2168 مشاهدة
0
0
واحدة من المعارك الفاصلة في التاريخ جرت أحداثها في بحـر العرب حين هزم الأسطول البرتغالـي قوات بحرية و بريـة مشتركة لسلطنة كوجرات الهندية و سلطنة مماليك مصـر و الشام المدعومة بمساندة من جمهورية البندقية وجمهورية راكوسا والدولة العثمانيـة
في مثـل هذا اليـوم عام 1509 .. واحدة من المعارك الفاصلة في التاريخ جرت أحداثها في بحـر العرب ... حين هزم الأسطول البرتغالـي قوات بحرية و بريـة مشتركة لسلطنة كوجرات الهندية و سلطنة مماليك مصـر و الشام المدعومة بمساندة من جمهورية البندقية .. و جمهورية راكوسا .. و الدولة العثمانيـة ... فيما يعرف بمعركـة ديـو البحريـة ...انفجرت الشهوة الاستعمارية لدى البرتغال بعد تمكن بارثولوميو ديـاز من الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح جنوب إفريقيا و متابعة فاسكو دي غاما للاكتشاف وصولاً للهند .. و اكتشاف طريق بحري يصل لاسيا و توابلها و تجارتها بدون المرور بالطريق التقليدي الشهير عبر أوربا و إفريقيا ... مما وجه ضربة مدوية لمصالح القوى المهيمنة على طرق التجارة القديمة .... و هي جمهورية البندقية التي كانت تتولى زمام التعامل التجاري مع العالم الإسلامي ... و الدولة العثمانية و سلطنة المماليك في مصـر و الشام .. و اللتان يتحتم المرور بهما في أي تجارة بين اسيا و أوربا ... و تديران مصالح المسلمين مع العالم الخارجي ...
و بدأت الأساطيل البرتغالية تجوب سواحل إفريقيا و اسيا و تقيم مراكز عسكرية و حاميات ... و أصبحت تهديداً خطيراً ضرب ظهر العالم الإسلامي و نقاط قوته التجارية ... و في هذه اللحظات التاريخية الحرجة .. طلب سلطان سلطنة كوجرات الهندية محمود بيجادا .. النجدة من حلفائه التجاريين .. مماليك مصر و الشام .. خصوصاً بعد وصول قوات برتغالية جديدة بقيادة فرانشيسكو دي ألميدا ... و تمكن البحار البرتغالي الشهير ألفونسو دي ألبوكيرك من احتلال جزيرة سقطرة جنوب اليمن ... حتى وصل تمدد مراكز البرتغال للخليج العربي و بحر العرب كهرمز ... و هدد جدة قرب مكة المكرمة ! ...
حين ذلك بدأ التواصل بين المماليك و العثمانيين و البنادقة للتحرك في المحيط الهندي و وضع حد للتمدد البرتغالي .. فقام السلطان الأشرف قانصوه الغوري بإرسال أسطول من مصر بقيادة الأميرال حسين الكوردي .. بمساعدة عثمانية أرسلها السلطان بيازيد الثانـي .. و مساندة فينيسية ... و اجتمعت القوات في ديو على ساحل الهند الغربي .. و التي كانت هدف الإمبراطورية البرتغالية لموقعها التجاري المهم ...
تفوق البرتغال البحري و مهارة بحارتها ... و مدى المدافع البرتغالية و حداثتها ... في مقابل عدم الخبرة المصـرية في المعارك البحرية و تأخر المماليك عسكرياً عما وصلت إليه القوى الأوربية ... كانت كلها عاومل حاسمة أدت لانتصار الأسطول البرتغالي في المعركة اخر الأمر في مثل هذا اليوم ..
هذه المعركة كانت فاصلاً مهماً في التاريخ .. حيث بدأت القوى الأوربية تتوافد كالسيل الجارف الى الهند و جنوب شرق اسيا ... هذه المناطق التي كانت نطاقاً حيوياً خاصاً بالمسلمين و ميزان اقتصادهم العالمي ... وانكسر ميزان تفوق العالم الإسلامي على العالم المسيحي ... و بدأ الأوربيون بعدها بإقامة مراكز و شركات تجارية ظاهراً و استعمارية الهدف باطناً ... لتتوالى القوى الأوربية تباعاً ... فدامت سيطرة البرتغال قرابة قرن ... ثم تفوق الهولنديون أصحاب أكبر أسطول في العالم وقتها بعدما نالوا استقلالهم من هابسبورغ إسبانيا ... و بعدهم جاءت أكثر القوى تفوقاً و دهاء و شراسة ..
الإمبـراطوريـة البريطانيـة ...
و بمجيئها بدأ الزمان القاسي للشرق الإسلامي ...
نشر في 10 شباط 2019