Facebook Pixel
مابين الآيفون والهواوي
مابين الآيفون والهواوي
953 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

مهما كان سبب اختيارك فثقتك بنفسك أقوى من أي علامة تجارية كتفاحة مرسومة أو إشارة بي إم دبليو

مابين الآيفون والهواوي:
الجميع لديه هذا الزميل، الذي يحب المزاح إلى درجة الإزعاج، ولطالما أحببت أن أحضر إزعاجات زميلي هذا في العمل، رأيته يتقدم إلى طاولة الطعام وكان مزاجه جيداً فأدركت أننا سنحظى بوقت طيب
نظر إلى زميلنا الهندي الذي يضع هاتفه الآيفون بجواره وقال:
آه لديك آيفون!، كنت أعتقد أن شركة آبل تستطيع خداع المدراء ورجال الأعمال، ولكن يبدو أنها تمكنت حتى منك بالرغم من كونك تقني! يا للسرقة، لقد سرقوك!
ابتسم صاحب الآيفون باستغراب وأجاب: نعم نعم صحيح، لقد سرقوني هاهاها
تابع الزميل المزعج كلامه: أنت تقود بي إم دبليو صح؟
هزّ صاحب الآيفون برأسه
تابع الزميل المزعج كلامه: يا رجل، أنت الشخص المثالي لتلك الشركات، تدفع عشرة اضعاف ما تملك لقاء شعار التفاحة أو شعار البي إم
تابع صاحب الآيفون ضحكه باستغراب دون أن ينجح الزميل المزعج بابتزازه أو إثارة غضبه
التفت الزميل المزعج وأمسك بجهاز هواوي موضوع على الطاولة وقال:
لمن هذه اللعبة؟
أشار أحد الجالسين بيده
تابع المزعج: يارجل، لماذا تحمل هكذا خردة، أعتقد أنك لاتستطيع حتى تهجئة اسمها بطريقة صحيحة، يارجل، على الأقل زميلنا ذاك تم خداعه من قبل ماركات عالمية ضخمة، أما أنت فتم خداعك من شركة إعادة تجميع صينية رخيصة
اعتدل صاحب الهواوي في جلسته وقال: ماالذي تتحدث عنه، لقد حصلت على هاتف بسعة 4 جيجا رام بنصف سعر نظيره من سامسونج
هنا قاطعه المزعج: صحيح صحيح، بإمكانك مثلاً شراء سيارة كيا سعة محركها 1.2 أو شراء سيارة فيراري بسعة محرك 1.1 ومن ثم تزعم أن سيارة الكيا تملك محرك أقوى
يالها من صفقة رابحة!
تمكن المزعج من إثارة غضب صاحب الهواوي بشكل مدهش، والذي انتفض يدافع عن خياره وعن هاتفه، قبل أن يقول صاحب الهواوي:
هناك الكثيرون يحملون هذا الهاتف، حتى هنا في هذه الشركة، فزميلنا هذا يحمل هواوي أيضاً
رأيت اصبعه تتجه نحوي، نظر المزعج نحوي وقال:
مستحيل، هذا شخص ذكي لن يتم خداعه بتلك السذاجة
أخرجت هاتفي الهواوي من جيبي بهدوء ووضعته على الطاول
قال المزعج: يار جل ! أنت تمزح! أنا لا أصدق ما ارى خدعوك
قلت له: احذر أن يخدعوك إذاً
تابع المستفز كلامه وأنا تبنيت طريقة صاحب الآيفون بالرد، ضحك مع سخرية
---------------------
كنت قد لاحظت أن صاحب الآيفون ينظر بعين الشفقة على هذا المستفز، كانت كل ردوده تنطلق من مبدأ: ياله من جاهل سطحي
حتى حين يتعرض زميلي الهندي صاحب الآيفون لانتقاد ديني، من باب: هل تؤمن حقاً بتناسخ الأرواح!، ماهذا الفيل الذي تضعه في مقدمة سيارتك البي إم! هل من المعقول أن تشوه السيارة بتلك الطريقة؟
كان يرد بابتسام ساخر
لأنه كان مقتنعاً بما يفعل ومؤمناً به
كان يرد على الساخرين بالتجاهل، وعلى السائلين الجادين بهدوء
وهذا ديدن الواثق مما يفعل، المقتنع بما يملك
كنت لاحظت كثيراً على نفسي أنني أنتقل من الهدوء التام إلى التوتر والغضب العارم لمجرد تعرضي لسؤال من نوع: هل الدجاجة أنظف من الخنزير؟ لماذا تأكلون الدجاج ولا تأكلون الخنزير؟
ولاحظت أن نسبة الغضب والتوتر تقل مع ازدياد العلم والمعرفة والقناعة، من الواضح أن صاحب الهواوي ذاك لا يثق بقراره، وغير مقتنع به تماماً، وخياره كان مبنياً على جانب مادي فقط وهو يحاول إقناع نفسه قبل إقناع غيره بأن هاتفه جيد، وقد بدا ذلك واضحاً على ردات فعله الغاضبة، وأنا على قناعة بأن صاحب الهواوي يحمل الهواوي لأنه لم يجد خياراً آخر يناسب إمكانياته
من التفكر في الغار
نشر في 24 كانون الثاني 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع