ وأفكاراً اعتقدت أنّها مُسلّمات لا جدال فيها؛ لتبني من جديد على أساس صلبٍ حياتَك المقبلة.
سيُصبح شغلك الشاغل إشباع الروح الجائعة، ملء التجويف المؤلم بداخلها، لا ملء خزانتك بالأشياء، ستُعيد تقييم الغنى والفقر، وستتغيّر قيمة الأشياء بنظرك، فما تحتاج إليه الروح قيّم وكلّ ما عدا ذلك لا قيمة له.
ستبدأ شيئاً شيئاً بالتسامي، وستُحلّق بك روحك الحيّة وتجذب لك أرواحاً تشبهها، ستجد الأصدقاء الحقيقيّين الذين يُشبهونك، وستترفّع بأهدافك عن مصلحتك الشخصيّة، ليصبح هدفك أعمَّ وأشمل، ألا وهو هدف الإنسان الأعظم، إعمار الأرض.
وكلّما امتلأت روحك أصبحت أكثر قرباً مِن الله، وأكثر إيماناً برحمته، وأكثرَ حُبّاً للكون وللإنسان، وأكثر تحرُّراً من تبعيّة الأشياء والأفكار المُعلّبة، وأكثر رحمةً.
أقلامـ ملونة
نشر في 07 كانون الثاني 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع