684 مشاهدة
0
1
فكرة أنّ من يقوم بعمل إجرامي هو "مريضٌ نفسيّ" هي فكرة خطرة وظالمة، خصوصاً على ضوء النبذ والإقصاء الاجتماعي الذي يعاني منه من هم مرضى نفسيون بالفعل
فكرة أنّ من يقوم بعمل إجرامي هو "مريضٌ نفسيّ" هي فكرة خطرة وظالمة ، خصوصاً على ضوء النبذ والإقصاء الاجتماعي الذي يعاني منه من هم مرضى نفسيون بالفعل.القانون الجنائي والطب النفسي يناقشان بشكل مفصل موضوع الطائلة القانونية، ومن هو الشخص غير المسؤول عن أعماله (أو جرائمه)؟
لإعفاء شخص من العقوبة، يجب أن يكون تحت تأثير مرض نفسي بحيث لا يكون على دراية بطبيعة أفعاله ونوعيتها وعواقبها , أو إذا كان غير قادر على التفرقة بين الصحيح والخاطئ , وإدراك أن أفعاله كانت خاطئة (M'Naghten rule). هذا الأمر يمكن فحصه في التشخيص النفسي الذي يستطيع غالباً التفرقة بين المريض النفسي (غير المسؤول عن أعماله) والمجرم الذي قام بجريمته مع سبق الإصرار والترصد.
غالباً المرضى النفسيون الذين لا تقع عليهم الطائلة القانونية يعانون من مرض ذهاني ( كالفصام مثلاً، وهو مرض نفسي-عضوي صعب ناتج من خلل في الدماغ )، بسببه يعانون من هلوسات أو تهيؤات تسبب لهم قلقاً شديداً وغير محتمل، وتشعرهم بأنهم موجودون في خطر. على أثر هذا قد يفسرون الواقع أو نوايا من حولهم بطريقة خاطئة، ويتجاوبون بعنف. من الجدير بالذكر أن المريض الفصامي يعاني من تدهور ذهني ونفسي، يجعله شخصاً ذا معاناة كبيرة ويعيش في خوف دائم. على الرغم من ادعاء وسائل الإعلام أن شخصاً قام بجريمة هو "مريض نفسي"، تشير البيانات أن مرضى الفصام ليسوا عرضة لارتكاب جريمة قتل أكثر من أي شخص آخر. عندما يرتكب مريض بالفصام جريمة قتل، قد يكون ذلك لأسباب تستند إلى الهلوسة أو الأوهام . بشكل عام يمكن التنبؤ بارتكاب مرضى الفصام لأعمال العنف، وذلك حسب وجود سوابق عنيفة، أو تعريض الطاقم الطبي الذي يعالجه للخطر، او هلوسة وأوهام ذات طابع ينطوي على العنف والشعور بالاضطهاد.
غالبا القاتلون المتسلسلون أو مرتكبو الجرائم الكبيرة هم أشخاص مضطربون، لكنهم ليسوا "مرضى نفسيين". عند ارتكاب جريمتهم هم لم يكونوا تحت تأثير هلوسات أو تهيؤات وكانوا على دراية بالصحيح والخاطئ وقادرين على التفرقة بينهما.
المريض النفسي غالباً شخص معاناته كبيرة ويحتاج المساعدة والتقبل، وليس تغذية أفكار خاطئة وآراء مسبقة عنه تساهم بنبذه وإقصائه اجتماعياً ، مما يزيد من معاناته وتدهور حالته النفسية والصحية.
بسمة سعد
أخصائية نفسية علاجية
نشر في 04 تشرين الأول 2017
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع