376 مشاهدة
0
0
إن ما يعرف بالعقل البشري كثير من المعلومات المبنية في داخله، لا وجاهة لها إِلّا أنها دخلته قبل غيرها، ولا يمكن تغييرها وتغيير الأفكار التي دخلت
معجزة العقل البشري###
لنفترض أنه تقدّم لخطبة أختك.. أو تقدّم لخطبتك أنت كفتاة شابّان.. الأول اسمه أحمد.. والثاني مصطفى.. ولدى السؤال عن كل منهما، تبيّن الآتي..
أول معلومة وردت من أحد رفاق أحمد القدامى في المدرسة، أفادت بأن أحمد كان شاذا جنسيا.. وربّما لم يعد كذلك الآن.. لكن كان كذلك في الماضي.. الآن هو محاسب في شركة كبيرة.. يحبّ الرسم والموسيقى.. لطيف مع الآخرين.. غير مدخن.. منطو على نفسه قليلا.. يهوى تسلّق الجبال وكرة السلّة والجودو.. يمتلك شقّته الخاصة.. ولديه بعض المدخرات في البنك..
مصطفى على الجانب الآخر.. موظف في إحدى شركات التأمين.. ملاكم سابق.. مغرم بكاظم الساهر وحريص على حضور حفلاته.. اجتماعي ولطيف.. يدخن الشيشة أحيانا.. ومهووس باقتناء السيارات الرياضية وكرة القدم.. اشترى شقة عن طريق البنك.. ووضعه المادي جيّد..
الآن لنحاول رسم صورة في مخيلتنا لكلا الشابين.. لنتمكن من المفاضلة بينهما.. خذ نصف دقيقة لفعل ذلك.. بشكل جدي.. ضع الهاتف جانبا.. أغمض عينيك وحاول أن تتخيلهما في ضوء ما عرفته.. وعد بعد ذلك للقراءة هنا..
الآن بعد أن عدت إلى هنا.. اتضح أن الشخص الذي نقل المعلومة الأولى عن أحمد كان مخطئا.. وأنه كان يقصد أحمدا آخر.. لكن أحمدنا هذا برئ من ادعاء الشذوذ الجنسي .. فهل تغيرت نظرتك له أم بقيت كما هي؟
على الأغلب بقيت كما هي.. وحتى لو كان ادعاء الشذوذ الجنسي غير صحيح.. إلا أن النظرة نحوه تبقى بأنه ناعم قليلا.. والفتاة لا تفضّل الرجل الناعم.. وتفضل مصطفى عليه.. مع أن أحمد قد لا يكون ناعما أبدا.. فهو يمارس الجودو وتسلّق الجبال.. وهذه أمور خشنة! لكننا لن نقتنع بذلك.. لأننا قرأنا هذه المعلومات في ضوء معرفتنا بأنه شاذ جنسيا.. وبالتالي، فلا نستطيع رؤيته إِلَّا ضمن هذا الإطار حتى لو تم تفنيده لاحقا..
وهذا أَيُّهَا السادة هو ما يعرف بالعقل البشري.. كثير من المعلومات المبنية في داخله، لا وجاهة لها إِلّا أنها دخلته قبل غيرها..
#ديك_الجن
نشر في 08 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع