1817 مشاهدة
0
0
ألم أندم لأنني تفوهت بكلام مبتذل؟ ألم أندم لأنني انتقدت غيري و ذكرته بسوء؟شعرت أنني ملوث بالخطيئة و تأكدت أن أكثر ما يحقر الإنسان هو ما يخرج من فمه أو ما يدون في الكتابة و اللغة، أين هو تعقلي أو إرادتي التي توجه كلامي؟
.. ألم أندم لأنني تفوهت بكلام مبتذل؟ ألم أندم لأنني انتقدت غيري و ذكرته بسوء؟...ندمت كثيراً، و شعرت أنني ملوث بالخطيئة و تأكدت أن أكثر ما يحقر الإنسان هو ما يخرج من فمه أو ما يدون في الكتابة و اللغة، أين هو تعقلي أو إرادتي التي توجه كلامي؟ ندمت لأنني لم أكن قادراً على السمو إلى مستوى أخلاقي أعلى يمنعني من الإفراط في الحديث أو الإجابة عن سؤال تؤدي إلى المزيد من الخلاف و الاختلاف.و تمنيت مراراً لو لم يكن لي لسان... أخيراً علمت أن أعظم أوقات حياتي و أجملها هي تلك التي أمضيتها في الصمت ..
... حقيقتي في صمتي و كلما صمت و تأملت كنت قادراً على الإحاطة بجوانب حقيقتي.هذا، لأن الصمت تأمل في صورة ما.. فأنا، عندما أكتب أعمل في صمت، و عندما أقرأ، أفهم في صمت، و عندما أؤدي واجبي أؤديه في صمت، وعندما أطلق عقلي في عالم المعرفة والوعي، أطلقه في صمت، و أحاول أن أحيا في صمت لكي لا يعكرني ضجيج الانفعال الذي يقضي على ملكاتي و مواهبي، و أعتقد أن الذين علموا أنفسهم حكمة الصمت، شقوا لأنفسهم طريق المجد الأبدي، و فتحوا الباب الذي من خلاله، يلجون عالم المطلق من خلال التأمل..
حكمة الصمت (ندرة اليازجي)
نشر في 10 كانون الثاني 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع