الإيمان هو البوصلة الدقيقة لمسيرة الإنسان على هذه البسيطة، فللإنسان دربان ظاهران في الحياة لا ثالث لهما، إمّا طريق الهدى، أو طريق الضّلالة، ويُمايَز بينهما بالإيمان، فما هي أركان الإيمان؟
- الإيمان هو البوصلة الدقيقة لمسيرة الإنسان على هذه البسيطة، فللإنسان دربان ظاهران في الحياة لا ثالث لهما، إمّا طريق الهدى، أو طريق الضّلالة، ويُمايَز بينهما بالإيمان.
و بالتّسليم اليقينيّ بأنّ الإيمان، هو تصديقٌ بالجَنان، لكنّه أيضاً، هو عملٌ بالأركان، فإنّ هذا العمل يتطلّب علماً و درايةً ليكون المؤمن على بصيرةٍ في تلمّس طريق الهدى فيلزمه، و يحتاطُ من طريق الضّلالة فيَتَجَنّبه.
و أركان الإيمان عرفناها منذ نعومة أظافرنا، من خلال حديثٍ نبويّ يحفظه صغيرنا قبل كبيرنا، عندما قال صلى الله عليه وَسَلَّم عن الإيمان ( أن تؤمن بالله وملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و تؤمن بالقَدَر خيره وشّره).
أمّا الإيمان بالله تعالى يتضمّن توحيده في ثلاثة:
١-في ربوبيّته، و تَعني تفرّده سبحانه في تدبير شؤون خلقه ومُلكهم.
(ألا له الخلق والأمر تَبَارَك الله ربّ العالمين)
٢-توحيد الألوهيّة، وهو إخلاص العبادة لله في باطنها و ظاهرها، بحيث لا يكون فيها شيء لغير الله.
( و ما خلقتُ الجنّ و الإنْسَ إِلَّا ليَعبدون)
٣-توحيد الأسماء والصّفات: و هو الإعتقاد الجازم، بأنّ الله تعالى متّصف بكلّ صفات الكمال، و مُنزّه عن كلّ صفات النّقص
( ليس كمِثله شيء).
الإيمان بالملائكة:
و هو الإعتقاد الجازم بوجود الملائكة، وبأنّهم مخلوقات من نور، لا يعصون الله ما أَمَرهم، و قائمين بوظائفهم الموكلة إليهم.
(لا يعصون الله ما أمَرهم ويفعلون ما يُؤمرون)
كما للملائكة الأثر الواضح في رعاية الكون والإنسان، و عونه على إعمار الأرض، و حثّه على الخير والهدى، و تجنيبه الشرّ والضلال.
الإيمان بأنبياء الله و رسله:
( ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك، منهم من قَصصنا عليك و منهم مَن لم نقصص).
إذاً علينا الإيمان بمن أرسل الله من الأنبياء الخمسة و عشرون، الذين ذُكروا في القرآن، وغيرهم ممّن لم يُذكروا لحكمةٍ إلهيّةٍ، نجهلها نحن ويعلمها فاطر الأكوان.
والإيمان بأنّ محمد صلى الله عليه وَسَلَّم، هو خاتم الأنبياء وإمامهم و صفوتهم.
يليه الإيمان بكتب الله عزّ و جلّ:
و هي صحف إبراهيم و الزَّبُور و التوراة والإنجيل والقرآن.
لكنّ الكتب التي نزلت قبل القرآن، قد ضاعت نُسخها الأصليّة، و اختلط بها كلام النَّاس لعدم وجود توثيقٍ تاريخيّ موثوق.
و بقي القرآن هو الكتاب الوحيد المحفوظ إلى يوم القيامة، المنزّه عن كلّ نقص (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتّقين).
الإيمان باليوم الآخر:
هو الإيمان بما أخبرَ به الله عزّ و جلّ في كتابه ممّا يكون بعد الموت، من فتنة القبر، والبعث والحشر، والصحف، والحساب، والميزان، والحوض، والجنّة، والنَّار.
أخيراً الإيمان بالقضاء والقَدَر:
( و كلّ شَيْءٍ عنده بمقدار)
أي الإيمان بمشيئة الله النّافذة في الكون، فما شاء كان، و ما لم يَشأ لم يكن، و كلّ شيء يجري بتقديره ومشيئته، و لا مشيئة للعباد في قَدَره، ولا رادّ لقضائه.
فهذه الأمور الستّة، هي أركان الإيمان التي يجب أن تكون راسخةً عند المسلم المؤمن، ولا يتمّ إيمانه بأحدها دون الأخرى، فمن جَحَد شيئاً منها، خَرَج من دائرة الإيمان، فيَتَوجّب عليه أخذها مجتمعةً، ليبني صرحاً عالياً من اليقين المطلق، بحتميّة دوره في خلافة الأرض، و بلوغ جَنَّات الخلد.