عادة ماتأتي الأفكار ونحن مشغولون عنها لا نعطي لها بالا فتذهب هباء منثور، كيف تستغلينها وتكسبينها لنفسك؟
في كثير من الأوقات عندما تكونين جالسة أمام التلفاز أو تحستين قهوتك أو ربما تقفين على أعمالك المطبخية التي لانهاية لها،تأتيكي أفكار لامعة تصحيكي من غفوتك، فتنوي فعلها مستقبلا لتطوير نفسك أو بناء نفسك من جديد، فترين بها التألق والنجاح والعلو بذاتك، ولكن تصلين إلى المساء لاتذكرين ماحلمتي وماتخليتي وما وصلتي إليه من البناء، وتناثر النجاح والتطور والعلو الذي ذهبت به بمخيلتك بين رغوة ملأتي بها الصحون وبين غبرة أعثرت بها الذهون وتعاودين إرتشاف القهوة وكأن شيئا لم يكن له وجود في هذا الكون..
تشاري تشابلين الذي أضحك العالم بصمته كانت جميع مؤلفاته شبيهة بشخصيته، سهلة وبسيطة وسجلا حافلا لحياة مليئة بالمفاجئات، فكان يعمل على تدوين أي فكرة تأتيه على ورقة حتى وإن كان نائما شب من نومه وسجلها ..
فإن عدد الأفكار التي تمر على مخ الإنسان بين اليوم والليلة تقدر بسبعين ألف فكرة ..
بعد أن قمتي بتسجيلها على الورقة، لايهم كيف تم التسجيل هل يداك بالطبيخ أم بالتنظيف المهم أن لا تفلت فكرة من السبعين ألف فتأتي الحسرة على الهباء المنثور، فقد قيل قلم ضعيف خير من ذاكرة قوية ..
دوني كل مالديك من أفكار لا تعرفين ربما تصلين إلى شيء كتبه الله لك فقط يريد منك السعي وراءه، فأنت التي تقودين أفكارك، ثم ارجعي إلى مادونتيه لتعملي على تحقيقه والسعي وراءه خطوة خطوة، كما تقومين بأي شيء في المنزل، تجمعين الأكواب ثم تبدأين بالتنضيف ثم تلمعي المكان وتضيفي بعضا من لمساتك، كذلك الأمر إجمعي الأفكار والمعلومات وإبحثي عنها ثم إبدأي بالتنفيذ فكرة تلو الأخرى وضعي أحد العلامات الإشارية لكل شي نفذتيه لتحققي الذي يليه بإتقان وفخر وثقة بالنفس لما حققتي من أعمال، فقوله تعالى ( وقل اعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )تحثنا للعمل لأنه سيرى ماذا قدمتم لأنفسكم هو وخير البشرية الحبيب محمد صلى عليه وسلم