992 مشاهدة
0
0
سقوط عاصمـة الخلافـة كان أعتى زلزال ضـرب العالم الإسلامي سياسياً والضربـة المدوية للحضارة الإسلاميـة و عجلتها
العاشـر من شبـاط عام 1258 للميـلاد .. الموافـق للرابع من صفر عام 656 للهجـرة ... التتـار بقيـادة هولاكـو خـان يكتسحـون بغـداد مدينـة السـلام ... و يسقطـون الخلافـة الإسلاميـة بقتـل أخر خلفـاء بنـي العباس المستعصم بالله ...سقوط عاصمـة الخلافـة كان أعتى زلزال ضـرب العالم الإسلامي سياسياً ... و الضربـة المدوية للحضارة الإسلاميـة و عجلتها ...
التتار الذين كانوا قوة الفوضى الكبرى في العالم .. انطلقوا من سهوب اسيا كالسيل الجارف و اكتسحوا كل ما في طريقهم بطريقة رهيبة ... حيث طبقوا ما يشبه حرب البرق التي كانت ألمانيا النازية تتبعها في الحرب العالمية الثانية ... و كانت جيوشهم تصل إلى البلدان قبل أن يصل التحذير من وصولها أصلاً .. و ذلك لاعتمادهم الكبير على الخيول لسريعة ... حيث ما من جيش قطع مسافات في التاريخ كما فعلوا .... و ما قطع أحد مسافات بهذه السرعة منذ زمانهم و حتى بدايات القرن العشرين ...
بعد أن تم لهم الأمر في اسيا بدأوا بابتلاع العالم الإسلامي شيئاً فشيئاً و دمروا الدولة الخوارزمية و قضوا عليهـا ... ثم اتجهوا إلى قلب العالم الإسلامي في الشرق الأوسط متمثلاً في الشام و العراق و عاصمـة الخلافة بغداد ... فوصلت جحافلهم بقيادة هولاكو في نهاية شهر محرم و بدأوا الحصار و قصف بغداد في أول صفر ... و قد كانت بغـداد في ذلك الوقت في أضعف حال و أشد الأوضاع العسكرية بؤساً ... إذ تم تسريح كثير من قطع الجيش حتى أصبح الجند يستعطون على أبواب المساجد ... و كانت القيادة السياسية متمثلة بالخليفة في أردى حال .. إذ أنه استوزر الوزيـر ابن العلقمـي و الذي كانت سياسته هادفة كما يصف ابن كثيـر لإضعاف المسلمين و تسهيل الأمر على التتار ... و كان الخليفة نفسه في برزخ اخر من اللهو حتى في أثناء الحصار المغـولي الرهيب ... إذ يقول ابن كثيـر :
(( و أحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب .. حتى أصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة و تضحكه ... و كانت من جملة حظاياه ... و كانت تسمى "عرفة" .. جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها و هي ترقص بين يدي الخليفة )) ...
و قد خرج ابن العلقمي إلى هولاكـو و مثل بين يديـه مؤدياً الطاعة ثم عاد إلى الخليفة و أشار عليه بالخروج لملاقاة التتار ... فخرج في عدد كبير من الأمراء و الوزراء و أعيان بغـداد ... ليتم قتلهم عن بكرة أبيهم و يترك الخليفة و عدد قليل معه للعودة إلى بغداد و جلـب كنوز الخلافة و ذهبها ... و حينها أشار الوزير ابن العلقمي و العالم الفلكي الشهير نصير الدين الطوسي على هولاكـو بقتل الخليفـة ... حتى إذا عاد من قصر الخلافـة تم لفه بالسجاد و قتله رفساً كما تقول إحدى الروايات ...
ثم مال التتـار كسرب من الجراد على عاصمة الخلافـة و وقعت الفجيعة الكبرى .... فأبادوا أهلها عن بكرة أبيهم و دمروا دورها و نهبوا كنوزهـا ... و قوضت أسس الحضارة و أحرقت الكتب و رميـت في النهـر أنفس و أغلى نتائج العبقرية البشرية و التراث الإنساني ... و لم ينج من المدينة إلا اليهود و النصارى و أغنيـاء التجار ممن افتدوا أنفسهم بأموال جزيلة .. و من لجأ إلى دار الوزير ابن العلقمـي ... و أصبحت بغـداد خراباً ( فهي خاوية على عروشها و بئر معطلة وقصر مشيد ) .. و لكثرة القتل و الجثث انتشر المرض حتى ضرب الشام ... و التي ما كان إلا مجـرد وقت حتى لاقت ما لاقته بغـداد ... و أولى فجائعها كانت حلـب ..
نشر في 10 شباط 2019
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع