Facebook Pixel
وصدر الحكم بالإعدام
857 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

تناقل الناس ذلك الخبر العجيب، بكلمات لاهثة، وحروف يمتزج فيها الذهول بالشك وعدم التصديق، خبر فشل إعدام البستاني النحيل الشاحب جون لي

تناقل الناس ذلك الخبر العجيب، بكلمات لاهثة، وحروف يمتزج فيها الذهول بالشك وعدم التصديق، في الثالث والعشرين من فبراير، عام 1885م .

خبر فشل إعدام البستاني النحيل الشاحب (جون لي)، المتهم بقتل مخدومته العانس العجوز، الآنسة ايما آن كيزى..
وفى البداية لم يبد البعض اهتماما بالخبر، وتصوروا انه مجرد عفو صدر عن محكوم عليه بالإعدام، فى لحظاته الأخيرة، ولكن ما أن استمعوا إلى التفاصيل، حتى هوت فكوكهم السفلى في دهشة، واتسعت عيونهم في ذهول..
ذلك لأنها لم تكن قصة عادية، بل كانت أشبه بمعجزة..
معجزة من وراء العقل
فما هي هذه القصة إذن؟

*******

كانت البداية منذ ثلاث سنوات، عندما وافقت الآنسة (إيما) على أن يعمل جون كبستاني، في منزلها في دوفن، إلى جوار أدائة لعدة أعمال أخرى صغيرة، مقابل أربعة شلنات أسبوعيا فحسب .

وكانت الآنسة (إيما) شديدة القسوة على كل من يعملون لديها، تكلفهم أعمالا شاقة، لساعات طوال، ثم تمنحهم ما يسد رمقهم فحسب من الطعام، وتنقدهم أبخس الأجور .

وكان لـ (جون) نصيب الأسد، من هذه المعاملة القاسية، فقد دأبت الآنسة (إيما) على خصم بعض راتبه، لأتفه الأسباب، ثم لم تلبث أن أعلنته أنها ستخفض راتبه بمقدار شلن واحدا أسبوعيا .

وبعد أسبوعين عثروا على الآنسة (إيما) مذبوحة بسكين البستاني، في حجرة الكرار، فأسرعوا يلقون القبض على جون لى، الذى كان ينام ملء جفنيه، فى حجرة الخزين المجاورة .

وفى الرابع من يناير، عام 1885م، تمت محاكمة جون، واعتبرت المحكمة أن تخفيض راتبه دافعا مناسبا لقتل الآنسة (إيما)، وإدانته، وأصدرت حكمها بإعدامه شنقاً .

والعجيب أن جون لم يطرف له جفن طوال المحاكمة.
لقد بدا شديد الهدوء والثقة، مما أثار القاضي، فسأله عن سر هدوئه
وهنا أجاب جون: إنني اعلم أنني برئ يا سيدي، وأنهم لن ينجحوا في شنقي ابدًا.

*******

في الليلة السابقة لإعدامه، نام جون ملء جفنيه، وإنما لا يشغله أمر واحد، في حياته كلها
وفى الثالث والعشرين من فبراير، اقتاد الجنود جون إلى المشنقة، مع نسمات الصباح الباكر، وهو يبتسم في ارتياح، وكأنهم يقودونه إلى نزهة لطيفة .
ووقف جون على منصة المشنقة هادئًا .
كان المفروض أن يشير مدير السجن بيده، فيجذب منفذ الحكم رتاجًا خاصا، تنفتح أثر جذبه كوة خاصة، تحت قدمي جون، فيسقط فيها، ويجذب الحبل عنقه في عنف، و .. ويموت ..

وفى صباح يوم التنفيذ، اختبر مسئولو السجن الرتاج والكوة خمس مرات، وكانت استجابتهما مثالية
وفى تمام الثامنة، وضع الجلاد أنشوطة المشنقة حول عنق جون، الذي حافظ غلى ابتسامته في هدوء عجيب، ورفع مدير السجن يده، ثم خفضها بحركة حادة، ايذانا بتنفيذ الحكم ..
وجذب الجلاد الرتاج ..
وسمع الجميع صوت الرتاج يعمل في كفاءة.
ولكن الكوة لم تنفتح
حاول الجلاد مرة أخرى
وأخرى ..
وأخرى ..
وفى كل مرة لم تنفتح الكوة
وهنا ابعدوا جون عن منصة الإعدام، واجروا تجربة للرتاج، فانفتح في سلاسة، وانفتحت الكوة في هدوء
وأعادوا جون إلى المنصة
وأحاطوا عنقه بالأنشوطة
ثم جذبوا التاج
ومرة أخرى لم تنفتح الكوة
وهكذا لثلاث مرات
عندما يكون جون فوق المنصة لا تنفتح الكوة
وعندما يبتعد عنها تستجيب في سلاسة
وفحص مسئولو السجن المنصة والرتاج في عناية فائقة، وتأكدوا مع دهشتهم أنهما سليمان تمامًا
وهنا قال جون في هدوء عجيب، من خلف غطاء الرأس، الذي يخفى وجه كل محكوم عليه بالإعدام: لن يمكنكم إعدامي أبدًا، فا الله سبحانه وتعالى يعلم أنني برئ ..
وهنا بكى القس، المشرف على الإعدام، وهتف: لا تحاولوا إعدام هذا الفتى .. انه برئ
وأعيد جون إلى زنزانته، ولم يتم إعدامه..
وتناقل الجميع قصته، كما يتناقلون الأساطير..
ومن وراء العقل..
روايات مصريـة
نشر في 07 حزيران 2015
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع