Facebook Pixel
1009 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

عادة نأخذ الأمور من سطحيتها دون الرجوع إلى أساسها فنرى كيف استسلمت اليابان لأمريكا وكيف هي الآن من حالها الإقتصادي و نرى كيف قاومت الجزائر للإحتلال الفرنسي وكيف موقعها الآن من التنمية البشرية

يفكر البعض على هذا النحو:

اليابان استسلمت لأمريكا دون قيد أو شرط أو مقاومة.
اليابان صاحبة ثالث أقوى اقتصاد في العالم.
الجزائر قاومت الاحتلال الفرنسي وقدمت مليون شهيد.
الجزائر تحتل الموقع 96 في ترتيب التنمية البشرية
إذن : الاستسلام = الازدهار ، المقاومة = التخلف

*****************

لا يستطيع "عقل البعض أن يذهب إلى حقيقة أن اليابان كانت أصلا دولة عظمى قبل الاحتلال الامريكي ، وأن "نهضتها" قد بدأت قبل الاحتلال الأمريكي بحوالي ثمانين عاما عبر ما يعرف بإصلاحات الميجي والتي بدأت 1868 ، وإن قوتها اليوم لم تنتج عن إنسان الاحتلال بل عن إنسان النهضة الذي ولد قبل الاحتلال بفترة طويلة ، وانتكس في الاحتلال لكنه عاد وتمكن من أن يستعيد ذاته..

الأمر ذاته بالنسبة لألمانيا التي كانت جزءا أساسيا من النهضة الأوروبية قبل أن تنكب بهتلر و بالاحتلال الذي قسمها ، ولا علاقة لاستستلامها بقوة اقتصادها ومكانتها اليوم .. لأنها رجعت لتسير على درب نهضتها ، ولم يضعها الاستسلام عليه..

أما الجزائر فقد كانت كما نعرف ، وكما نحن جميعا ، تفصلها وتفصلنا عن نهضتنا التي تركنا قرون بعيدة..

ليس لمقاومتها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بوضعها اليوم..ولو أنها استسلمت لما كان وضعها اختلف كثيرا...

"قد" تتمكن الشعوب المقاومة من أن تنهض.."قد"..، وقد تأخذها متاهات السياسة والأيدلوجيات إلى البعد عن النهضة

لكن الاستسلام غير المشروط لم ولن يكون سبيلا للنهوض...

#أحمد_خيري_العمري
د.أحمد خيري العمري
نشر في 21 تشرين الأول 2017
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع