874 مشاهدة
0
0
الطاعون هو أحد أسوأ الأوبئة التي شهدها التاريخ الإنساني يوماً. انتشر الوباء القاتل شديد العدوى فى القرن الرابع عشر وكانت حصيلة الضحايا على أقل تقدير 75 مليون نسمة وذلك في ثلاث قارات
الموت الأسود يحكمــــــــــــــــــ
الطاعون (الموت الأسود) هو أحد أسوأ الأوبئة التي شهدها التاريخ الإنساني يوماً. انتشر الوباء القاتل شديد العدوى فى القرن الرابع عشر وكانت حصيلة الضحايا على أقل تقدير 75 مليون نسمة وذلك في ثلاث قارات.
خرج الطاعون من الصين ووسط آسيا ليجتاح أوروبا عن طريق البراغيث والفئران التي أتت على متن السفن التجارية على طول طريق تجارة الحرير .كما أنّ التجّار الإيطاليين التقطوا العدوى ثمّ عادوا الى وطنهم ايطاليا عام 1347 بصحبة الموت الأسود الذي قسم ظهر القارة العجوز، حيث اجتاح فرنسا، انجلترا، ألمانيا، إسبانيا، البرتغال واسكندنافيا.
قتل الطاعون الملايين في الصين والهند وإيران والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقوقاز. وفي عام 1346 وأثناء حصار الجيش المغولي لمدينة كافا بشبه جزيرة القرم، قام الجنود بإلقاء جثث ملوثّة بالوباء عبر أسوار المدينة لإجبارها على الإستسلام.
ماذا وراء الموت الاسود؟
اكتسب الطاعون (الموت الأسود) هذا الإسم بسبب البقع الدموية التي تظهر على الجلد بعد الإصابة به والتي تشبه الطعنات. هذا المرض تسبّبه بكتيريا تسمّى اليَرْسَنِيَّةُ الطَّاعونِيَّة Yersinia Pestis والتي تحملها البراغيث والفئران، فعندما يموت الفأر تنتقل البراغيث إلى فأر آخر أو إنسان لتنقل له المرض.
تمّ التأكّد من أنّ هذه البكتيريا هي من تقف خلف هذا الوباء عن طريق عيّنات الحمض النووي التي أخذت من الهياكل العظميّة للضحايا .
أنواع وأعراض الطاعون
ارتبط النصف الأوّل من القرن الرابع عشر بالحرب والمجاعة فأصبح الناس ضعفاء ومن دون مناعة، ليصبحوا فريسة سهلة للطاعون الذي انتشر على شكل ثلاثة أنواع.
النوع الأوّل وهو الأكثر شيوعاً، يسمّى الطاعون الدبلي أو الطاعون الدملي وهو ينتشر عن طريق عضّات البراغيث وفيه يعاني المصاب من حمى وصداع وغثيان وقيء مع ظهور دمامل وطفح جلدي داكن على الفخذ والساق وتحت الإبط والرقبة.
النوع الثاني يسمّى الطاعون الرئوي وتتأثّر به الرئتين وينتشرعن طريق التعرّض لسعال أو عطس الشخص المصاب. تشبه أعراضه أغلب أعراض أمراض الجهاز التنفسّي كالأنفلونزا .
النوع الثالث هو أكثر الأنواع شدّة وشراسة وهو طاعون التعفّن أو التسمّم الدموي، إذ المصاب يتوفّى خلال ساعات معدودة بمجرّد أن تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم.
الخسائر التي خلّفها الطاعون
قتل الطاعون في أوروبا وحدها ما بين عامي 1347 و 1352، 20 مليون إنسان على الأقل وهذا يساوي ثلث سكّان القارة. الكثافة السكّانية في المدن الكبرى مثل لندن وباريس وفلورنسا قلّت بنسب لا تصدّق واستغرقت أوروبا 150 عاماً لتعوّض الخسارة البشرية التي فقدتها في 5 سنوات وفقدت الكثافة السكانية العالمية 75 مليون نسمة ضحايا للوباء خلال المدّة عينها.
بحلول عام 1350، بدأ الطاعون بالتراجع تاركاً خلفه تغيّرات اقتصادية ودينية ونفسية على كلّ من نجى من قبضته حيث قلّت التجارة وهجر الناس القرى والحقول واتّجهوا للمدن، فأدّى ذلك إلى تحسين ظروف وشروط العمل لقلّة الباحثين عن عمل وقلّة أعداد الناس بشكل عام. فقد الناس إيمانهم بالكنيسة الكاثوليكية لأنّها لم تستطع حمايتهم من الطاعون أو تقديم تفسير لما حدث فتحوّلت أعداد كبيرة من الناس إلى مذهب البروتستانت.
لا يزال الطاعون موجوداً حتى اليوم ولكنّه يعالج بالمضادات الحيوية كما أنّه محلّ دراسة حتّى يومنا هذا وذلك لتفادي هول هذه المأساة مرة أخرى.
ترجمة: سارة الشريف
المصدر:
http://geography.about.com/od/culturalgeography/a/Impacts-Of-The-Black-Death.htm
نشر في 28 آب 2016