الحلقة الثالثة والأخيرة من سلسة سرطان الثدي عن عوامل الخطر التي تزيد إحتمالية الإصابة وما الإجراءات اللازمة لخفض الخطر
الحلقة الثالثة والأخيرة من سلسة سرطان الثدي ستكون عن عوامل الخطر (Risk Factors)، وهي العوامل التي تؤثر على احتمالية أن المرض قد يصيب شخصًا معيّنًا، على سبيل المثال فإن التدخين هو أحد عوامل الخطر لسرطان الرئة، أو التعرّض لأشعة الشمس القوية هو أحد عوامل الخطر لسرطان الجلد.
يجب الانتباه إلى نقطة هامة، وهي أن وجود هذه العوامل لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض، فقد تتواجد عوامل الخطر لدى شخص ما ولا يصاب بالمرض، وقد يحدث العكس. لكن التقليل والانتباه إلى عوامل الخطر على قدر الاستطاعة؛ من الممكن أن يساعدنا جدًا في الوقاية من المرض.
هناك تقسيمات لعوامل الخطر، فبعضها خارج عن إرادة الشخص ككونها أنثى، أو الوراثة أو التقدّم في السن. وبعضها من الممكن التحكّم به كالوزن، وممارسة الرياضة والتدخين ونمط الحياة بشكل عام. سنتكلّم عن هذه العوامل جميعها، وسنبدأ بالعوامل الخارجة عن الإرادة، ومنها:
1- كونك امرأة:
كونك امرأة هو أكبر عامل خطر للإصابة بسرطان الثدي. في السنة الماضية كان هناك حوالي 190 ألف حالة جديدة لسرطان الثدي من النساء في الولايات المتحدة مقابل 2000 حالة فقط من الرجال. السبب هو الهرمونات الأنثوية مثل الاستروجين. من الممكن الحدّ بعض الشيء من الاستروجين لتقليل مخاطره.
2- العمر:
كلما تقدّم الشخص في السن؛ كلما ارتفع خطر إصابته بسرطان الثدي. وفقًا للجمعية الأمريكية لسرطان الثدي فإن 1:8 من سرطانات الثدي التي تنتقل من مكانها لتغزو أماكن أخرى؛ موجودة في سيدات أعمارهن أقل من 45 سنة. و حوالي 2 من كل 3 من هذه السرطانات المنتقلة؛ موجودة في سيدات أعمارهم 55 سنة فما فوق.
3- تاريخ العائلة والجينات:
للأسف لو شُخّص سرطان الثدي لأحد من الوالدين، فالخطر سيكون أعلى. و بتفصيل أكبر: لو إحدى قريباتك من الدرجة الأولى (أخت، أو أم، أو ابنة) شُخّص لديهم سرطان الثدي؛ فالخطر يكون مضاعفًا. ولو شُخّص لدى اثنتين من هؤلاء الثلاثة؛ فإن الخطر يرتفع إلى 5 مرات أعلى من المتوسط. ونفس الشيء في حال الأب أو الأخ، لكن النسبة غير معروفة.
في ناس تاريخهم العائلي اقوى ودول لوجود جين مرتبط بإرتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي زي BRCA1 ، BRCA2 و CHEK2 وجينات أخرى مثلATM ،p53 ،PTEN ،CHD1 PALB2 ،RINT1 ،MRE11A ، RAD50، NBN ويُعرف وجود هذه الجينات أم لا بالفحص الجيني.
ولو تم تشخيصك بسرطان الثدي قبل ذلك، فإنكِ 3:4 مرات أكثر عرضة لتطوير سرطان ثدي جديد، ومن المهم أن تتبعي نفس الخطوات والفحص المستمر أيضًا، بالإضافة للبعد عن أي منتج فيه هرموني الاستروجين أو البروجسترون.
4- العِرق:
النساء ذوات العِرق الأبيض أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من الأمريكيات ذوات البشرة السوداء (من أصول افريقية)، لكن ذوات البشرة السوداء أكثر عرضة للوفاة من سرطان الثدي. الآسيويات والبيضاوات وذوات الأصول الأمريكية ينخفض لديهن خطر الوفاة من سرطان الثدي عمومًا.
5- أنسجة الثدي:
بعض السيدات لديهن أنسجة صدرٍ كثيفة (الأنسجة الغدية والليفية أكثر، والأنسجة الدهنية أقل) 1.2:2 وتزيد عندهن خطر الإصابة بسرطان الثدي مقارنةً بالسيدات اللواتي أنسجة صدورهن عادية.
6- فترات الطمث:
السيدات اللواتي حِضن أكثر (بسبب أن الطمث بدأ لديهن في وقت مبكر)؛ معرّضات أكثر لخطر الإصابة بسرطان الثدي، بسبب أنهن تعرّضن أكثر للاستروجين والبروجسترون.
هناك بعض العوامل التي ترفع خطر الإصابة أيضًا، مثل التعرّض لعلاج إشعاعي خلال فترة المراهقة، أي أثناء تطوّر ونمو أنسجة الثدي. لكن بعد سن 40 عامًا فإن العلاج الإشعاعي لا يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي. وكذلك التعرّض لـ ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول ««diethylstilbestrol (وهو شكل مصنّع من الاستروجين كان يستخدم كثيرًا في الأربعينات حتى السبعينات لمنع اضطرابات الدورة الشهرية). والإصابة بالأورام الحميدة والتكيّسات ترفع خطر الإصابة أيضًا.
ما هي الإجراءات التي يجب اتباعها لخفض خطر هذه العوامل؟
- الحفاظ على الوزن الصحي.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحدّ من الكحول.
- تناول طعام صحي ومغذٍ.
- عدم التدخين نهائيًا أو الإقلاع عنه إذا كان الشخص مدخنًا.
- الابتعاد عن المنتجات التي تحتوي على الاستروجين والبروجسترون.