964 مشاهدة
0
0
يوماً ما في حياتك، مهما كان نجاحك كاسحاً، أو فعلك كسيحاً، ستقف أمام المرآة، وسيداهمك ذلك السؤال الصعب من أنت؟
يوماً ما، في حياتك، سيفاجئك وجهٌ ما في المرآة.. ستقف عنده، وأنت تدرك أنه وجهك، لكنك لوهلة، ستسأل نفسك، وقد تسأل الوجه أمامك: هل هذا أنت حقاً؟..يوماً ما، في حياتك، بين الثلاثين والأربعين، عندما يكون ما قد ذهب من عمرك ، على الاكثر، اكثر مما سيأتي ،ستقف لتشاهد وجهك كما لو انك تراه للمرة الاولى ..
سيداهمك شعور غريب، كما لو أنه ليس الوجه فقط هو الذي رآه لأول مرة.. بل الشخص خلف الوجه أيضاً.. كما لو أنك تتعرف على هذا الشخص، الذي هو أنت، لأول مرة..
يوماً ما، في حياتك، وأنت تقف أمام المرآة، ستدرك أنك قد استنفذت الحد الأعلى من خياراتك، وأن كل شيء، من الآن فصاعداً، سيكون أقل.. وأقل.. وأقل..
يوماً ما في حياتك، ستلاحظ أن الزمن بدء يترك بصماته على ذلك الوجه في المرآة، ربما لا يكون ذلك واضحاً جلياً للجميع، لكن ها هو العمر، الذي كنت تعتبره حليفاً إلى قبل فترة قصيرة، ها هو يتخلى عنك.. ويترك "نذره" كما لو كانت توقيعاً على وجهك..
يوماً ما في حياتك، مهما كان نجاحك كاسحاً، أو فعلك كسيحاً، ستقف أمام المرآة، وسيداهمك ذلك السؤال الصعب: هل هذا هو الشخص الذي كنت تريد أن تكونه قبل عقد، أو أكثر من الزمان.. عندما كنت أول الطريق.. أول شبابك مهما كابرت، مهما أنكرت، مهما كنت قد حققت، وأنجزت، مهما كنت تحب أولادك، وأسرتك.. فإن ذلك كله لن يشبه ما كنت تريد أن تكون عندما كنت لا تزال في البداية..
ذلك الوجه في المرآة، سيقول لك بلا مجاملة إنك ابتعدت كثيراً عما أردته.. وإن إنكارك لذلك محض مكابرة.. وإنك لو التقيت بذلك الشاب الذي كنته لأنكرك ولرفض الاعتراف بك.
يوماً ما في حياتك، سيكون كئيباً، لا لشي، إلا لأنك التقيت بشخص ما في المرآة..
وكدت ألا تعرفه..
* * *
من "القرآن لفجر آخر"
نشر في 18 تشرين الثاني 2017
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع