1199 مشاهدة
0
1
ما قيمة الفنون الجميلة إذا لم يتجمل مبدعها، وماقيمة الشاعر ولا الأديب إذ خلا بينه وبين روحه وجدها عمياء خرساء شوهاء!
أيّ قيمة للفنون الجميلة لا تتجمّل بها حياة الذين يبدعونها , فتغدو طاهرة من الرياء والتدجيل , والمكر والنفاق , والحقد والغضب , والفحش والتهتك , والظلم والغطرسة , والكره والجشع , وحبّ الظهور والمجد الباطل ؟وأيّ قيمة للأدب لا يتأدّب به الذين يخلقونه أولاً , كيما يتأدب به الذين يقرأونه ؟
ما نفع الشاعر أن يقال في قصيدة نظمها إنّها قصيدة "عصماء" , وهو عندما يخلو بروحه يجدها عمياء , خرساء , شوهاء ؟ أو يجدها أضعف من ان تصمد لنسمة هواء , فكيف بعاصفة هوجاء ؟
ما نفع كاتب الرواية أو القصّة أن يسوق إليك صوراً صادقة من الحياة التي يحياها الناس في كل يوم ما دام هو نفسه لا يستخلص من تلك الصور عِبراً تمكّنه من ان يجعل من حياته قدوةً يقتدي بها الناس ؟
لا . لا قيمة لأيّ فلسفة , أو فنّ , أو أدب , أو دين إلّا على قدر ما يترجمها الفيلسوف , والفنّان , والأديب , والمتديّن إلى قوّة تخلق فيه المناعة ضدّ جميع الأضاليل , والأوهام , والترهات , والمخاوف , والبشاعات التي ما تزال تشوّه حياة الإنسان على الأرض .
~ ميخائيل نعيمة _ كتاب #اليوم_الأخير
نشر في 09 تموز 2014
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع