وُلِد وفي فمه ملعقة من ذهب

ذلك المعنى الذي ما زال يسري في مجتمعاتنا دلالة على الشرف والترف ، من أين نشئت هذه العبارة وماهي أصولها ؟

ذلك المعنى الذي ما زال يسري في مجتمعاتنا دلالة على الشرف والترف،
حيث كانت تلك الملعقة الذهب وذاك الطفل المحظوظ في القرن الخامس عشر، وتحديدا في بريطانيا، المكان الذي شاعت فيه الملاعق الذهبية التي كانت تحمل في مقبضها نحتاً للحواريين،
لكنها كانت حكراً على أولئك المترفين الذين يملكون القدرة المخملية على اطعام طفلهم بملعقة من ذهب.
ولكن سيدتنا الملعقة الذهبية تلك، لم تكن وليدة القرن الخامس عشر فحسب، بل هي امتداد لسلالات ملعقية وُجد بعضها في الأضرحة الفرعونية والحضارات الإغريقية وحتى العصور الحجرية، ولكن ضلت سلالة الملاعق محدودة النسل نوعا ما في تلك الأحقاب لقناعة الناس بضرورة لمس نعمة الطعام باليد لا بوسيلة اخرى، حيث كانت الطبقات الراقية تستخدم ثلاثة أصابع اثناء الطعام، ويعتبر تلويث الخنصر والبنصر بالطعام تصرفاً مشيناً يدل على الدونية من العوام الذين كانوا يستخدمون أصابعهم الخمسة !.
وفِي القرن السادس عشر جعلت فرنسا السيدة ملعقة شعارا لدولتها وذلك تشجيعا على استخدامها و تمهيداً للنقلة المتحضرة في تناول الطعام .
الغريب ان اختها المقربة جدا السيدة شوكة جوبهت بكثير من الجلبة بين الأوساط البشرية دينياً واتيكيتياً ،بينما تعاملت هذه الأوساط مع السيدة ملعقة بتقبل واسع عميق شديد.